خلال أيام الاحتفال بعيد الأضحى يقوم الناس بالعديد من الأخطاء الشائعة فيما يخص طريقة التصرف حيال أضحية العيد واللحوم الوفيرة الموجودة، ما يتسبب في انتشار عدد من الأمراض الخطيرة، والتي قد تصاحب الإنسان لبقية عمره.
من بين هذه الأخطاء تناول كميات كبيرة من الكبدة، ما يتسبب في الإصابة بالأمراض، فيما يلجأ البعض إلى تناولها نيئة اعتقاداً منهم أنها صحية أكثر ولا تفقد فوائدها، بالإضافة إلى تأثير أكلها على صحة المرأة الحامل.
رغم ذلك للكبدة بعض الفوائد الجيدة للجسم، إلا أن الأطباء ينصحون بعدم الإفراط في تناولها.
فوائد تناول الكبدة على الجسم
قبل التطرق إلى الأضرار والمخاطر التي قد يسببها تناول الكبدة على الصحة سنذكر بعض الفوائد الجيدة للجسم في حال عدم الإفراط في تناولها، والالتزام بالقواعد الأساسية للسلامة، من بين هذه الفوائد نجد:
- تسهم في بناء العضلات: تحتوي الكبدة على نسب جيدة من البروتين المهم في بناء العضلات، لذلك تعد خياراً جيداً للأشخاص الذين يرغبون بكمال أجسامهم طبيعياً، كما أنها مصدر جيد للطاقة.
- تعالج فقر الدم: من فوائد الكبدة أنها تقي وتعالج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، حيث إنها تحتوي على نسب عالية من الحديد.
- تقوّي الجهاز المناعي: تحتوي هذه الأخيرة على عنصر النحاس، الذي يُسهم في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي والعصبي، كما أنه يساعد على إنتاج الكولاجين المسؤول عن صحة العظام، والمفاصل، والشعر، والجلد، والأظافر.
حسب موقع "medicalnewstoday" الأمريكي تحتوي الكبدة على الحديد، كما أنها مصدر مهم للبروتين، بالإضافة إلى فيتامين ب، وهو الذي يحتاجه الجسد لمحاربة الأنيميا، بالإضافة إلى أنها تحتوي على بعض العناصر النادرة، مثل: النحاس والزنك والكروم، كما تسهم في بناء العضلات، وتعالج فقر الدم، وتقوي الجهاز المناعي.
وحسب المصدر نفسه يمكن الحصول على فوائد الكبدة، وتقليل أضرارها، بأن يكون تناولها باعتدال وكميات قليلة، إذ يجب ألا يتناول الفرد أكثر من 80 غراماً فقط، حتى لا تكون مضرة له، كما يجب الاهتمام بطهيها جيداً، وذلك بأن يتم طهي الكبدة بدرجة حرارة فوق 80 درجة، حتى يتم التخلص من البكتيريا والسموم، ويجب اختيار الأضحية بشكل جيد، حتى تكون صحية.
أضرار تناولها نيئة على الصحة
يفضل بعض الأشخاص تناول الكبدة نيئة فور ذبح الأضحية، في عيد الأضحى المبارك، ظناً منهم أنها تحتوي على فوائد كثيرة للجسم، وأن طهيها وتعريضها للحرارة يُفقدها بعض المواد الغذائية التي تحتوي عليها، ويجعلها دون فائدة.
حسب موقع "elconsolto" فإن تناول الكبدة نيئة موروث واعتقاد شعبي خاطئ جداً، وقد يؤدي للإصابة بأمراض عدة عكس ما يشاع عنها، إذ من الجيد طهي الكبدة وتعريضها لدرجة حرارة عالية ولمدة طويلة، الشيء الذي يحسن من كفاءة امتصاص البروتين والعناصر الغذائية التي تحتوي عليها الكبدة، لذلك من الضروري تعريضها لدرجة حرارة مناسبة للحصول على أقصى فائدة.
فإن تناول الكبدة وهي نيئة يُسهم في انتشار الفيروسات والميكروبات الموجودة بداخلها، بالإضافة إلى انتقال الكثير من الأمراض التي يعاني منها ذلك الحيوان المذبوح، والتي قد تكون شديدة الخطورة، ما يهدد صحة الإنسان ويعرضها للخطر.
تنقل للإنسان ملايين الأنواع من البكتيريا، كما أن بقايا الدماء المتكونة على الكبدة تزيد من فرص انتقال العدوى والأمراض التي يحملها الدم، ما قد يسبب تلوث الدماء، وقد يصل الأمر إلى التسمم الغذائي، من بين الأعراض الناتجة عن هذا التسمم نذكر:
- مغص.
- إسهال.
- قيء.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- تلبك معوي.
- الإعياء.
- عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- رؤية ضبابيه.
- الخمول وعدم القدرة على القيام بالأنشطة المختلفة.
قد تتسبب في أمراض خطيرة
نظراً لأن الكبد يقوم بترشيح السموم وغيرها من المواد الضارة الموجودة بالدم، يفترض البعض أن تناولها يسبب ضرراً على الصحة، لكن في الحقيقة الكبد لا يقوم بتخزين السموم، بل تتمثل مهمته في معالجتها وجعلها آمنة، أو تحويلها إلى مركب آخر يسهل على الجسم التخلص منه بأمان.
إلا أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى الاصابة بأمراض خطيرة من بينها نجد:
- الإصابة بمرض النقرس: تحتوي الكبدة على نسبة كبيرة من البيورينات التي تساعد في إنتاج حمض اليوريك بالجسم، يتسبب ارتفاع هذا الحمض بالجسم في الإصابة بمرض النقرس، وهو نوع من التهاب المفاصل، والذي يؤدي إلى تورم المفاصل والشعور بآلام شديدة بها.
- تؤثر على صحة القلب: الكبدة غنية بالكوليسترول، وبالتالي فهي من الأطعمة غير المناسبة لمرضى القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، لهذا الإكثار من تناولها يشكل خطورة على صحة القلب.
- تسبب التسمم: إن التسمم ضرر لا يحدث من الكبدة السليمة، وإنما يحدث إن كانت الكبدة ملوثة بالجراثيم بسبب البيئة غير المناسبة التي وضعت بها، مثل: تخزينها في درجات حرارة عالية أو تلوثها من الأيادي التي لمستها.
تناول الكبد والمرأة الحامل
بشكل عام ينصح بتجنب تناول كبد الحيوانات خلال الحمل، وفي الفترة التي تسبق الحمل، ولكن الخطورة الأكبر لتناول الكبدة تكون في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وذلك أن كبد الحيوانات يحتوي على نسبة عالية من فيتامين "أ"، وارتفاع نسبة فيتامين "أ" لدى المرأة الحامل تم ربطه بعدد من التشوهات الخلقية لدى الجنين.
أما في الشهر التاسع من الحمل فتكون فرصة تطور أي من التشوهات الخلقية منخفضة جداً، فلا مانع من تناول وجبة صغيرة من الكبد، وبما لا يزيد عن مرتين في الشهر.