للعظام دور كبير في أجسادنا؛ إذ إنه يعتبر الداعم للأعضاء الداخلية مثل القفص الصدري والجمجمة، يمكن تحريك العظام عبر العضلات، فيما يعمل النخاع العظمي على إنتاج خلايا الدم الموجودة في أجسامنا، ويُطلق على النمو السرطاني الذي ينشأ في نسيج العظام النامية سرطان العظام الأولي.
تظهر مثل هذه الأورام في الغالب في عظام اليدين والقدمين، لكنها يُمكن أن تحدث في أي نوع من العظام في الجسم.
يعتبر سرطان العظام نادراً عند الأطفال عكس البالغين؛ إذ يعتبر ثالث أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان بعد ابيضاض الدم "سرطان الدم" والأورام اللمفاوية.
أنواع سرطان العظام الأولي
لسرطان العظام الأولي ثلاثة أنواع مختلفة، وهي كالتالي:
- الساركوما العظمية:
الساركوما العظمية، أو يُطلق عليها أيضاً ساركوما عظمية المنشأ، هي ورم خبيث في العظم مصدره الخلايا المنتجة للعظم، ويتميز بتشكيل مادة تُسمى "أوستيويد"، وهي المرحلة الأولى من تكوين العظام، تعتبر حوالي 60% من أورام العظام الأولية هي من نوع الساركوما العظمية.
يظهر هذا الورم لدى الناشئين لا سيما في مناطق النمو السريع في عظم الكتف، والركبة، والفخذ، كما أن أفضل فرص الشفاء في الأورام الموجودة بالأطراف.
تُعَرَّفُ الساركوما العظمية بحسب نوع الخلية السائد المسؤول عن عملية التورم، مثل: الخلية البانية للعظم، والخلية بانية الغضروف، والخلية الليفية، وتلك المتعلقة بالشُّعَيْرات المتوسِّعة التي تشمل الفراغات الممتلئة بالدم في حالات الورم.
من أبرز الأعراض التي قد تُواجه المريض ما يأتي:
- انتفاخ حول العظام.
- ألم في منطقة العظام والعضلات.
- إصابة العظام لأسباب غير معروفة.
- الساركوما إيوينغ
حسب "mayo clinic" وُصفت ساركوما إيوينغ لأول مرة بواسطة جيمس إيوينغ في عام 1921 كورم عظمي يتميز بخلايا دائرية زرقاء حساسة للأشعة، إن هذا هو نوع الورم الأكثر شيوعاً بين الأورام الخبيثة في العظام لدى الأطفال والناشئين، ويتم في كل عام تشخيص أربع حالات جديدة لكل مليون طفل دون سن 15.
المرض في العظم أو الأنسجة اللينة هو أكثر شيوعاً لدى الأولاد منه لدى البنات، ويتم تشخيص معظم الحالات في الأطراف بنسبة 53%، والفخذ بنسبة 25%، والحوض بنسبة 20%، والعمود الفقري والأضلاع بنسبة 13%.
يُصاب المرضى في 3% من الحالات بالشلل نتيجة ضغط الورم على النخاع الشوكي، وستظهر لدى 28% من المرضى حمى شبيهة بالحمى الناجمة عن تلوث العظام، و26% من المرضى يتم تشخيص نقائل عندهم في التشخيص، وإن المواقع الأكثر شيوعاً للنقائل هي الرئة، والعظام، والنخاع العظمي.
تعتمد احتمالات الشفاء بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين يُعانون من "ساركوما إيوينغ" على حجم الورم وموقعه، ومرحلة المرض ووجود النقائل، فيما تصل نسبة البقاء على قيد الحياة، وعدم الشعور بالمرض لمدة خمس سنوات بالنسبة للمرضى الذين لا توجد لديهم نقائل تصل إلى 70%.
من بين أبرز الأعراض التي يعاني منها المصابون بهذا المرض ما يلي:
- ألم وانتفاخ مكان المنطقة المصابة.
- آلام في العظام.
- تعب غير متوقع.
- حمى دون سبب يُذكر.
- انخفاض الوزن دون السعي نحو ذلك.
- الساركوما الغضروفية
إن الساركوما الغُضْروفية هي الأكثر شيوعاً بين الأورام الخبيثة في جدار الصدر، وتكون نسبة حدوث هذا النوع من الساركوما أكبر لدى الرجال في العقد الثالث أو الرابع من حياتهم، وعادةً يتركز الورم في القفص الصدري الأمامي، وقد يُسبب الألم، ولكنه لا يُسبب كسر الضلع.
يتفاقم مرض الساركوما الغضروفية ببطء، لذلك قد لا تظهر على المريض أية أعراض في البداية، ولكن مع تفاقم المرض تظهر الأعراض الآتية:
- زيادة الألم.
- نمو كتلة أو انتفاخ المنطقة.
- مشاكل في السيطرة على الأمعاء والمثانة في حال وصول السرطان إلى النخاع الشوكي.
تشخيص سرطان العظام
بإمكان تشخيص سرطان العظام بعد إجراء بعض الفحوصات الخاصة لهذا المرض، ومن بينها:
- التصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- تصوير العظام.
- أخذ الخزعة: أي يقوم الطبيب بأخذ خزعة من المنطقة المصابة وتحليلها، حيث تُساعد الخزعة على معرفة نوع السرطان ودرجته.
عند تشخيص سرطان العظام يقوم الطبيب بمعرفة درجة الخطورة التي تساعد في اتباع العلاج المناسب له.
طرق علاج سرطان العظام
يفضل الأطباء التوجه إلى العلاج الكيميائي قبل الخضوع للجراحة، وذلك للمحافظة على الأطراف دون تعرض المريض للخطر، يعتمد العلاج الكيميائي على ثلاثة أدوية من أصل الأدوية الأربعة الآتية:
- الميثوتريكسات.
- دوكسورباسين.
- السيسبلاتين.
- إيفوسفوميد.
أما في حال كان المريض يعاني من التورم المستقر فعليه اتباع علاج الأشعة بالإضافة إلى أدوية أخرى مثل:
- جيمسيتابين.
- إيتوبوسيد.
- كاربوبلاتين.
يعتمد علاج سرطان العظام الموضعي على نسبة عالية من الإشعاع بنسبة 45 إلى 65 وحدة إشعاع، أو الاستئصال، وهذا يرتبط بالقدرة على إجراء الجراحة وعلى النتائج الوظيفية ومخاطر الأورام الثانوية الناجمة عن الأشعة.
وفي بعض الحالات يتم استئصال الورم مع الأنسجة السليمة، في هذه الجراحة الواسعة تقلل بشكل ملحوظ، من نسبة احتمال عودة الورم ونسبة ظهور النقائل، لكن نتيجة للجراحة الواسعة، غالباً ما يتطلب إعادة بناء جدار الصدر أثناء الجراحة، في بعض الحالات يتم اللجوء للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.