إعتام عدسة العين، أو جلالة العين، هي حالة مرضية تتسبب في إعتام العدسة عبر العدسات الغائمة النظر عبر نافذة تراكم عليها الصقيع أو الضباب. قد تزيد الرؤية الغائمة التي يسببها إعتام عدسة العين صعوبة القراءة، أو قيادة السيارة، أو رؤية التعبيرات التي ترتسم على وجه صديق.
قد يساعد ارتداء النظارات في البداية في التعامل مع إعتام العين، لكن في حالة تأثير ضعف البصر على الأنشطة اليومية، فقد يلجأ المصاب بهذه الحالة إلى الجراحة، إذ تعتبر هذه العملية إجراء بسيطاً وآمناً وفعالاً على العموم.
كيف تصاب العين بإعتام العدسة
يقع إعتام عدسة العين خلف القزحية، إذ تركز القزحية الضوء الذي يمر إلى العين، ما ينتج عنه تقديم صورة واضحة على شبكة العين، وهي غشاء العين الحساس الذي تشبه وظيفته وظيفة الفيلم في كاميرا التصوير.
حسب موقع "mayo clinic" الأمريكي تصبح عدسة العين أقل مرونة وسمكاً مع تقدّم السن، هذه الحالة تسبب تحلل البروتينات والألياف الموجودة في العدسة، مما يؤدي إلى تغيمها، ومع استمرار تفاقم إعتام عدسة العين يصبح التغيم أكثر كثافة وخطورة.
يؤدي إعتام عدسة العين إلى تشتيت الضوء وحجبه أثناء مروره عبر العدسة، ما يمنع وصول صورة واضحة ومحددة إلى الشبكية. ونتيجة لذلك، تصبح الرؤية ضبابية. عادة ما يظهر إعتام عدسة العين في العينين معاً، إلا أنه لا يكون بالمعدل ذاته. وقد يكون إعتام عدسة العين أكثر تطوراً في إحدى العينين عن الأخرى، ما يسبب تبايناً في الرؤية بين العينين.
أعراض إعتام العدسة وأسبابها
في البداية قد يؤثر الإعتام على جزء صغير من العين، لكن مع زيادة الإعتام تصبح الصورة أكثر ضبابية، من المؤشرات والأعراض التي تدل على الإصابة بإعتام عدسة العين:
- رؤية ضبابية أو مشوشة.
- حساسية مفرطة للضوء.
- رؤية هالات حول المصابيح.
- تلاشي الألوان أو اصفرارها.
- ازدواج الرؤية في إحدى العينين.
من بين الأسباب الرئيسية للإصابة بإعتام عدسة العين نجد التقدم في العمر أو التعرض لإصابة على مستوى الأنسجة المكونة لعدسة العين، إذ تبدأ البروتينات والألياف الموجودة في العدسة في التحلل؛ مسببة غشاوة وتعتيماً على الرؤية.
يُمكن أن تزيد بعض الاضطرابات الوراثية التي تسبب مشاكل صحية من خطر الإصابة بإعتام عدسة العين. وقد تنتج حالات إعتام عدسة العين بسبب إجراء عملية جراحية بالعين من قبل، أو بسبب حالات مرضية أخرى بالعين، أو بسبب حالات طبية مثل داء السكري. كما قد يُؤدي استخدام أدوية الستيرويد لفترة طويلة إلى الإصابة بإعتام عدسة العين.
من بين الأمراض أو العوامل المسببة للمرض أيضاً نجد:
- التقدُّم في السن.
- داء السُّكَّري.
- التعرُّض المُفرِط لأشعة الشمس.
- التدخين.
- السّمنة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تضرُّر أو التهاب سابق في العينين.
- إجراء جراحة سابقة في العين.
- استخدام أدوية الكورتيكوستيرويد لمدة طويلة.
- شُرب كميات مُفرِطة من الكحول.
أنواع إعتام عدسة العين
لجلالة العين العديد من الأنواع، تختلف فيما بينها في الخطورة وطرق العلاج، وهي كالتالي:
- إعتام عدسة العين الذي يؤثر على مركز العدسة، أو كما يسمى "الإعتام النووي"، ويؤثر هذا الأخير في البداية على البصر؛ مسبباً قصوراً فيه وصعوبة في القراءة.
لكن مع مرور الوقت تتحول العدسة تدريجياً إلى اللون الأصفر الكثيف، ما ينتج تغييم الرؤية بقدر كبير، وبالتالي صعوبة في تمييز الألوان.
- الإعتام القشري، وهو إعتام يؤثر على حواف العدسة، يبدأ هذا الإعتام على شكل بقع أو خطوط واضحة باللون الأبيض على الحافة الخارجية لقشرة العدسة، تتفاقم هذه الحالة ببطء إلى أن تصل إلى وسط العدسة.
- إعتام العدسة تحت المحفظة، وتبدأ هذه الحالة تحت المحفظة على هيئة منطقة معتمة صغيرة عادةً ما تتكوَّن بالقرب من الجزء الخلفي للعدسة، وتوجد في مسار الضوء مباشرةً. وغالباً ما يؤثر الإعتام الخلفي تحت المحفظة في القدرة على القراءة، ويقلل من الرؤية في الضوء الساطع ويسبب إبهاراً أو هالات حول الضوء في الليل. وتتفاقم عادةً هذه الأنواع من إعتام عدسة العين بوتيرة أسرع من الأنواع الأخرى.
- إعتام خلقي تحت المحفظة، ويبدأ الإعتام الخلفي منذ الولادة (الإعتام الخلقي). يُولد بعض الأشخاص بإعتام عدسة العين أو يُصابون بهذا المرض خلال مرحلة الطفولة. وقد تكون حالات إعتام عدسة العين هذه وراثية، أو مرتبطة بعدوى أو إصابة داخل الرحم.
كيفية الوقاية من جلالة العين
حسب نفس المصدر، لم تتوصل الدراسات إلى طريقة للوقاية من إعتام عدسة العين، لكن هناك بضع استراتيجيات قد تفيد في نقص إمكانية الإصابة به، من بينها خوض فحوصات العين بانتظام؛ للتأكد من عدم حدوث أي مشكل.
الإقلاع عن التدخين، باعتباره أحد أهم العوامل المؤدية للإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات، محاولة تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس أو ارتداء النظارات في حالة ما إذا كانت الشمس جد قوية.