يُعتبر الربو عند الأطفال من أكثر الحالات المزمنة شيوعاً عند الرضع وصغار السن الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. وهو يحدث عندما تلتهب المجاري الهوائية في الرئتين، مما قد يجعل من الصعب على الطفل التنفس بصورة طبيعية.
وتشير الأبحاث وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، إلى أن ما يقرب من 5.1 مليون طفل من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً في الولايات المتحدة وحدها، يعانون من الربو. وفي حين أن نوبات الربو آخذة في الانخفاض وفقاً لموقع Medical News Today، فإن ما يقرب من نصف الأطفال المصابين بالربو أبلغوا عن تعرضهم لنوبة واحدة أو أكثر خلال طفولتهم.
مخاطر الربو عند الأطفال
الربو مرض خطير يمكن أن يسبب الأزيز وصعوبة التنفس والسعال الحاد، كما يمكن في الحالات المتطورة أن يؤدي إلى تلف دائم بالرئة وحتى خطر الاختناق والموت.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج حالياً لهذه الحالة الصحية الخطيرة، فإنه لحسن الحظ يمكن للآباء ومقدمي الرعاية السيطرة على أعراض الربو عند الأطفال من خلال العلاج وتخفيف الأعراض بقدر كبير.
إذا كان طفلك مصاباً بالربو، فمن المهم فهم محفِّزات المرض ووضع خطة علاج طويلة الأمد لإدارة الحالة. في هذا التقرير نوضح أسباب الربو عند الأطفال وأعراضه وخيارات العلاج المتوافرة حتى الآن.
ما هي أعراض الربو عند الأطفال؟
عند إصابة الطفل بالربو، تُصبح الرئتان والممرات الهوائية سهلة الالتهاب عند التعرض لمحفزات معينة، مثل استنشاق حبوب اللقاح أو الإصابة بنزلة برد أو أي عدوى تنفسية أخرى.
ووفقاً لموقع Mayo Clinic الطبي، يمكن أن يسبب الربو في مرحلة الطفولة المبكرة أعراضاً يومية مُزعجة تتداخل مع شعور الطفل بالطاقة الكافية أو القدرة على اللعب وممارسة الأنشطة والذهاب إلى المدرسة والنوم بعُمق.
وعند بعض الأطفال، قد يتسبب الربو في حدوث نوبات خطيرة من السعال والاختناق وعدم القدرة على التنفُّس. وفي حالة الأطفال الرضّع قد يلاحظ الآباء عدم قدرة الطفل على الرضاعة بصورة طبيعية كأنه غير قادر على التقاط أنفاسه بنفسه.
أسباب إصابة الطفل بمرض الربو
ولا يختلف الربو عند الأطفال عن الربو لدى البالغين، لكن الأطفال يواجهون تحديات خاصة أكثر خطورة، ما يجعله السبب الرئيسي لزيارات قسم الطوارئ والاستشفاء والتغيب عن أيام الدراسة.
وحول الأسباب على وجه التحديد، لا يزال الباحثون غير متأكدين من السبب الدقيق لمرض الربو، ولكن يبدو أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دوراً مهماً.
ووفقاً لجمعية الرئة الأمريكية ALA، يمكن أن تشمل بعض المسببات الشائعة للربو في مرحلة الطفولة ما يلي:
- مسببات الحساسية (البيئية والغذائية).
- التهابات الجهاز التنفسي ونزلات البرد.
- دخان السجائر، وضمن ذلك التدخين السلبي.
- ملوثات الهواء الداخلية والخارجية.
- التعرض للهواء البارد أو تغيرات مفاجئة في درجة الحرارة.
- ممارسة الرياضة والنشاط المفرط.
- الإثارة والتوتر والقلق المزمن.
كما تساهم عوامل الخطر التالية في الإصابة بالربو في مرحلة الطفولة:
- تاريخ عائلي للإصابة بالربو.
- التهابات الجهاز التنفسي أثناء الرضاعة والطفولة.
- الحساسية مثل الأكزيما أو حمى القش.
- وجود والد يدخن أثناء الحمل أو قرب الطفل.
- التعرض للتدخين السلبي في الأماكن العامة.
- التعرض لتلوث الهواء، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية والصناعية والمدن المزدحمة.
- البدانة والسمنة المفرطة عند الأطفال.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل المنظفات أو مواد العناية بالشعر الكيميائية.
مسببات نوبات الربو الحادة عند الأطفال
تحدث نوبات الربو عموماً في شكل تفاقم حاد في أعراض الربو السالف ذكرها. وقد تبدو نوبات الربو الحادة عند الأطفال كما يلي:
- ضيق شديد في التنفس.
- لون مزرق للشفاه.
- انخفاض ضغط الدم.
- ارتفاع أو انخفاض معدل ضربات القلب.
- ارتباك الطفل وتهيُّجه وعدم تصرفه بصورة سليمة.
يمكن أن تكون نوبات الربو الحادة لدى كل من الأطفال والبالغين مهددة للحياة وتتطلب عناية طبية فورية.
متى ينبغي زيارة الطبيب؟
اصطحب طفلك لرؤية الطبيب إذا كنت تشك في إصابته بالربو. إذ يساعد العلاج المبكر في السيطرة على الأعراض وربما منع نوبات الربو من التطور والاستمرار في طفولة الطفل.
وعندما تلاحظ ما يلي وفقاً لموقع Mayo Clinic، عليك الذهاب للطوارئ أو الطبيب المختص فوراً:
- السعال المستمر أو المتقطع أو الذي يرتبط بالنشاط البدني.
- ملاحظة أصوات صفير أو خشخشة عندما يتنفس طفلك.
- الضيق في التنفس أو سرعة التنفس.
- شكاوى الطفل من الشعور بضيق الصدر.
- نوبات متكررة من التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي.
إذا تم تشخيص طفلك بالربو، فإنّ وضع خطة للسيطرة على الأعراض يمكن أن يساعدك في مراقبة الحالة ومعرفة ما يجب فعله في حالة حدوث نوبة ربو.
أما في حال رأيت طفلك يعاني من زيادة في ضربات القلب والتعرق وألم بالصدر، فاطلب رعاية الطوارئ فوراً.
طرق السيطرة على الأعراض والعلاجات الشائعة
لم يتم التوصُّل حتى الآن إلى علاج قاطع يجعل الحالة تختفي، ومع ذلك بإمكان بعض الخطوات والعلاجات البديلة أن تسيطر على حدة وتزامن الأعراض عند الأطفال المصابين بالربو.
وتركز علاجات الربو على تقليل أعراض الحالة أو القضاء عليها ومنع التهاب مجرى الهواء المستمر. وهناك عدد من العلاجات السريرية والمنزلية الفعالة للمساعدة في إدارة أعراض الربو في مرحلة الطفولة.
1- العلاجات السريرية المتخصصة
حتى مع إجراء تغييرات في نمط الحياة، سيحتاج بعض الأطفال إلى تناول دواء بصورة دائمة للتحكم في أعراض الربو لديهم. وقد تشمل أدوية الربو ما يلي بحسب موقع Healthline الطبي:
- موسعات الشعب الهوائية، وهي أدوية تساعد على استرخاء الشعب الهوائية وزيادة تدفق الهواء.
- مضادات الالتهاب التي تساعد على تقليل التهاب وتورم الشعب الهوائية.
وتستخدم موسعات الشعب الهوائية عموماً كعلاجات إنقاذ سريع للتخفيف من أعراض الربو. كذلك تُستخدم ناهضات بيتا قصيرة المفعول ومضادات الكولين، لعلاج نوبات الربو المتكررة والنوبات الحادة.
وتُستخدم مضادات الالتهاب عموماً كأدوية ربو طويلة الأمد للمساعدة في إدارة الأعراض وتقليل الحاجة إلى العلاجات الإنقاذية القصوى.
وبينما يمكن إعطاء معظم هذه الأدوية بأشكال متعددة للمصابين بالربو، يستفيد الأطفال الأصغر سناً بشكل عام من استخدام البخاخات والأدوية عن طريق الفم لعلاجهم.
كما يمكن أيضاً إعطاء الأطفال الصغار الأدوية عن طريق أجهزة الاستنشاق باستخدام قناع التنفُّس الخاص بالأطفال.
2- العلاجات المنزلية
هناك بعض الخطوات التي يمكنك تجربتها بالمنزل مع طفلك للمساعدة في تقليل أعراض الربو والسعال الحاد المصاحب له.
- الترطيب. إذا كان الهواء في منزلك جافاً، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض الربو وزيادة حدة السعال وصعوبة التنفُّس. لذا قم باستخدم جهاز ترطيب Humidifier في غرفة طفلك أو بالقرب منها؛ للحفاظ على الرطوبة النسبية بين 30% و50%. ولكن تأكد من تنظيف جهاز ترطيب الهواء بشكل متكرر؛ لكيلا تتسبب في زيادة الغبار بالهواء من دون انتباه.
- تمارين التنفُّس. يمكن أن تساعد ممارسة تمارين التنفس على منع فرط التنفس عند اشتداد الأعراض، والذي قد يؤدي لإصابة الطفل بالدوار وفقدان الوعي وبالتالي تزايد مخاطر الوفاة بسبب نوبة ربو حادة. لذلك قم بتدريب الطفل على التنفُّس بعُمق وهدوء عند معاناته من الحالة، كما يُنصح بمتابعته إذا كانت سنه أصغر من اللازم.
- استخدام الزيوت. تقول بعض الأبحاث وفقاً لموقع Healthline، إن استخدام الزيوت العطرية قد يساعد في تقليل التهاب مجرى الهواء. ومع ذلك، لا ينصح باستخدام الزيوت على الأطفال؛ نظراً إلى احتمالية أن تصيبهم بالحساسية أو رد فعل عكسي.
هل يمكن أن يختفي الربو عند الأطفال بعد بلوغ سن معينة؟
لسوء الحظ، لا يستطيع الأطفال التغلب على الربو بشكل كامل. فهي حالة مزمنة، مما يعني أنها لا تزول. وقد يعتقد بعض الناس أن الربو عند الأطفال قد يزول إذا كانت لديهم أعراض أو نوبات أقل مع التقدُّم في العمر.
ومع ذلك، يمكن أن يسبب الربو تغيرات دائمة في الشُّعب الهوائية، ويمكن أن تعود أعراض الربو في أي وقت خلال مراحل حياة الشخص المختلفة. وحتى بعد فترة طويلة، يمكن أن تتسبب بعض المحفزات في معاودة أعراض الربو وحدّة الحالة.