يعد التهاب الدم أو "تعفن الدم" من الأمراض التي تهدِّد الحياة، ويحدث عندما يستجيب الجسم للعدوى التي تصيبه بطريقة غير طبيعية تتسبب في إتلاف أنسجته.
عندما تنشط عمليات مكافحة العدوى في الجسم، فإنها تتسبب في ضعف وظائف الأعضاء بشكل غير طبيعي، مما قد يتسبب بما يعرف بـ"صدمة إنتانية" تؤدي إلى انخفاض كبير في ضغط الدم، مما قد يسبب مشاكل خطيرة في الأعضاء وينتهي بالوفاة.
ورغم خطورته، إلا أن العلاج المبكر بالمضادات الحيوية والسوائل الوريدية قد يساعد على الشفاء منه وتقليل آثاره الخطيرة على الجسم.
تابع معنا القراءة لمعرفة المزيد عن أعراض التهاب الدم وعلاجه والمضاعفات الناتجة عنه.
ما هي أسباب التهاب الدم؟
عندما يصاب جسمك بالعدوى، يستجيب جهازك المناعي بإفراز البروتينات والمواد الكيميائية الأخرى لمكافحته. ويحدث التهاب الدم عندما تخرج هذه الاستجابة عن السيطرة، مما يؤدي إلى حدوث التهاب شديد.
يمكن أن يحصل التهاب الدم نتيجة أي مكان تدخل فيه البكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات أو الفيروسات إلى جسمك مثل جرح مفتوح.
كما قد تدخل البكتيريا من خلال خطوط الوريد والجروح الجراحية والقسطرة البولية وتقرحات الفراش.
يشير موقع Health Line للطب والصحة، إلى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لالتهاب الدم وهي:
- الالتهابات البكتيرية.
- الالتهابات الفطرية.
- الالتهابات الفيروسية، بما في ذلك كوفيد 19.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من التهابات الرئة أو الكلى أو تسمم الدم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الدم.
يمكن أن يؤدي التهاب الدم الشديد إلى انخفاض كبير في ضغط الدم وفشل الأعضاء وتلف الأنسجة، وهو ما يعرف بالصدمة الإنتانية التي يمكن أن تكون قاتلة إن لم يتم علاجها فوراً.
أعراضه تنقسم حسب شدتها إلى ثلاث مراحل
وفقاً لموقع Medical News Today الطبي، تظهر الأعراض الأولى في مراحل الالتهاب الخفيف الذي يمكن أن يعالج وتتم السيطرة عليه بالتدخل الطبي:
- حمى وقشعريرة ورجفة.
- نبض سريع، يُعرف أيضاً باسم عدم انتظام دقات القلب.
- صعوبة في التنفس.
- جلد رطب أو تفوح منه رائحة العرق.
- ألم شديد في الجسم.
- احمرار وتورم حول الجرح إن وجد.
عندما يكون الالتهاب شديداً، يمكن أن يسبب أيضاً:
- ضغط دم منخفضاً.
- الدوخة أو الضعف.
- انخفاض نسبة البول.
- جلداً شاحباً أو متغير اللون.
- الحمى.
- بشرة باردة شاحبة خاصة في الأطراف.
- الارتباك وانخفاض اليقظة.
- شعور بالخوف المفاجئ من الموت.
- التكلم بشكل غير واضح.
- الإسهال والغثيان والقيء.
- ألم شديداً وانزعاجاً عاماً شديداً.
- ضيقاً في التنفس.
- فقدان الوعي.
مع ازدياد شدة الالتهاب، يمكن أن تحدث الصدمة الإنتانية التي تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بشكل خطير، مما يعني عدم وصول الأوكسجين بشكل كافٍ إلى أعضاء الجسم.
مضاعفات الإصابة بالتهاب الدم
عندما يزداد الالتهاب سوءاً، فإنه يسبب المزيد من المشاكل في جميع أنحاء جسمك. قد تشمل:
- الفشل الكلوي.
- موت الأنسجة (الغرغرينا) على أصابع اليدين والقدمين مما يؤدي إلى البتر.
- تلف الرئة أو الدماغ أو القلب.
- ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى بمرور الوقت.
- كما يمكن أن يكون التهاب الدم مميتاً في ما بين 25% و40% من الحالات إن لم يتم علاجه في المراحل الأولى.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتعفن الدم؟
أي شخص مصاب بعدوى فيروسية أو فطرية معرض للإصابة بالتهاب الدم، ولكن خطر الإصابة به أعلى عند:
- البالغين أكبر من 65 عاماً.
- الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
- الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، مثل مرض السكري وفيروس نقص المناعة البشرية والسرطان.
- النساء الحوامل.
علاج التهاب الدم
- إعطاء المضادات الحيوية إذا كانت العدوى بكتيرية.
- توفير الأوكسجين والسوائل الوريدية لضمان تدفق الدم إلى الأعضاء.
- توفير وسيلة مساعدة على التنفس، إذا كان ذلك ضرورياً.
- إجراء جراحة، إذا لزم الأمر، لإزالة الأنسجة التالفة.
- قد يتطلب التهاب الدم العلاج في المستشفى، ويحتاج بعض الأشخاص إلى العناية المركزة في المراحل المتقدمة.
- قد يحتاج كبار السن، على وجه الخصوص، إلى علاج من أجل منع تجلط الأوردة العميقة والسيطرة على مستويات الغلوكوز.
الوقاية من التهاب الدم ممكنة باتباع الخطوات التالية
يساعد اتباع الخطوات التالية على الوقاية من العدوى وتقليل خطر الإصابة بالتهاب الدم:
- الحصول على التطعيمات الروتينية، بما في ذلك لقاحات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.
- العناية بالقروح والجروح والحفاظ على نظافتها.
- غسل اليدين بشكل دائم قبل لمس أي جرح مفتوح.
- اللجوء للعناية الطبية الفورية إذا كانت هناك علامات تدل على الإصابة بالتهاب الدم.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.