تعد التونة أحد أكثر الأطعمة المعلَّبة انتشاراً ورواجاً؛ إذ تعتبر تكلفتها مقبولة بالمقارنة مع الكثير من الأطعمة ولا تحتاج للطبخ أو الكثير من التحضير، كما يمكن تخزينها لمدة طويلة؛ لأنها تحفظ في الزيت.
بالإضافة إلى أن فوائد التونة كثيرة، فهي غنية بالأحماض الدهنية والعناصر الغذائية الضرورية للجسم، كما أن سعراتها الحرارية منخفضة؛ مما يجعلها خياراً جيداً لخسارة الوزن.
لكن أضرار التونة المعلبة قد تخفى على الكثيرين من محبيها؛ إذ إن النسب العالية من الصوديوم فيها قد ترفع ضغط الدم، كما أنها قد تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، ويجب تناولها بحذر، خاصة بالنسبة للأطفال والحوامل.
لنتعرف معاً على فوائد التونة للإنسان والجسم وأضرارها المحتملة.
اقرأ أيضاً
1. فوائد التونة تبدأ من صحة القلب
تعد الأسماك الدهنية من أفضل مصادر أحماض أوميغا 3 الدهنية، وتحتوي علبة التونة المليئة بالزيت على 14 بالمئة من الكمية اليومية الموصى بها من أوميغا 3.
ولأنه لا يمكن لجسمك أن يصنع هذه الدهون الأساسية من تلقاء نفسه؛ لذلك عليك الحصول عليها من خلال نظامك الغذائي، وفقاً لموقع Cleveland clinic.
تخفض أوميغا 3 من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات الدموية والالتهابات. كما أنها تساعد أيضاً في خفض ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول "الجيد".
اقرأ أيضاً
2. مفيدة لصحة الدماغ
تساعد أحماض أوميغا 3 التي يمكن الحصول عليها عند تناول التونة على انخفاض احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف، وفقاً للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH).
3. مفيدة لرؤيتك
يمكن أن يتسبب التنكس البقعي المرتبط بالتقدم بالعمر في فقدان البصر لدى كبار السن، لكن الحصول على كمية كافية من أوميغا 3 يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالمرض.
ويشير موقع WebMD إلى أن لأحماض أوميغا 3 في التونة تأثيراً إيجابياً على صحة العين؛ إذ إنها تقلل من ظاهرة جفاف العين كما تُسهم في الصحة العامة لشبكية العين.
4. مصدر للبروتين عالي الجودة
يشكل البروتين تقريباً كل نسيج في جسمك؛ لذلك فمن المنطقي أن جسمك يحتاج إلى كمية جيدة منه ليعمل بشكل جيد.
ويعد تناول التونة المعلبة طريقة غير مكلفة للحصول على البروتين الكامل؛ مما يعني أنها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها جسمك.
علاوة على ذلك، تعتبر التونة المعلبة من البروتينات "الخالية من الدهون"؛ مما يعني أنها توفر الكثير من البروتين دون تناول الكثير من الدهون.
5. قد تساعد في منع فقر الدم
التونة المعلبة غنية بفيتامين ب 12، وتوفر 163 بالمئة من احتياجاتك اليومية منه.
يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب 12 إلى ما يسمى "فقر الدم الضخم الأرومات"، وهي حالة لا يحتوي فيها جسمك على ما يكفي من خلايا الدم الحمراء الصحية. والذي يمكن أن يسبب تلف الأعصاب وفقدان الوزن والتهيج والإرهاق وزيادة معدل ضربات القلب.
لكن تناول التونة مع نظام غذائي متكامل بالفيتامينات والمعادن المطلوبة يمكن أن يساعدك على تجنب التعرض لخطر الإصابة بفقر الدم.
6. تدعم قوة العظام
يلعب كل من فيتامين ب 12 والبروتين -وهما عنصران مغذيان موجودان في التونة- دوراً في الحفاظ على عظام قوية وصحية من خلال تقليل فرص الإصابة بهشاشة العظام، وفقاً لمؤسسة هشاشة العظام الدولية.
كما تحتوي التونة المعلبة على عناصر مهمة أخرى، مثل فيتامين ب 6 والمغنيسيوم وفيتامين د والزنك، والتي تساعد جميعها في بناء كثافة المعادن في العظام.
لكن هناك بعض المحاذير والمخاطر التي عليك أن تنتبه لها عند تناول التونة.
أضرار التونة المحتملة
المستويات العالية من الزئبق
تحتوي جميع الأسماك على مستوى معين من الزئبق، ولكن هذا المستوى يختلف بشكل كبير من نوع لآخر؛ تحتوي التونة المعلبة على مستويات عالية نسبياً من الزئبق؛ لذا من المحتمل أن يصبح استهلاكها ضاراً بما يزيد عن ثلاث حصص في الأسبوع.
تشمل أعراض التسمم بالزئبق الحكة أو الشعور بوخز وإبر في أصابع القدم وأطراف الأصابع، وضعف العضلات والنطق والسمع وانخفاض الرؤية المحيطية.
كما قد يؤدي ارتفاع مستويات الزئبق لدى النساء الحوامل إلى اضطرابات في الجهاز العصبي المركزي عند أطفالهن؛ لذا تشجع إدارة الغذاء والدواء (FDA) النساء الحوامل والمرضعات على تناول المزيد من الأسماك منخفضة الزئبق مثل السلمون البري للحصول على الفوائد الصحية، أو اختيار التونة الخفيفة أو المصنوعة من سمك التونة الوثابة بمعدل حصتين إلى ثلاث حصص (113 غراماً) في الأسبوع.
أما بالنسبة للأطفال، فإن التعرض للزئبق سام بشكل خاص للجهاز العصبي للطفل النامي؛ لهذا السبب، يجب الحد من تناول التونة المعلبة للرضع والأطفال الصغار.
يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و10 سنوات تناول ما يصل إلى أونصة واحدة (28 جراماً) من الأسماك منخفضة الزئبق، بما في ذلك التونة الخفيفة والمعلبة، مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.
التخزين والتعليب الخاطئ قد يسببان التسمم الغذائي
إذا واجهتَ أعراضاً مثل احمرار الوجه والتعرق والدوخة وطعم يشبه الفلفل في فمك وحلقك بعد فترة وجيزة من تناول التونة المعلبة، فقد تكون مصاباً برد فعل تحسسي لبكتيريا توجد في الأسماك البحرية التي بدأت تفسد.
"Scombrotoxin" هو نوع فريد من أنواع التسمم الغذائي الأكثر شيوعاً في أسماك التونة والماكريل ويحصل بسبب البكتيريا الفاسدة التي تتكون نتيجة التعليب أو/ والتخزين غير الصحيحين للأسماك.
استخدام مادة BPA للتعليب
تستخدم الكثير من المصانع مادة بيسفينول "أ" (BPA) الكيميائية في تبطين العلب لمنعها من التآكل.
التعرض الكبير والمنتظم لهذه المادة قد يؤثر على صحتك ويحتمل أن يرفع ضغط الدم ويسبب العقم والعيوب الخلقية ويزيد من مخاطر السمنة والسكري وأمراض القلب والسرطان؛ لذا يُفضل اختيار العلب المدوَّن عليها أنها خالية من هذه المادة.
ارتفاع ضغط الدم
تعد الأسماك الطازجة مصدراً رائعاً للبروتين وأحماض أوميغا 3 الدهنية الصحية للقلب، لكن التونة المعلبة قد لا تكون الأكثر صحة لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
لاحتوائها على متوسط 200-300 ملليغرام من الصوديوم لكل وجبة، لا يجب على أي شخص مصاب بأمراض القلب أو السكري أن يخاطر بتناول التونة المعلبة.
كما أن تناولها إلى جانب الأطعمة الأخرى الغنية بالصوديوم مثل الحساء المعلب والمخبوزات والأطعمة المصنعة الأخرى ووجبات المطاعم، يزيد من خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.