يشعر الإنسان بالحنين إلى وطنه عندما يزورها.. من الذي يصاب بـ”متلازمة باريس” وما أعراضها؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/14 الساعة 19:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/08/15 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ متلازمة باريس

تعُجُّ جنبات العاصمة الفرنسية باريس بعبق التاريخ، إذ إنها موطن برج إيفل، وقوس النصر، وكاتدرائية نوتردام، واللوفر -المتحف الأكثر زيارةً في العالم، لكن بعض السياح يجدون أنفسهم عاجزين عن الاستمتاع برحلتهم إلى مدينة النور، بسبب معاناتهم من "متلازمة باريس".

ما هي هذه المتلازمة؟ ما أعراضها؟ وما أسبابها؟ ومن الذي يتأثر بها؟

ما هي متلازمة باريس؟

استخدم الطبيب النفسي الفرنسي الياباني، هيرواكي أوتا، مصطلح "متلازمة باريس" لأول مرة لوصف هذا الاضطراب النفسي العابر عام 1986، وفقاً لما ذكره موقع Culture Trip.

متلازمة باريس هي حالة نفسية تتميز بأعراضٍ مثل الغثيان، والقيء، والهلوسة، وارتفاع معدل ضربات القلب.

ربما ليست متلازمة باريس مدرجةً في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، لكن العديد من الخبراء يعترفون بها على أنها ظاهرةٌ حقيقية، رغم ندرتها.

وفقاً لما ذكره موقع Live Science الأمريكي، فإن متلازمة باريس "تشيع أكثر بين السياح اليابانيين".

وأضاف الموقع: "نتحدث هنا عن ثقافةٍ تتمتع تاريخياً بنظام اعتقاد ومسار تطور مختلفين تماماً عن مناطق أوروبا، وربما تفسر هذه الاختلافات الثقافية، والتوقعات الرومانسية التي لم تُلبَّ، سبب كون الزوار اليابانيين أكثر عرضةً لخطر الإصابة بمتلازمة باريس".

وبالتالي يتم اعتبار متلازمة باريس شكلاً حاداً من أشكال الصدمة الثقافية.

Shutter Stock/ متلازمة باريس
Shutter Stock/ متلازمة باريس

ما هي الصدمة الثقافية؟

الصدمة الثقافية هي مرضٌ ينتج عن فقدان المعنى الذي يحدث عندما يجد الناس أنفسهم مغمورين في واقعٍ يختلف عن تصوراتهم الرمزية". أي إن الناس يصابون بالحيرة الشديدة أحياناً عندما تحيط بهم رموز (من شعارات، وأسماء، ولافتات، وعلامات تجارية) تختلف عما يقابلونه عادةً.

وتؤدي الصدمة الثقافية -خاصةً في أشد حالاتها- إلى شعور الشخص بالارتباك، والاكتئاب، وسرعة الغضب، والمرض الجسدي وفقاً لجامعة المحيط الهادئ في كاليفورنيا.

أعراض الصدمة الثقافية

وفقاً لما ذكره موقع جامعة Simon Fraser البريطانيّة، فإنّ الناس يختلفون اختلافاً كبيراً في درجة تأثير الصدمة الثقافية عليهم، ولكن يتأثر بها الجميع تقريباً بطريقة أو بأخرى، كما تختلف الأعراض، ولكن يمكن أن تشمل:

  • الملل.
  • الانسحاب (على سبيل المثال، قضاء أوقات طويلة في القراءة، وتجنب الاتصال بالأصدقاء).
  • الشعور بالعزلة أو العجز.
  • كثرة النوم أو التعب بسهولة.
  • تهيج بسبب التأخير والإحباطات الطفيفة الأخرى.
  • يعاني من آلام وأوجاع في الجسم.
  • الحنين إلى الوطن.
  • انتقاد العادات المحلية أو طرق القيام بالأشياء بلا داعٍ.

مراحل الصدمة الثقافية

أما المراحل الخمس للصدمة الثقافية فهي:

مرحلة شهر العسل: أنت إيجابي للغاية، وفضولي، وتتوقع تجارب جديدة ومثيرة، حتى أنك تجعل ثقافة المضيف مثالية.

التهيج والعداء: تبدأ في الشعور بأن ما هو مختلف هو في الواقع أقل شأناً، ثقافة المضيف محيرة أو الأنظمة محبطة، إنها خطوة صغيرة من القول بأنهم يفعلون الأشياء بطريقة مختلفة إلى القول إنهم يفعلون الأشياء بطريقة غبية.

التعديل التدريجي: تشعر بمزيد من الاسترخاء وتطور نظرة أكثر توازناً وموضوعية لتجربتك.

تكيف التعددية الثقافية: تشعر بإحساس جديد بالانتماء والحساسية تجاه الثقافة المضيفة.

الصدمة: تذهب إلى المنزل، وتشعر بأنه شخص مختلف.

ما هي أسباب متلازمة باريس؟

من المفترض أن تكون الحالة ناتجة عن أربعة عوامل، أولاً وقبل كل شيء هو حاجز اللغة بين الغالبية العظمى من اليابانيين الزائرين ومضيفيهم الفرنسيين.

يرتبط بهذا العامل الثاني بالاختلافات في الطريقة التي يمكن أن تكون مزعجة للغاية مثل انخفاض القدرة على التواصل والتقلبات المتكررة في المزاج، وروح الدعابة غير المفهومة.

ثالثاً، هناك إرهاق جسدي، واضح وبسيط، المسافرون، سواء كانوا في باريس للعمل أو المتعة، يحزمون جداولهم بإحكام، بحيث تنفجر أدمغتهم بشكل أساسي.

وأخيراً ربما يُصاب الجميع بالصدمة الثقافية "بشكلٍ أو آخر أثناء زيارة مكانٍ جديد"، لكن البعض يُصابون بصدمةٍ أكثر وضوحاً وحيوية عند تعرضهم لثقافةٍ "غير متوقعة أو دقيقة"، وهو تماماً ما يحدث مع اليابانيين عندما يزورون باريس.

ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد