أشارت دراسة جديدة إلى أن جميع أنواع موانع الحمل الهرمونية تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بدرجة طفيفة؛ حيث أثبت تحليل البيانات الذي أجراه باحثون في جامعة أكسفورد، أن استخدام "البروجستوجين" الموجود في حبوب منع الحمل مرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20 إلى 30%، وفق ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.
يعتمد هذا التحليل على دراسة سابقة برهنت على أن استخدام حبوب منع الحمل المركبة، أي التي تحتوي على الإستروجين والبروجستوجين، يرتبط بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بسرطان الثدي الذي يتراجع بعد التوقف عن تناولها.
خطر "ضئيل"
لكن كلير نايت من "مركز أبحاث السرطان" في المملكة المتحدة، الذي موَّل الدراسة، قالت إن هذا الخطر ضئيل وليس له أن يثني النساء عن تناول حبوب منع الحمل.
أضافت: "النساء اللائي يتناولن حبوب منع الحمل يكنّ عادة دون سن الخمسين، وفي هذه المرحلة يكون خطر الإصابة بسرطان الثدي محدوداً. وأي شخص يرغب في تقليل خطر إصابته بالسرطان، فالإقلاع عن التدخين وتناول طعام صحي متوازن وتقليل شرب الكحول والحفاظ على وزن صحي سيكون له أكبر الأثر في ذلك".
كما لفتت إلى أن "وسائل منع الحمل فوائدها كثيرة ولها مخاطر أخرى غير مرتبطة بالسرطان. ولذلك، فاتخاذ قرار تناولها اختيار شخصي ويُستحسن اتخاذه بعد التحدث إلى الطبيب لمعرفة المناسب لكل حالة".
اختبرت آلاف السيدات
وتستند الدراسة، التي نُشرت في مجلة PLOS Medicine، إلى بيانات 9,498 سيدة أصبن بسرطان الثدي بين سن 20 إلى 49، و18,171 سيدة في نفس العمر العمر تقريباً لم يصبن به.
ووجد العلماء أن 44% من النساء المصابات بسرطان الثدي و39% من النساء غير المصابات به تناولن وسائل منع الحمل الهرمونية قبل إصابتهن بثلاث سنوات في المتوسط، وأن حوالي نصفهن تناولن حبوب البروجستوجين فقط.
وقدّر الباحثون أن الخطر الزائد المطلق للإصابة بسرطان الثدي خلال 15 عاماً بين النساء اللائي يستخدمن موانع الحمل الفموية لمدة خمس سنوات تراوحت بين 8 من كل 100 ألف سيدة من سن 16 إلى 20، و265 لكل 100 ألف سيدة من سن 35 إلى 39 عاماً.
ووجدوا أيضاً أن زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي تتراجع تدريجياً في السنوات التي تلي التوقف عن تناول حبوب منع الحمل.
بدورها، قالت كريستين بيري، مبرمجة إحصائية في مركز أكسفورد لصحة السكان Oxford Population Health وواحدة من المشاركين الرئيسيين في الدراسة، إن ارتباط زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي بتقدم العمر يجعل خطر الإصابة بالسرطان ضئيلاً بحيث تفوق فوائد استخدام موانع الحمل خلال سنوات الإنجاب.
وتكمن أهمية هذه النتائج في أن موانع الحمل التي تحتوي على البروجستوجين فقط تزداد انتشاراً، إذ تطابقت مستويات وصفها مع موانع الحمل الفموية المركبة عام 2020.
أوجه قصور
من جانبها، قالت الدكتورة كوترينا تيمسينيت، رئيسة الاتصالات البحثية في مركز Breast Cancer Now، إن الدراسة بها بعض أوجه القصور، "فلم تبحث الدراسة في موانع الحمل الهرمونية التي ربما استخدمتها النساء في الماضي أو المدة التي مرت على استخدامهن موانع الحمل التي تحتوي على البروجستوجين فقط".
وقالت :"لم تأخذ الدراسة في الاعتبار إن كان التاريخ العائلي قد ساهم في ارتفاع مستوى عُرضتهن للإصابة؛ لذلك من الضروري إجراء مزيد من الدراسات لتساعدنا على فهم تأثير استخدام هذا النوع من حبوب منع الحمل فهماً كاملاً".
أضافت: "سرطان الثدي نادر عند صغيرات السن. والزيادة الطفيفة في الخطر خلال الوقت الذي تستخدم فيه المرأة وسائل منع الحمل الهرمونية تعني أنه لا يُشخَّص سوى عدد محدود من الحالات الإضافية بهذا المرض".