نشرت صحيفة The Times البريطانية تصريحاً لكبير علماء السرطان في بريطانيا قال فيه إن السرطان سيصبح مرضاً مزمناً "يمكن السيطرة عليه" مثل مرض السكري باستخدام أول عقاقير في تهدف إلى وقف مقاومته للعلاج.
البروفيسور بول وركمان، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان (ICR) أضاف أن هذه الأدوية الجديدة ستطيل من أعمار المرضى وتحسن صحتهم.وفي حديثه في حفل افتتاح مركز أبحاث جديد هذا الأسبوع، قال وركمان إن مقاومة الأدوية تمثل التحدي الأكبر في مرض السرطان. لكنه كان "شديد التحمس" لأن المركز سيركز على تطوير طرق لإحباط قدرة السرطان "التطورية" على مقاومة العلاج.
مركز اكتشاف أدوية السرطان، الذي سيضم أول برنامج دوائي في العالم مخصص لمعالجة تطور السرطان، في ساتون بجنوب لندن اُفتتح الثلاثاء الماضي. وسيعمل به 300 خبير في الذكاء الاصطناعي والرياضيات والأحياء والفيزياء بالإضافة إلى أطباء وغيرهم من العاملين في المجال الطبي.
وركمان أوضح أن الأدوية الأولى التي طورها المركز الذي تبلغ تكلفته حوالي 99 مليون دولار، والذي يمتد على مساحة 7300 متر مربع، يمكن أن تتوفر للمرضى البريطانيين في غضون عقد من الزمن، وقد يجري تغيير العلاجات الحالية في وقت أقرب من ذلك لمساعدة الناس على العيش لفترة أطول. ويذكر أن معدلات النجاة من السرطان تضاعفت خلال عقد من الزمن، وأصبح المريض العادي الآن يعيش 10 سنوات بعد إصابته بالمرض.
كما قال إن المركز "سيساعدنا على إيجاد طرق جديدة … لتحويل السرطان إلى مرض يمكن السيطرة عليه على المدى الطويل، مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو مرض السكري".
جديرٌ بالذكر أن تطور السرطان- أي أن تتكيف السرطانات مع بيئاتها في أجسامنا وتصبح مقاومة للأدوية التي تهدف لوقف تقدمها- يعني أن الخلايا السرطانية التي تستجيب في البداية للعلاج يمكن أن تتحور لتتمكن من الهروب منه. وتتوقف استجابة المرضى للعلاج وتتدهور حالتهم، وهذا هو السبب وراء الجزء الأكبر من وفيات السرطان.
غالباً ما تركز علاجات السرطان على القضاء على خلايا سرطانية معينة، ولكن قد يتسبب هذا في تطورها. وأحياناً تفشل علاجات مثل العلاج الكيميائي بآثاره الجانبية القاسية لأن الخلايا السرطانية الفتاكة تتمكن من التكيف والاستمرار، وهو ما دفع العلماء إلى اتباع نهج مختلف.
التركيز الرئيسي للمركز الجديد، بجوار مستشفى رويال مارسدن سيكون استهداف الخلايا السرطانية بمجموعة من العلاجات. وسيستعين الباحثون بالذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطريقة التي ستتفاعل بها الخلايا السرطانية مع العلاج.
هذا النهج الجديد يهدف إلى إجبار الخلايا السرطانية الشرسة على التكيف بطريقة تجعلها مقاومة للعلاج المبدئي ولكن أن تتأثر بعد ذلك بعلاجات أخرى. وقد نجحت هذه الطريقة، التي تتطلب مزيجاً من العلاجات، في الاختبارات المعملية. ويأمل الباحثون أن يعيش المرضى المصابين بالسرطان لمدة 30 أو 40 عاماً قبل أن توافيهم المنية بسبب شيء آخر.
سيركز المركز البحثي أيضاً على ابتكار أول مجموعة من الأدوية في العالم لاستهداف قدرة السرطان على التطور ومقاومة العلاج.