تعد الحنطة السوداء "Buckwheat" أحد أنواع البذور التي تشبه الحبوب، والتي تنمو في معظم بلدان العالم وتشتهر في الولايات المتحدة، تعتبر الحنطة السوداء من الحبوب الكاذبة، إذ إنها تشترك مع باقي الحبوب في العديد من الخصائص، لكنها لا تأتي من العشب أو الحشائش كباقي الحبوب.
تستخدم هذه الحنطة كبديل للحبوب إذ يَتمُّ تناولها أحياناً كحبوب الإفطار، إضافةً إلى استخدامها كدقيق خالٍ من الجلوتين للمخبوزات، ويُذكر أنَّ الحنطة السوداء تختلف عن القمح، فهي ليست قمحاً، ولا تُصنَّف على أنَّها أحد أنواع الحبوب حتَّى.
ذات محتوى عالٍ من المعادن
أصبحت الحنطة السوداء شائعة كغذاء صحي بسبب محتواها العالي من المعادن ومضادات الأكسدة، قد تشمل فوائده تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، فهناك نوعان من الحنطة السوداء الأول شائع وهو "Fagopyrum esculentum" والثاني الحنطة السوداء الطرطرية "Fagopyrum tartaricum"، والتي تزرع بكثرة في الولايات المتحدة.
يتم حصاد الحنطة السوداء بشكل رئيسي في نصف الكرة الشمالي، وخاصة في روسيا وكازاخستان والصين وأوروبا الوسطى والشرقية.
تحتوي الحنطة السوداء على العديد من الفيتامينات والمعادن بالمقارنة مع باقي الحبوب مثل الأرز والقمح والذرة، من بين أكثر المعادن وفرة على الحنطة السودان نجد:
- المنغنيز: يوجد المنغنيز بكميات كبيرة في الحبوب الكاملة، وهو ضروري لعملية التمثيل الغذائي الصحية والنمو والتطور والدفاعات المضادة للأكسدة في الجسم.
- النحاس: غالباً ما يفتقر النظام الغذائي الغربي إلى النحاس، وهو عنصر أساسي قد يفيد صحة القلب عند تناوله بكميات صغيرة.
- المغنيسيوم: عند وجوده بكميات كافية في نظامك الغذائي، قد يقلل هذا المعدن الأساسي من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مختلفة، مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
- الحديد: يؤدي نقص هذا المعدن المهم إلى فقر الدم، وهي حالة تتميز بانخفاض قدرة الدم على حمل الأكسجين.
- الفوسفور: يلعب هذا المعدن دوراً أساسياً في نمو أنسجة الجسم والحفاظ عليها.
بالمقارنة مع الحبوب الأخرى، يتم امتصاص المعادن الموجودة في الحنطة السوداء المطبوخة جيداً بشكل خاص، وذلك لأن الحنطة السوداء منخفضة نسبياً في حمض الفيتيك، وهو مثبط شائع لامتصاص المعادن الموجودة في الحبوب والبذور.
تساعد في الحماية من الإصابة بالسكري
حسب "healthline" للحنطة السوداء العديد من الفوائد، وذلك لما تحتوي عليه من معادن عديدة كما سبق أن ذكرنا من بين أهم فوائدها:
تحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم: قد يؤدي المستويات المرتفعة من السكر في الدم إلى الإصابة بأمراض مزمنة مختلفة مثل السكري من النوع الثاني، تمكن الحنطة السوداء في تخفيف نسبة السكر في الدم بعد الوجبات ما يساعد في الحفاظ على الصحة.
مصدر جيد للألياف: تحتوي الحنطة السوداء على مؤشر جلايسيمي منخفض إلى متوسط. هذا يعني أنه يجب أن يكون تناول الطعام آمناً لمعظم الأشخاص المصابين بداء السكري تربط الدراسات بين تناول الحنطة السوداء وخفض نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.
ويدعم ذلك دراسة أُجريت على الفئران المصابة بداء السكري، حيث تبين أن تركيز الحنطة السوداء يخفض مستويات السكر في الدم بنسبة 12% إلى 19%، يُعتقد أن هذا التأثير يرجع إلى المركب الفريد "D-chiro-inositol".
تشير الدراسات إلى أن الكربوهيدرات القابلة للذوبان تجعل الخلايا أكثر حساسية للأنسولين، وهو الهرمون الذي يجعل الخلايا تمتص السكر من الدم، بالإضافة إلى ذلك يبدو أن بعض مكونات الحنطة السوداء تمنع أو تؤخر هضم سكر المائدة.
بشكل عام، تجعل هذه الخصائص الحنطة السوداء خياراً صحياً للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، أو أولئك الذين يرغبون في تحسين توازن السكر في الدم.
مفيدة لصحة القلب: تحتوي الحنطة السوداء على العديد من المركبات الصحية للقلب، مثل البروتين والمغنسيوم والنحاس والألياف. كما أنه غني بمضادات الأكسدة التي قد يكون لها من الفوائد خاصة في الحماية من تجلط الدم والتقليل الالتهاب وضغط الدم.
حسب نفس المصدر، ربطت دراسة أجريت على 850 بالغاً صينياً تناول الحنطة السوداء بخفض ضغط الدم وتحسن مستوى الدهون في الدم، بما في ذلك انخفاض مستويات الكوليسترول الضار LDL، ومستويات أعلى من الكوليسترول.
الحنطة السوداء قد تسبب الحساسية
بصرف النظر عن التسبب في ردود الفعل التحسسية لدى بعض الأشخاص، ليس للحنطة السوداء أي آثار سلبية معروفة عند تناولها باعتدال. حساسية الحنطة السوداء من المرجح أن تتطور لدى أولئك الذين يستهلكون الحنطة السوداء كثيراً وبكميات كبيرة.
ظاهرة تُعرف باسم الحساسية الصليب، يجعل التفاعل هذه الحساسية أكثر شيوعاً لدى أولئك الذين لديهم بالفعل حساسية من مادة اللاتكس أو الأرز، قد تشمل الأعراض طفحاً جلدياً وتورماً وضيقاً في الجهاز الهضمي، وفي أسوأ الحالات صدمة حساسية شديدة.