بسبب القصف المستمر، الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ونزوحهم إلى مراكز الإيواء، لم يستطع الفلسطينيون أخذ قسط كافٍ من النوم، وهو ما قد ينعكس سلباً على صحّتهم في الأيام المقبلة، حيث إن أجسامنا تحتاج إلى النوم، تماماً كما تحتاج إلى الهواء والغذاء لتعمل في أفضل حالاتها، وقد ربط العلم بين قلة النوم وعدد من المشاكل الصحية، بدءاً من زيادة الوزن، وحتى ضعف جهاز المناعة.. سنتعرّف عليها بالتفصيل في المقالة التالية:
ما هي علامات قلة النوم؟
تشمل العلامات الملحوظة للحرمان من النوم ما يلي:
- النعاس المفرط.
- التثاؤب المتكرر.
- التعب أثناء النهار.
كما يمكن أن ينعكس الحرمان المزمن من النوم سلباً مع أنظمة الجسم الداخلية، ويسبب أكثر من مجرد العلامات والأعراض الأولية المذكورة أعلاه.
تأثير قلة النوم على الجهاز العصبي المركزي
إذا استمرّ الحرمان من النوم لفترة طويلة نسبياً، قد تبدأ في الشعور بالهلوسة المتمثلة في رؤية أو سماع أشياء ليست موجودة بالفعل، كما يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضاً إلى إثارة الهوس لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب المزاج ثنائي القطب. وتشمل المخاطر النفسية الأخرى ما يلي:
السلوك الاندفاعي.
اضطراب القلق.
جنون العظمة.
أفكار انتحارية.
قد ينتهي بك الأمر أيضاً إلى النوم القصير غير الواعي أثناء النهار خلال هذه النوبات، سوف تغفو لبضع ثوانٍ، وقد يكون ذلك في أماكن أو أوقات غير مناسبة.
تأثير قلة النوم على الجهاز المناعي
أثناء النوم، يقوم جهازك المناعي بإنتاج مواد وقائية ومقاومة للعدوى مثل الأجسام المضادة أو السيتوكين، وهو بروتين يُستخدم في عمليات نقل الإشارة والتواصل ما بين الخلايا.. وتستخدم هذه المواد لمحاربة البكتيريا والفيروسات.
الحرمان من النوم يمنع جهازك المناعي من بناء قواه، فإذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم، فقد لا يتمكن جسمك من الدفاع عن نفسه، وقد يستغرق الأمر أيضاً وقتاً أطول للتعافي من المرض.
تأثير قلة النوم على الجهاز التنفسي
عندما لا تنام بشكل كافٍ، ستكون عُرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد والإنفلونزا.
يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم أيضاً إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي الموجودة، مثل أمراض الرئة المزمنة.
تأثير قلة النوم على الجهاز الهضمي
إلى جانب تناول الكثير من الطعام وعدم ممارسة الرياضة، يعد الحرمان من النوم عامل خطر آخر للإصابة بزيادة الوزن والسمنة. يؤثر النوم على مستويين اثنين من الهرمونات، اللبتين والجريلين، اللذين يتحكمان في مشاعر الجوع والامتلاء.
قلة النوم يمكن أن تجعلك أيضاً تشعر بالتعب الشديد بحيث لا تستطيع ممارسة الرياضة.
ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي انخفاض النشاط البدني إلى زيادة الوزن؛ لأنك لا تحرق ما يكفي من السعرات الحرارية ولا تبني كتلة عضلية.
قلة النوم تسبّب مرض السكري من النوع الثاني
يكشف لنا مقال نُشر بموقع REID HEALTH العلاقة بين قلة النوم والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو مرض مزمن يواجه فيه الجسم صعوبة في تنظيم مستويات السكر في الدم..
فكيف يحصل ذلك ؟
عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن تصبح مستويات الهرمونات في جسمك غير منتظمة، وهذا يشمل الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يبقي جسمك مستيقظاً. ينتج الجسم المزيد من الكورتيزول، وهو ما يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم أيضاً.
في محاولة لموازنة الزيادة في مستويات السكر في الدم، سينتج البنكرياس كمية إضافية من الأنسولين لمعالجة السكر الإضافي في الجسم. في حين أن جسمك ينتج المزيد من هرمون التوتر هذا، فمن الصعب على الأنسولين أن يقوم بعمله بفعالية، مما يؤدي إلى كميات غير صحية من السكر (الجلوكوز) في مجرى الدم.
مع مرور الوقت، لن يستطيع البنكرياس مواصلة العمل على الحفاظ على مستويات السكر في الدم طبيعياً. وتسمى هذه الصعوبة في تنظيم مستويات السكر في الدم بمرض السكري من النوع الثاني.
تأثير قلة النوم على نظام القلب والأوعية الدموية
إذا كنت لم تأخذ قسطا كافيا من النوم والراحة منذ أيام فلا تستغرب تعرضك لانخفاض ضغط الدم بين عشية وضحاها. يعدّ هذا أمراً منطقياً للغاية، لأننا نفرض المزيد من الجهد على قلوبنا ودورتنا الدموية عندما نكون مستيقظين.
كما هناك بعض الظروف التي يؤدي فيها اضطراب النوم إلى انقطاع النفس بسبب تفاقم ارتفاع ضغط الدم. وفي تلك الحالات، يمكن أن يؤدي علاج اضطراب النوم إلى خفض ضغط الدم بشكل مباشر.
هل يمكن أن تسبب قلة النوم جلطة؟
يشرح لنا مقال بعنوان "كيف تؤثر قلة النوم على الدورة الدموية؟" نشره موقع medical news today إنعكاس النوم على العمليات التي تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تلك التي تنظّم مستويات السكر في الدم وضغط الدم والالتهابات.. كما يلعب النوم دوراً حيوياً في قدرة الجسم على شفاء وإصلاح الأوعية الدموية والقلب.
بالتالي، فالأشخاص الذين لا ينامون بما فيه الكفاية هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في مقدمتها النوبات القلبية والسكتات الدماغية
تأثير قلة النوم على نظام الغدد الصمّاء
لا شكّ أنّ لديك علماً بأنّ إنتاج الهرمونات يعتمد على نومك. فلإنتاج هرمون التستوستيرون مثلاً، تحتاج إلى 3 ساعات على الأقل من النوم المتواصل، لذلك فالاستيقاظ طوال الليل يمكن أن يؤثر على إنتاج الهرمونات الضرورية للجسم على غرار هرمون النمو، خاصة عند الأطفال والمراهقين وهي التي تساعدك على بناء كتلة العضلات وإصلاح الخلايا والأنسجة، بالإضافة إلى وظائف النمو الأخرى.
و قد أظهرت نتائج أبحاث ذكرها المصدر السابق بأنه منذ بداية هذا العام وقع التوصّل إلى أنّ النوم لمدة أقل من 6 ساعات في الليلة بدلاً من 7 إلى 8 ساعات يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بتصلب الشرايين – وهي حالة تتراكم فيها الترسبات داخل الشرايين – .
كما تشرح دراسة أخرى، في نفس السياق، كيف يمكن أن يساعد النوم الجيد في الحفاظ على مرونة الشرايين، وبالتالي الحفاظ على الدورة الدموية الجيدة.
تأثير قلة النوم على العين
يعدد لنا موقع DELTA DENTAL بعض الآثار الجانبية للحرمان من النوم التي قد يكون بعضها خفيفا بينما قد يكون بعضها الآخر خطيرا على صحّتنا.
أحد الآثار الجانبية الأقل ضررا للحرمان من النوم هو إزدياد الهالات السوداء تحت عينيك وتورّمها..
يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضا إلى تشنجات العين والشعور بالوخز ما يصعّب عليك القراءة أو التركيز أو القيام بعملك أو حتى القيادة بأمان..
من الآثار الجانبية السلبية الأكثر خطورة للحرمان من النوم جفاف العينين واحمرارهما وشعورك بالرغبة في الحكة المستمرة، ويمكن أن يكون جفاف العين مؤلماً ويسبب لك تهيجاً. قد تلاحظ أيضاً مشاكل في الرؤية مثل الحساسية للضوء أو عدم وضوح الرؤية.
المشكلة الأخرى في وجود جفاف وحكة في العين هي أنها يمكن أن تسبب التهابات العين فقلة النوم تضعف جهازك المناعي، لتصبح أكثر عرضة للإصابة بتلك الالتهابات.
لا تتساهل مع الموضوع فقد تؤدي بك فلة النوم في النهاية إلى مشاكل أكثر خطورة في العين أبرزها الجلوكوما، وهي هذه حالة يتراكم فيها الضغط الزائد داخل العين، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر..
كيف أعالج قلة النوم؟
الحلّ الأساسي بدون شكّ لعلاج الحرمان من النوم هو الحصول على قدر كافٍ من النوم، عادة من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.
تشمل الطرق الأخرى التي يمكنك من خلالها العودة إلى المسار الصحيح من خلال جدول نوم صحي كما يقدّمها لنا الطبيب في موقع CLEVELAND CLINIC ما يلي:
- حافظ على جدول نومك واستيقاظك ثابتا، حتى في أيام إجازتك.
– مارس التمارين الرياضية، ويفضل أن يكون ذلك في وقت مبكر من اليوم.
– استخدم سريرك حصرياً للنوم، فالقراءة وتناول الطعام يمكنك القيام بها بعيداً عن سريرك.
– قم بإزالة مصادر الضوء – مثل أجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، وحتى الأضواء الليلية من غرفة نومك.
– حاول الامتناع عن الأكل والشرب في الساعات الثلاث التي تسبق موعد النوم.
-ابتعد عن الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي وأي ضغوطات أخرى غير ضرورية.
-اعتمد على الستائر المعتمة أو قناع النوم لتقليل التعرض للضوء.
– إيّاك وتناول الكحول والكافيين قبل النوم.
ربما هذه الحلول لن تكون متاحة أمام من يعيشون تحت وطأة الحرب، فعلى سبيل المثال ليس من المنطقي أن يفكّر الغزيّون في ذروة النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه هرباً من بطش الاجتياح والغارات الجوية في ممارسة التمارين الرياضية أو الخلود إلى النوم باكراً على سرير لا يملكونه أصلاً!