بعد الانتهاء من تناول بعض الوجبات الدسمة عادة ما يحب أغلبنا تناول بعض الأشياء الحلوة رغم إحساسنا بالشبع، الشيء الذي يجعلنا نشعر بالجوع من جديد وعدم القدرة على مقاومة صحن الحلويات.
حسب موقع Live Science الأمريكي، يرجع أحد أسباب توقف الناس عن تناول وجبةٍ ما إلى أنهم قد سئموا الطعام الموجود أمامهم، لأنهم تناولوه بالفعل ولم يعد الأمر محفزاً؛ حيث صاروا يعلمون مذاقه جيداً. لكن تقديم نكهةٍ، أو رائحة، أو مجرد قوام جديد أمامهم سيسهل فكرة التغلب على الشعور بالامتلاء.
ظاهرة الشبع الحسي وتناول الحلويات
تحمل ظاهرة تناول الحلويات رغم الشعور بالشبع اسم "الشبع الحسي"، وهي عبارة عن شعور ينتاب المرء مع تراجع حماسه لأكلة بعينها لأنه تناولها مراراً، بينما قد يكون أي عنصر طعام جديد أكثر جاذبية في ذلك الوقت.
وحسب تجربة أُجريت سنة 2011 على مجموعة من النساء قُسمن إلى 3 مجموعات مختلفة، قام الباحثون بتقديم وجبة المعكرونة والجبن نفسها على المجموعة الأولى لمدة خمسة أيام.
فيما تلقت المجموعة الثانية أنواعاً مختلفة من وجبة المعكرونة بالجبنة، وفيما يخص المجموعة الثالثة قام الباحثون بإعطائهن وجبات مختلفة على مدار الأسبوع، وجد الباحثون أن النساء اللواتي حصلن على المعكرونة والجبن يومياً كن يأكلن أقل من النساء الأخريات، اللواتي حصلن على الوجبة نفسها مرةً في الأسبوع فقط.
وفي دراسةٍ منفصلة عام 2013، قسّم إبستين 31 طفلاً إلى ثلاث مجموعات. تلقت المجموعة الأولى وجبة المعكرونة والجبن نفسها لمدة خمسة أيام، بينما حصلت مجموعة أخرى على أنواع مختلفة من المعكرونة والجبن. فيما حصلت المجموعة الأخيرة على مجموعة متنوعة من الأكلات الغنية بالطاقة.
تبيّن من خلال هذه الدراسات أن الأطفال الذين حصلوا على خيارات متنوعة كانوا يأكلون بوتيرةٍ أكبر من الأطفال الذين حصلوا على المعكرونة والجبن.
ربط العلماء هذه النتائج بإقبال الكثير على أكل الحلويات بعد أكلهم للوجبات المالحة، لهذا ينصح الأطباء الأشخاص الذين يودون عدم أكل الحلويات بعد الأكل بضم أطباق متنوعة خلال الوجبة ما يسمح بعدم برمجة العقل على أنه بحاجة إلى المزيد من الأكلات المختلفة.
العلم والسلوك الهضمي البشري
يؤمن بعض الخبراء بأن هذه الرغبة في التنوع تمثل آلية تكيُّف تطوُّرية اكتسبها الناس، وذلك من أجل الحصول على العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والبروتينات من مجموعات غذائية مختلفة.
وحسب نفس المصدر يحتاج الإنسان إلى مزيج جيد من العناصر الغذائية على المدى البعيد، لكن الأمر يأتي بنتائج عكسية عندما تتوافر مجموعة متنوعة للغاية بكميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، الشيء الذي يحفز ذلك التنوع على الإفراط في استهلاك الطعام؛ مما قد يساهم في الإصابة بالسمنة.
يحصل الإنسان على الدوبامين من خلال تناول الحلويات وهي مادة كيميائية ترتبط بمشاعر المكافأة والسعادة في الدماغ. وإذا كان تناول الحلويات جزءاً معتاداً من روتينك اليومي، يعد توقيت إفراز الدوبامين بعد الانتهاء من الأكل، بل سيتأخر لأنك تتوقع تناول المزيد من الطعام، وهو ما يعرف الرغبة الشديدة في تناول المزيد من الطعام.
في حال كنت تحاول التقليل من تناول الطعام غير المفيد بعد الأكل، هناك بعض الطرق لاستغلال الشبع الحسي لصالحك؛ إذ يمكنك على سبيل المثال الاحتفاظ بمأكولات حلوة في المتناول؛ مثل الفاكهة، حتى تضيف التنوع إلى حميتك الغذائية ولكن بطريقةٍ أكثر صحية.