عشبة العشرق أو كما تُعرف باسم عشبة السنامكي أيضاً هي عشبة تستخدم أوراقها وثمارها في صنع الشاي والدواء.
ورغم أن لهذه العشبة فوائد عديدة للجهاز الهضمي خاصة، إلا أن هناك بعض الاستخدامات الشائعة لها غير المثبتة علمياً، كما أن تناولها بشكل مفرط ومتكرر قد يسبب مشاكل صحية.
نستعرض في هذا التقرير فوائد العشرق، كما نناقش أيضاً الآثار الجانبية له، فضلاً عن أي مخاطر محتملة مرتبطة باستخدامه على المدى الطويل.
أولاً، ما هو العشرق؟
يعتبر العشرق من النباتات المعمرة، تتميز أوراقها بشكل ريشي، وأزهارها تتراوح بين اللون الأصفر والبرتقالي، وتنمو على قمم أغصانها على شكل عناقيد.
تشبه ثمار العشرق إلى حد ما قرن الفاصولياء، ولكنها رقيقة ومفلطحة أكثر، وبذورها رمادية اللون.
تحتوي هذه العشبة على مكونات نشطة تسمى الأنثراكينون وهي ملينات قوية. وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية دواءً يصنع من العشرق كمليّن لعلاج الإمساك، وتنظيف الأمعاء قبل تنظير القولون بدون وصفة طبية.
كما يمكن استخدام شاي العشرق من قبل الكثير من الناس بهدف علاج القولون العصبي وجراحة الشرج أو المستقيم، أو الشقوق الشرجية والبواسير، أو بهدف فقدان الوزن، كما يشير موقع WebMd للطب والصحة.
فوائد العشرق للجهاز الهضمي
اختبر عدد من الدراسات تأثيرات العشرق عند تناوله على شكل مسحوق أو كبسولة. كما نظرت دراسات في الفوائد الصحية المحتملة لشرب شاي السنامكي، تتركز معظم الدراسات البحثية حول الفوائد الصحية للعشرق عند استخدامه في علاج الإمساك واضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى.
العشرق فعال لعلاج الإمساك
يشيع استخدام شاي العشرق في حالات الإمساك العرضي. ووفقاً لموقع Healthline للطب والصحة، فقد وجد الباحثون أن المركبات النشطة في العشرق لها تأثير ملين قوي؛ إذ إنها تعمل عن طريق تهييج بطانة القولون، ما يزيد تقلصاته وحركة الأمعاء.
يمنع العشرق أيضاً امتصاص الماء والإلكتروليتات من القولون، وهذا يزيد من كمية السوائل في الأمعاء ويلين البراز.
كما أن العشرق فعال أيضاً في علاج الإمساك عند استخدامه مع السيليوم أو الصوديوم، خاصة عند كبار السن، إذ يكون أكثر فاعلية من اللاكتولوز في علاج الإمساك المستمر.
لعلاج حالات الإمساك يمكن تناول الأدوية أو الملينات التي تحتوي على العشرق بعد استشارة الطبيب أو الشاي العشبي الذي يحتوي عليها.
التحضير لتنظير القولون
يمكن استخدام عشبة العشرق لإفراغ القولون وتنظيفه قبل إجراء تنظير القولون، وهو إجراء طبي يستخدم على نطاق واسع في فحص سرطان القولون.
كما يمكن تناولها كمكمل بعد استشارة الطبيب قبل وبعد العمليات الجراحية الشرجية لتليين البراز.
اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى
يستخدم شاي العشرق أحياناً لعلاج متلازمة القولون العصبي (IBS) والانتفاخ. ولكن لا تزال هناك حاجة لدراسات أكثر لدعم صحة علاجه لهذه الحالات.
التخفيف من آلام البواسير
البواسير عبارة عن أوردة وأنسجة منتفخة في أسفل المستقيم يمكن أن تسبب نزيفاً وألماً وحكة. يعد الإمساك المزمن سبباً رئيسياً لها، ويمكن أن تؤدي نوبات الإمساك البسيطة إلى تهيج البواسير الموجودة مسبقاً.
بسبب تأثيره الملين، يستخدم بعض الناس شاي العشرق لتخفيف الآلام المرتبطة بالبواسير.
ومع ذلك، هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول قدرة العشرق على تخفيف أعراض البواسير.
هل يساعد العشرق حقاً على فقدان الوزن؟
قد يكون الاستخدام الأشهر للعشرق في شاي الأعشاب والمكملات التي تدعي تعزيز التمثيل الغذائي وفقدان الوزن. وغالباً ما يشار إلى هذه المنتجات باسم "شاي التنحيف".
ومع ذلك لا يوجد دليل علمي يدعم استخدام شاي العشرق لأي روتين للتخلص من السموم أو فقدان الوزن.
في الواقع، قد يكون استخدام شاي العشرق بهذه الطريقة خطيراً جداً عند استخدامه بشكل متكرر أو طويل الأمد، لأنه قد يغير وظيفة أنسجة الأمعاء الطبيعية.
علاوة على ذلك، وجدت دراسة قامت بها جامعة سان دييغو وجامعة ميشيغان الأمريكية عام 2016، وأجريت على أكثر من 10 آلاف امرأة، أن أولئك الذين استخدموا المسهلات لفقدان الوزن كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل.
الآثار الجانبية المحتملة والجرعات المناسبة
يعتبر العشرق آمناً لمعظم البالغين فوق سن الـ12 عند استخدامه لمدة تصل إلى أسبوع واحد، ولكن يمكن أن يسبب في بعض الحالات النادرة بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك عدم الراحة في المعدة والتشنجات والإسهال.
لا ينصح بتناول العشرق لمدة تزيد عن أسبوع أو بجرعات أعلى من 30 مجم مرتين يومياً، إذ يمكن أن يتسبب الاستخدام طويل الأمد في توقف الأمعاء عن العمل بشكل طبيعي، وقد يتسبب في الاعتماد على المسهلات، كما يمكن أن يتسبب أيضاً في تلف الكبد وتأثيرات ضارة أخرى.
لذا، عند استخدام كبسولات أو أقراص العشرق، يجب التّقيّد بالجرعة المكتوبة على العلبة، أو حسب توجيهات الطبيب أو الصّيدلاني.
أما بالنسبة لشاي العشرق، فيصعب تحديد كمية الجرعة بدقة لأن تركيزها يختلف اختلافاً كبيراً اعتماداً على مدة نقع الشاي.
علاوة على ذلك، فإن العديد من أنواع شاي العشرق التجارية، خاصة تلك التي تحتوي على مزيج من الأعشاب، لا تذكر الكمية الدقيقة لأوراق العشرق المستخدمة.
في هذه الحالة، فإن النهج الأكثر أماناً هو اتباع تعليمات العبوة للتحضير والاستهلاك.
لا تستخدم العشرق في هذه الحالات
لا تتناول شاي العشرق أو مكملاته إذا كان لديك:
- مرض كرون
- التهاب القولون التقرحي
- التهاب الزائدة الدودية
- إسهال
- جفاف
- وجع بطن
- حالة تسبب انسداد معوي
- حساسية من العشرق
إذا كان لديك أي نوع من أمراض القلب أو الكبد أو الكلى، فتأكد من التحدث إلى الطبيب قبل استخدام مكملات أو شاي العشرق.
وبالمثل، إذا كنت حاملاً أو مرضعة، استشيري الطبيب قبل استخدام شاي العشرق.
قد يتفاعل العشرق مع بعض الأدوية والمكملات مثل مدرات البول. فقد يتسبب في انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم عند تناولهما معاً، لذا استشر طبيبك في الحالات المشابهة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.