هل تتناول المكملات الغذائية؟ إذا كنت تعتني بتغذية صحي، أو بدأت في إيلاء اهتمام بما تأكله خصوصاً بعد جائحة كورونا، ستهتم بمعرفة فوائد وأضرار تناول المكملات الغذائية، لأن ليس جميعها صحياً، وبعضها قد لا يصلح مع الآخر أو مع بعض الأطعمة، فمثلاً فيتامين ك الذي قد يتدخل مع أدوية تخثر الدم، أو السمية، ويمكن أن تحدث مع الفيتامينات التي تذوب في الدهون أيضاً.
وبالرغم من بيع المكملات الغذائية دون وصفة طبية، يمكن أن تكون خطيرة مثل الأدوية، وبعضها قد يكون إهداراً، مثل الجرعات الكبيرة من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء؛ إذ يتم التخلص منها حرفياً في المرحاض عن طريق البول عندما لا تكون هناك حاجة طبية أو نقص تغذية حقيقي لدى الشخص الذي يتناولها.
أولاً؛ أضرار تناول المكملات الغذائية
وبجانب ضرورة قراءة نشرات المكملات الغذائية قبل استخدامها، هناك نصائح عامة يقدمها استشاري التغذية والأطباء بصفة دورية لتجنب أضرار المكملات الغذائية التي قد تسبب مشاكل صحية.
إذ ذكرت جيمي لي ماكنتاير، اختصاصية واستشارية التغذية الأمريكية، عن مريض زارها في المستشفى وهو يعاني من نزيف في الجهاز الهضمي بسبب استخدامه المنتظم لقائمة طويلة من مكملات الفيتامينات، والتفاعلات الغذائية والدوائية المختلفة.
أيضاً تحدثت عن أولئك الذين يتطلعون إلى تعزيز اللياقة البدنية عن طريق المكملات الغذائية المخصصة لهذا الغرض، وقالت إن الأمر قد يكون خطيراً، خصوصاً لمن يتناولون مكملات ما قبل التمرين أو مكملات "تعزيز الطاقة" التي تحوي كميات كبيرة من الكافيين؛ إذ يمكن أن يؤدي إلى إسهال، وسرعة وعدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والدوخة، فضلاً عن الآثار الجانبية الشائعة، مثل عسر الجهاز الهضمي واضطراب المعدة.
كيف تتناول المكملات الغذائية بشكل صحيح؟
إذا كنت تتساءل عما إذا كنت بحاجة إلى مكمل من أي نوع وترغب في إضافته إلى نظامك الغذائي بطريقة آمنة، فهناك خطوات يجب اتخاذها لتحقيق ذلك، الطريقة الأولى والأفضل للحصول على المكملات هي أن تبدأ مع طبيبك أو اختصاصي تغذية معتمد الذي سيجري تقييماً كاملاً للتغذية، والتحاليل اللازمة (الاختبارات الكيميائية، والدم، والدهون)، والحساسيات، والاستخدام الحالي والسابق للأدوية، ومراجعة النظام الغذائي، قبل النصح بمكملات غذائية قد لا تناسبك.
بالنسبة لبعض الأطباء قد يطلبون تحاليل إضافية منفصلة تخص المكملات مثل تحليل الحديد وسعة ارتباط الحديد الإجمالية، والفيريتين، وفيتامين ب 12 وأحماض الفوليك، بالإضافة إلى فيتامين د، كما شرح موقع WebMd الأمريكي.
واعتماداً على نمط حياتك، قد يختلف هذا مع المكملات وطريقة تناولها، فبالنسبة لبعض الناس، مثل الرياضيين الذين يفكرون في المكملات منخفضة المخاطر، قد لا تكون التحاليل ضرورية لتناول منتج مثل الكرياتين أحادي الهيدرات. أو إذا كان الشخص يواجه صعوبة في تلبية احتياجاته من البروتين في نظام غذائي نباتي، فإن مسحوق بروتين نباتي قليل المكونات يمكن أن يكون منخفض المخاطر.
لكن ماذا عن تناول الفيتامينات المتعددة البسيطة؟ هل يجب أن تسجل مع طبيب أو اختصاصي تغذية لأجل ذلك؟ تقول جيمي: "يمكن أن تكون الفيتامينات المتعددة، في حالة غياب العناصر الغذائية الأخرى والظروف الصحية الخطيرة، فإذا قرر الشخص تناول فيتامينات متعددة، فإنني أوصي بالبحث عن واحد اختبره طرف ثالث، ويحتوي على جرعات مغذية خاصة باحتياجات الشخص على أساس الجنس والعمر، ولديه توافر بيولوجي جيد للعناصر الغذائية الرئيسية، ومناسب، ويُباع بتكلفة معقولة".
تستهدف بعض الفيتامينات المتعددة فئات معينة، مثل النساء بعد انقطاع الطمث، على سبيل المثال. وفي حين أن هذه قد تبدو فكرة صحيحة، فيجب أن تخطو مرة أخرى بحذر قبل أن تأخذها، خصوصاً من المكملات الغذائية التي تعد بتوازن هرموني بدون الحصول أولاً على تقييم كامل للتغذية والحاجة الطبية المثبتة لمثل هذا المكمل.
متى نحتاج إلى تناول المكملات الغذائية؟
لا يمكنك تعزيز جهازك المناعي باستخدام المكملات فقط، ولن تكون بحاجة لتناول المكملات الغذائية إذا كنت تأكل نظاماً غذائياً متوازناً، لذا يجب أن تكون التوصية بتضمين هذه الأطعمة في نظامك الغذائي اليومي للحصول على العناصر الغذائية الأساسية التي تدعم نظام المناعة لديك.
وفي عالم مثالي، ستفعل ذلك بالضبط: أي أنك ستحصل على العناصر الغذائية التي تحتاجها، بدون مكملات.
ذلك أن المكمل الغذائي مهم فقط في حالة وجود نقص لا يمكن تعويضه عن طريق الغذاء، والمكملات لها دورها المهم في بعض الحالات مثل الحمل، أو أمراض فقر الدم، أو الأشخاص الذين من الصعب أن يوفروا احتياجاتهم من المواد الغذائية، بسبب نمط الحياة أو لحالة طبية معينة.
كما أن بعض الأنواع من المكملات تركيزها عالٍ جداً؛ ومن ثم تعامَل معاملة الأدوية وتُستخدم في حالات النقص الشديد ويتم إعطاؤها بإشراف طبيب.
ونعود للتأكيد رغم أن المكمل الغذائي يمكن بيعه دون وصفة طبية، فإن ذلك لا يعني أن الشخص قادر على تناوله دون إشراف، لأن هناك بعض الأنواع إذا استُهلكت بجرعات كبيرة فمن الممكن أن تؤدي إلى أعراض سُمية أو بعض الآثار الجانبية مثل الإسهال أو الغثيان أو حصوات الكلى، وغيرها من الأمراض كما أشرنا.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.