تمكَّن باحثون بجامعة كامبريدج من ابتكار تقنية تساعد على تحديد أورام "البروستاتا" التي قد تكون قاتلة، إذ إن سرطان البروستاتا على الرغم من أنه قد يؤدي إلى الوفاة، فإن هذا الورم ينمو ببطء في العديد من الرجال، وقد لا يسبب أي مشكلات صحية.
صحيفة The Times البريطانية قالت الأحد 13 فبراير/شباط 2022، إن التفريق بين الأورام الخبيثة والحميدة، خاصة في مرحلة مبكرة من تطور الورم السرطاني، ليس بالأمر الهيّن.
لذلك يمثل ما توصل إليه الباحثون عاملاً مهماً في التمييز بين النوعين من الورم، وقال الدكتور نيكيتا سوشينتسيف، أحد هؤلاء الباحثين، إنهم تمكنوا من ابتكار فحص تشخيصي يمكنه "تمييز الأورام "الشرسة" من "الوديعة" في سرطان البروستاتا.
هذا الفحص يعتمد على حقن المريض بمحلول خاص، ثم إخضاعه للتصوير بالرنين المغناطيسي، وهذه الطريقة تمنح الأطباء فكرة دقيقة عن نشاط كل ورم، ولم يكن بإمكانهم في الماضي سوى التعرف على حجمه من خلال المسح الضوئي، والآن أصبح بإمكانهم التعرف على مدى نشاطه.
أشارت نتائج تجربة أجريت على عشرة مرضى مصابين بسرطان البروستاتا، نُشرت في مجلة Nature Communications الشهر الماضي، إلى أن هذه التقنية تقدم إشارة قوية على مدى شدة الورم.
تعتمد التقنية الجديدة على ربط الكربون 13 بالبيروفات وهو جزيء شبيه بالسكر، ويُحقن المحلول في الوريد ويمتصه الورم بسرعة، وفي حالة إفراز اللاكتات- الذي يعتبر عند مستويات عالية علامة على وجود ورم خبيث- فإنه يحتفظ بالكربون 13، الذي يضيء في فحص التصوير بالرنين المغناطيسي.
كان جميع الرجال العشرة المشاركين في التجربة قد خضعوا لعملية جراحية لإزالة البروستاتا. وقيّم الباحثون تشريح وكيمياء أورامهم والأنسجة المحيطة بها بعناية وقارنوها بهذه الفحوصات.
يأمل الباحثون في المستقبل أن تساعد هذه التقنية الجديدة في تجنب الجراحة بالكامل، إذ أشارت دراسة أجريت عام 2016، إلى أن نحو 20 ألف رجل من المصابين بسرطان البروستاتا يخضعون سنوياً لجراحة أو علاج إشعاعي لا ضرورة لهما.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أن 52 ألف رجل يُصابون بسرطان البروستاتا في المملكة المتحدة كل عام، ونحو 30 ألفاً منهم يصابون بأورام موضعية تعتبر منخفضة الخطورة.
من الأعراض الشائعة لهذا المرض الحاجة للذهاب إلى الحمام بشكل متكرر، خاصة في أثناء الليل، والشعور بالألم في أثناء التبول. ويموت ما يقرب من 12 ألف رجل بسبب الإصابة بهذا المرض كل عام.