عشبة ذيل الحصان هي نوع من أنواع السراخس الشائعة، التي تُستخدم كعلاج عشبي منذ عصر الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية.
إذ كان يُعتقد أن لها خصائص طبية متعددة، وقد تم استخدامها تقليدياً لعلاج الجروح ولتعزيز صحة الجلد والشعر والعظام، وكعلاج للعديد من الحالات الصحية الأخرى.
نستعرض في هذا التقرير فوائد هذه العشبة واستخداماتها والآثار الجانبية المحتملة.
ما هي عشبة ذيل الحصان؟
عشبة ذيل الحصان الشائعة (Equisetum arvense)، هي سرخس معمر ينمو في البراري في شمال أوروبا وأمريكا الشمالية والوسطى، وكذلك في الأماكن الرطبة الأخرى ذات المناخ المعتدل.
ولها جذع طويل أخضر متفرّع وكثيف، يشبه ذيل الحصان، ينمو من الربيع إلى الخريف.
يحتوي ذيل الحصان على العديد من المركبات المفيدة التي تمنحه العديد من التأثيرات المعززة للصحة، من بينها مضادات الأكسدة والسيليكا.
بالنسبة لمضادات الأكسدة فهي جزيئات تحمي جسمك من آثار الجذور الحرة، التي يمكن أن تسبب تلفاً للخلايا، أما السيليكا فهي مركب يتكون من السيليكون والأوكسجين، وله فوائد للبشرة والأظافر والشعر والعظام.
يُستهلك ذيل الحصان في الغالب على شكل شاي، والذي يُصنع عن طريق نقع الأعشاب المجففة في ماء ساخن، كما أنه متوفر في شكل كبسولة أو مسحوق.
عشبة ذيل الحصان تدعم صحة العظام
من خلال عملية التمثيل الغذائي للعظام تقوم الخلايا العظمية التي تسمى ناقضات العظم وبانيات العظم بإعادة تشكيل عظامك باستمرار، لتجنب الاختلالات التي قد تسبب هشاشة العظام.
تظهر دراسات أنبوب الاختبار التي قامت بها جامعة بورتو البرتغالية عام 2012، أن ذيل الحصان قد يثبط الخلايا الآكلة للعظم ويحفز بانيات العظم. يشير هذا إلى أنه مفيد لأمراض العظام، مثل هشاشة العظام، والتي تتميز بفرط نشاط ناقضات العظم التي تؤدي إلى هشاشة العظام.
يعتقد الباحثون أن هذا التأثير يرجع في الغالب إلى محتوى العشبة العالي من السيليكا، إذ تصل السيليكا إلى 25% من وزنه الجاف. كما لا يوجد نبات آخر يحتوي على نسبة عالية من تركيز هذا المعدن سواه.
تتواجد السيليكا أيضاً في العظام، وتعمل على تحسين تكوين وكثافة واتساق أنسجة العظام والغضاريف، من خلال تعزيز تخليق الكولاجين وتحسين امتصاص واستخدام الكالسيوم.
يعمل كمدرّ طبيعي للبول
مدرات البول هي مواد تزيد من إفراز الجسم للبول، ويعد التأثير المدر للبول من ذيل الحصان أحد أكثر الخصائص المعروفة له في الطب الشعبي.
حددت إحدى الدراسات البرازيلية عام 2014، التي أجريت على 36 رجلاً أن جرعة يومية من 900 ملغ من مستخلص ذيل الحصان المجفف في شكل كبسولة، كان لها تأثير مدر للبول أقوى من الدواء المدر للبول التقليدي. ويعزى ذلك إلى التركيزات العالية من مضادات الأكسدة والأملاح المعدنية في النبات.
وأظهر النبات أيضاً فاعلية كعلاج لسلس البول والإلحاح والتبول الليلي.
وقد وجدت مراجعة بحثية أجريت عام 2021 أن ذيل الحصان قد يكون له إمكانية كعلاج لأمراض الكلى، بما في ذلك التهاب الإحليل وحصى الكلى.
تعزز التئام الجروح وصحة الأظافر
قد يساعد التطبيق الموضعي لمرهم ذيل الحصان على التئام الجروح.
وقد أظهرت دراسة إيرانية عام 2015، أجريت لمدة 10 أيام على 108 نساء بعد الولادة ممن خضعن لبضع الفرج أثناء المخاض لتسهيل الولادة، أن استخدام مرهم يحتوي على 3% من مستخلص ذيل الحصان يعزز التئام الجروح ويساعد في تخفيف الألم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام مستخلص ذيل الحصان لعلاج صدفية الأظافر وتقويتها.
تعزز نمو الشعر
تشير الأبحاث إلى أن ذيل الحصان قد يفيد شعرك أيضاً، ويرجع الفضل في ذلك على الأرجح إلى محتواه من السيليكون ومضادات الأكسدة.
تساعد مضادات الأكسدة في تقليل الالتهابات وشيخوخة ألياف الشعر التي تسببها الجذور الحرة. كما يؤدي المحتوى العالي من السيليكون في ألياف الشعر إلى انخفاض معدل تساقط الشعر، فضلاً عن إضفاء المزيد من اللمعان عليه.
في دراسة أمريكية أجريت عام 2015، واستمرت 3 أشهر، على النساء اللواتي يعانين من ترقق الشعر، زاد تناول كبسولتين يومياً تحتويان على ذيل الحصان المجفف ومكونات أخرى من نمو الشعر وقوته.
الاستخدامات والجرعة الموصى بها
يتم تسويق معظم منتجات ذيل الحصان المتاحة على أنها علاجات للجلد والشعر والأظافر، ومع ذلك قد تجد أيضاً منتجات تدعي أنها تعالج أو تخفف من أمراض الكلى والمسالك البولية.
فيما يلي بعض الأمثلة على جرعات ذيل الحصان المناسبة في منتجات مختلفة:
كبسولة: تحتوي الجرعة القياسية على 10% إلى 15% سيليكا في الكبسولة.
منقوع عشبي: 2 إلى 3 ملاعق صغيرة من ذيل الحصان المجفف تؤخذ ثلاث مرات في اليوم.
للجروح أو علاج الجلد: 10 غرامات من العشبة لكل 1 لتر (33.8 أوقية) من الماء كل يوم 6.
الآثار الجانبية والاحتياطات
- يجب على النساء الحوامل والمرضعات تجنب عشبة ذيل الحصان.
- قد يسبب ذيل الحصان تفاعلات دوائية عند تناوله جنباً إلى جنب مع الأدوية الموصوفة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية.
- يجب على الأشخاص المصابين بأمراض الكلى عموماً عدم استخدام ذيل الحصان أو المكملات العشبية الأخرى.
- يحتوي ذيل الحصان على إنزيم يسمى الثياميناز بداخله، يعمل على تكسير الثيامين، والذي يسمى أيضاً فيتامين ب 1. وعندما يتحلل الثيامين، يصبح عديم الفائدة للجسم.
- لذا، إذا كنت تأخذ الكثير من ذيل الحصان أو تتناوله لفترة طويلة، فقد يسبب نقصاً في الثيامين في جسمك.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.