يمكن أن يكون الصداع عرضاً صحياً شائعاً لدى المرأة الحامل، خاصة في الشهور الأولى. وعلى الرغم من أنها حالة صحية لا تؤذي الطفل في رحم والدته، فإنها قد تكون غير مريحة للمرأة بشكل قد يحرمها من الحياة بصورة طبيعية.
يمكن أن يكون الصداع أحياناً أحد أعراض مقدمات الإصابة بتسمم الحمل، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تتم مراقبته ومعالجته.
في هذا التقرير نستعرض أسباب وأعراض صداع الحمل، ومتى يمكن أن يكون مؤشراً لحالة صحية خطيرة، علاوة على طرق التعامل الصحي مع الألم بدون تعريض سلامة الجنين للمخاطر المحتملة بسبب المسكنات.
أنواع الصداع أثناء الحمل
معظم حالات الصداع أثناء الحمل هي صداع أساسي أولي. وهذا يعني أن ألم الصداع يحدث من تلقاء نفسه، بمعنى أنه ليس علامة أو عرضاً لاضطراب آخر أو مضاعفات في الحمل.
بينما تشمل أنواع صداع الحمل الأولية ما يلي، بحسب موقع (Healthline) للصحة والمعلومات الطبية:
- الصداع الأولي الأساسي.
- هجمات الصداع النصفي.
- الصداع العنقودي.
وبحسب الموقع، يشكل صداع القلق والتوتر قرابة 26% من معدلات صداع الحمل. في المقابل، تتعرض بعض النساء اللواتي يمتلكن تاريخاً من الصداع النصفي لعدد أقل من نوبات الصداع النصفي أثناء الحمل.
كما تم ربط الصداع النصفي بالمضاعفات التي تحدث لاحقاً أثناء الحمل أو بعد ولادة الطفل. يأتي هذا بينما يحدث الصداع الثانوي بسبب مضاعفات الحمل الصحية على جسم المرأة، مثل ارتفاع ضغط الدم.
ومن الأعراض الشائعة للصداع أثناء الحمل:
- الألم المستمر.
- الألم النابض المتقطع.
- ألم شديد في أحد جانبي الرأس أو كلاهما.
- ألم حاد خلف إحدى العينين أو كلتيهما.
قد يشمل ألم الصداع النصفي أيضاً:
- الغثيان والقيء.
- رؤية خطوط أو ومضات من الضوء.
- المعاناة من نقاط عمياء.
أسباب الصداع أثناء الحمل في الثلث الأول
يُعد صداع التوتر عرضاً شائعاً لدى كثير من السيدات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. قد يحدث هذا لأن الجسم يمر بالعديد من التغييرات في هذا الوقت.
وقد تؤدي التغيرات في الثلث الأول إلى الشعور بصداع الحمل مثل:
- المعاناة من التغيرات الهرمونية الحادة.
- ارتفاع حجم الدم في الجسم لتعزيز نمو الرحم والطفل.
- تغيرات الوزن والجسم المتباينة.
- الجفاف والغثيان والقيء الشديد.
- الشعور بالضغط.
- قلة النوم وأعراض انسحاب الكافيين.
- المعاناة من سوء التغذية.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- تناقص الجهد البدني.
- الحساسية من الضوء.
كذلك قد تسبب بعض الأطعمة الصداع أيضاً. إذ قد تتغير الأطعمة المحفزة أثناء الحمل. وتشمل الأطعمة الشائعة التي قد تسبب صداع الحمل لدى بعض السيدات ما يلي: الألبان، والشوكولاتة، والأجبان، والطماطم.
أسباب صداع الحمل في الثلثين الثاني والثالث
في حين أن الصداع في الثلثين الثاني والثالث من الحمل قد يحدث لأسباب مختلفة، وتشمل زيادة الوزن، وتغيرات قوام الجسم، وقلة النوم وتغيرات النظام الغذائي.
كذلك قد تُفاجأ المرأة الحامل بمعاناتها بسهولة من مشاكل الشد العضلي والضيق والألم في مفاصل الجسم، علاوة على معاناة بعض السيدات من ضغط الدم المرتفع، أو سكري الحمل، وغيرها.
لذا من الضروري متابعة الحالة مع طبيب الحمل المتابع، إذ قد يكون صداع الحمل خلال الثلث الثاني أو الثالث علامة على إصابتك بارتفاع ضغط الدم.
وتحذّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) من أن هذه الحالة القابلة للعلاج يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة لكل من الأم والطفل. وهي عادةً ما تحدث فعلاً بعد الأسبوع الـ20 من الحمل.
تشمل الأسباب الأخرى للصداع أثناء الحمل الالتهابات الشائعة والأمراض الأكثر خطورة:
- التهابات الجيوب الأنفية.
- ضغط الدم المنخفض.
- جلطات الدم أو النزيف.
- فقر الدم.
- تمدد الأوعية الدموية.
- سكتة دماغية.
- أمراض القلب.
- التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
خطوات التعامل مع صداع الحمل بشكل صحي
تشير خدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) إلى أن عقاقير تسكين الألم المصنوعة من "الباراسيتامول" ولا تتطلب روشتة طبية هي الخيار الأول لمسكنات الألم إذا كانت المرأة حامل؛ وذلك لعدم تداخلها مع متطلبات نمو الجنين في الرحم أو تأثيرها عليه وعلى كفاءة الحبل السري.
ومع ذلك، من أجل السلامة وتحقيق الوقاية المثلى، إذا كانت المرأة تعاني صداعاً متكرراً، ينبغي لها أن تحرص على تناول الباراسيتامول لأقصر مدة ممكنة.
ويمكن الحصول على المشورة من الصيدلاني أو طبيب الرعاية الصحية العام حول مقدار الباراسيتامول الذي يمكن تناوله ومدة ذلك أثناء الحمل وفقاً للشهر والصحة العامة للمرأة الحامل.
علاوة على هذا، من الضروري معرفة أن هناك بعض المسكنات التي يجب تجنبها أثناء الحمل بشكل قاطع، حتى وإن كانت مثالية في تسكين الألم قبل الحمل بالنسبة لك، مثل تلك التي تحتوي على الكودايين، والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين.
وبخلاف المسكنات الدوائية، يمكن أيضاً إجراء بعض التغييرات على نمط حياة المرأة المصابة صداع الحمل؛ وذلك لتجنّب فرص المعاناة منه والاضطرار إلى تناول المسكنات؛ ومن بين هذه التغييرات ما يلي بحسب موقع خدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) الرسمي:
- شرب كثير من السوائل؛ لمنع الجفاف ولتعزيز ترطيب الجسم.
- الحصول على قسط كافٍ وعميق من النوم المتصل أثناء الليل، مع إمكانية الحصول على قيلولة قصيرة وفقاً لشروطها الصحية خلال اليوم؛ للحصول على الراحة اللازمة.
- الحصول على الراحة والاسترخاء الكافيَين خلال أشهر الحمل، وذلك من خلال تخفيف الأعباء والالتزامات اليومية، وإيكال المهام الضرورية إلى الأهل والأصدقاء أو حتى خدمات التنظيف المتخصصة وغير ذلك.
- كما يمكن تعزيز فرص الاسترخاء من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق وممارسة اليوغا والرياضة المتناسبة مع المرأة الحامل، وتجربة جلسات التأمل العميق؛ للتخلص من التوتر والقلق المزمن الذي قد يلعب دوراً في تعزيز الشعور بنوع من أنواع صداع الحمل، فيما يُعرف بصداع القلق.