تناول وسائل منع الحمل الفموية أو ترجيح استخدام أنواع أخرى يختلف من شخص لآخر، إذ تتوافر العديد من الخيارات لمنع الحمل، ولكل منها تركيبتها الفريدة التي تؤثر بها على الجسم والهرمونات بطرق مختلفة، وأجسامنا بطبيعة الحال لها خصوصيتها وقد يتأثر كل منها بموانع الحمل بطرق مختلفة تماماً.
فمثلاً، قد يؤثر تناول وسائل منع الحمل الهرمونية على بشرتك وشعرك، فربما تظهر الحبوب، أو يتساقط الشعر، وذلك بسبب تغييرها في هرمونات الجسم.
تأثير تناول وسائل منع الحمل الفموية على شعرك وبشرتك
هل تؤثر حبوب منع الحمل على بشرتك وشعرك؟ ربما، لكن هذا لا يعني أنه من المؤكد أنكِ ستمرين بأيٍّ من هاتين المشكلتين حين تتوقفين عن تناول حبوب منع الحمل، فهذا يختلف من سيدة لأخرى.
وتوجد بعض الأسباب الوجيهة التي قد تؤدي إلى هاتين المشكلتين، إذ تقول طبيبة الأمراض الجلدية هادلي كينغ لموقع Mind Body Green الأمريكي: "هذا الأمر معقد لأن وسائل منع الحمل الهرمونية لها أشكال عديدة وتحوي أنواعاً ومستويات مختلفة من الهرمونات. وحتى التركيبات نفسها قد تؤثر على أشخاص مختلفين وبطريقة مختلفة".
ظهور الحبوب بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل
للهرمونات الجنسية العديد من التأثيرات الملحوظة على بشرتنا، إذ يقلل الإستروجين من إفراز الدهون (ويزيد من إنتاج الكولاجين والإيلاستين)، فيما يزيد هرمون التستوستيرون من إفرازها.
لذلك يمكن أن يقلل تناول مجموعات معينة من موانع الحمل الهرمونية (التي تحتوي على الإستروجين والبروجيستوجين) من ظهور حب الشباب الهرموني؛ لأنها تقلل من إنتاج الهرمونات التي تسبب إفراز الدهون في البشرة وظهور حب الشباب.
وعلمياً، غالباً ما تكون حبوب منع الحمل التي تحتوي على هذين الهرمونين مفيدة لحب الشباب الهرموني؛ لأن الإستروجين الذي تحويه له القدرة على تثبيط إنتاج المبيضين للأندروجينات ويزيد من إفراز بروتين يسمى الغلوبولين المرتبط بالهرمون الجنسي في الدم، وهذا البروتين يرتبط بهرمون التستوستيرون الحر في مجرى الدم، لذلك تقل كمية هرمون التستوستيرون التي تتسبب في إفراز الدهون وحب الشباب".
فإذا كنتِ عرضة للإصابة بحب الشباب وراثياً، فأي زيادة في إفراز الدهون في البشرة يمكن أن تسبب انتشار الحبوب. لذا، حين تتوقفين عن تناول هذه الأشكال من موانع الحمل، فحب الشباب الهرموني الذي يصيبك هو ببساطة استجابة بشرتك لنقص هرمون الإستروجين الذي توفره موانع الحمل، وكذلك عودة هرمون التستوستيرون.
الحل لمنع ظهور الحبوب
الآن وضعتِ يدكِ على المشكلة، فهي مؤقتة، قد تستمر أسابيع أو أشهراً. ونظراً لأنكِ على الأرجح تعانين من زيادة في إفراز الدهون، ستحتاجين إلى منتجات نباتية تضبط الإفرازات الدهنية ومضادة للالتهابات.
يُعتقد أن زيت الجوجوبا يعمل على موازنة الإفرازات الدهنية والنمو الكبير للميكروبات، وثبت أن الشاي الأخضر يساعد في تخفيف الزهم والاحمرار والالتهابات، وأخيراً، يعد حمض اللاكتيك من المقشرات اللطيفة التي تساعد على الترطيب (إذا حاولتِ تجفيف بشرتكِ أكثر من اللازم، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الدهون). ويستحسن أن تطبقي المنتجات على المنطقة المصابة فقط، والتي غالباً ما ستكون حول الفم والذقن.
أيضاً حاولي تغيير نمط حياتك، بالنسبة للطعام، قللي من منتجات الألبان والأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي (مؤشر الجهد السكري) المرتفع، وقللي من التوتر كذلك.
تساقط الشعر بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل
تساقط الشعر موضوع غاية في التعقيد بسبب أسبابه المتنوعة، التي من ضمنها موانع الحمل، إذ قد يؤدي التوقف عن تناول حبوب منع الحمل الهرمونية إلى تساقط الشعر الكربي، وهو يحدث حين يتعرض الشخص لضغط نفسي أو بدني، سواء مشاكل صحية أو هرمونية.
إذ يؤدي التغيير الهرموني المفاجئ إلى تساقط الشعر عند بعض النساء، وهو ما تلاحظه بعد الولادة أو التوقف عن تناول موانع الحمل الفموية، لكن النبأ السار هو أن هذا النوع من تساقط الشعر مؤقت أيضاً.
الحل للسيطرة تساقط الشعر
كما أسلفنا، هذه المشكلة مؤقتة، ورغم ذلك من المهم أن تعتني بشعرك وصحتك في هذه الفترة، تابعي نظامك الغذائي، احصلي على نوم جيد وراحة نفسية وجسدية، تأكدي من عدم وجود أي نقص في الفيتامينات أو المعادن، واحرصي على ترطيب شعرك وتغذيته باستمرار.
تدعم بعض النظريات العلمية فاعلية زيت بذور اليقطين لمنع تساقط الشعر، وقد نُشرت دراسة مهمة حول زيت بذور اليقطين وتساقط الشعر في عام 2014. وقد تكون الدراسة الأقوى على بديل نباتي لنمو الشعر حتى الآن.
في الدراسة تناول الرجال المصابون بالصلع إما مكملات بذور اليقطين أو علاجاً وهمياً، وأظهرت النتائج أن أولئك الذين تناولوا المكملات حصلوا على نمو شعر بنسبة 30% أكثر من أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي، هذه النتائج دفعت زيت بذور اليقطين إلى الصدارة بين معززات نمو الشعر الطبيعي.
لم يتم اختبار بذور اليقطين وحدها في الدراسة، بل تم اختباره كمكون واحد فقط في مكمل متعدد المكونات، وشمل ذلك أوكتاكوسانول (شمعاً نباتياً)، ومسحوقاً نباتياً مختلطاً، ومسحوق زهرة الربيع المسائية، ومسحوق حرير الذرة، ومسحوق البرسيم الأحمر، ومسحوق الطماطم.
اتضح أن زيت الخردل له في الواقع بعض الفوائد للشعر وفروة الرأس، إذ يستخرج عن طريق عصر بذور الخردل، ولطالما استخدم في طب الأيورفيدا لعلاج مجموعة متنوعة من المشكلات من بينها مشاكل الشعر وفروة الرأس مثل قشرة الرأس وتساقط الشعر.
شرحت أخصائية الأمراض الجلدية المعتمدة لموقع Byrdie د. جنيفر شوالك، فوائد زيت الخردل للشعر، إذ إنه غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة، مثل أوميغا 3 و 6، والمعادن المختلفة بما في ذلك الكالسيوم والحديد والزنك، وكذلك مضادات الأكسدة مثل فيتامين ب و إي، لهذا يستخدم لمعالجة كل شيء بدءاً من أمراض اللثة إلى العدوى الطفيلية وحتى تساقط الشعر.