يريح الجسم ويكثر استخدامه في معظم دول العالم، إنه شاي البابونج، الذي سنتحدث عنه في موضوعنا وعن فوائده الصحية والجمالية.
في البداية ما أنواع البابونج التي نستخدمها؟
البابونج هو عشبة معروفة ومُستخدمة منذ القدم، ولا زالت شائعة ومُستخدمة في الزمن الحالي، ويتم استعمال نوعين منه للأغراض الصحية، البابونج الألماني، والذي يُعرف علمياً باسم Matricaria retutica، والبابونج الروماني أو الإنجليزي، والذي يُعرف علمياً باسم Chamaemelum nobile.
وينتمي البابونج إلى الفصيلة النجمية التي تحمل الاسم العلمي Asteraceae، ويُعتبر الألماني هو الأكثر شيوعاً والأكثر دراسة في البحوث العلمية.
يحمل أزهاراً بيضاء وسطها أصفر، وتُعد كل من أوروبا وشمال غرب آسيا موطنه الأصلي، كما أنه يُزرع في أمريكا الشمالية وغيرها.
أما البابونج الروماني فينمو حتى ارتفاع 15-30 سم، وتكون أزهاره بيضاء بوسط أصفر أيضاً، أما موطنه الأصلي فهو جنوب وغرب أوروبا، وشمال إفريقيا، وهي تُزرع في جميع أنحاء أوروبا.
ومتى نستخدم كل نوع من البابونج
يعمد الكثير من الأشخاص إلى استعمال منقوع البابونج الألماني في حالات صحية عديدة، مثل البرد، والجروح بطيئة الشفاء، والتهابات اللثة، وبعض الحالات الجلدية، كالصدفية والأكزيما، وجدري الماء، والطفح الجلدي المرافق لفوط الأطفال.
أما البابونج الروماني فهو مستعمل كشاي لعلاج اضطرابات المعدة، واضطرابات النوم، وبعض آلام الدورة الشهرية.
لننتقل الآن إلى فوائد شاي البابونج
للبابونج الكثير من الفوائد الصحية والعلاجية، ويتم استهلاكه بالعديد من الطرق التي يُعد الشاي أكثرها شيوعاً، حيث يتم استهلاك أكثر من مليون كوب من شاي البابونج يومياً، وتشمل فوائده ما يلي:
- وُجد أن البابونج الألماني يخفف من القلق والاكتئاب في الأشخاص البالغين المصابين باضطرابات الاكتئاب، حيث تعد مركبات الفلافونويد التي يحتوي عليها وما تحمله من تأثيرات على الجهاز العصبي المركزي مسؤولة عن هذا التأثير المزيل للقلق والمخدر قليلاً.
- يُساعد شرب البابونج على النوم، الأمر الذي قد يُفسر بالتأثيرات المخدرة لمركب الفلاڤونويد الموجود فيه، وعلى الرغم من عدم وجود دلائل علمية كافية لدعم هذا التأثير، إلا أنه وُجد أن 10 أشخاص مصابين بمرض القلب قد ناموا نوماً عميقاً لمدة 90 دقيقة بعد شرب البابونج، وبالإضافة إلى مركب الأبيجينين يحتوي البابونج على مركبات أخرى تحمل تأثيرات مخدرة.
- يُساعد البابونج في علاج المغص، وبعض الأمراض الالتهابية في الجهاز الهضمي والتي تسبب التقلصات، كما أنه يساعد في علاج اضطرابات المعدة التي تشمل ارتجاع الحمض المعدي وألم المعدة والتقلصات والغثيان والقيء.
- يساعد البابونج في علاج تهيج نسيج البلعوم المخاطي.
- يساعد البابونج في علاج الإسهال عند الأطفال.
المزيد من الفوائد
- تساعد المضمضة بالبابونج في علاج انتفاخ وتلف النسيج المخاطي للفم الذي يسببه العلاج الإشعاعي أو الكيماوي.
- يعتبر البابونج الألماني علاجاً موافقاً عليه لأعراض البرد وارتفاع الحرارة، والكحة، والتهاب القصبات الهوائية، وارتفاع القابلية للعدوى من قبل الوكالة الألمانية للأعشاب الطبية.
- يُمكن أن يُسهم البابونج في رفع المناعة ومقاومة البكتيريا والأمراض، حيث وجدت دراسة أن شرب البابونج يرفع من مستوى كل من الهيبيورات والجلايسين في البول، واللذين ترتبط مستوياتهما بارتفاع النشاط المضاد للبكتيريا، ولكن يحتاج هذا التأثير إلى المزيد من البحوث العلمية.
- وجدت بعض الدراسات الأولية أن استعمال غسول مستخلص البابونج المائي قد يسهم في علاج الالتهابات النسائية.
- يحمل البابونج تأثيرات مضادة للالتهابات، ووجدت إحدى الدراسات أن المكونات المضادة للالتهابات في البابونج تخترق سطح الجلد إلى طبقاته العميقة، الأمر الذي يُفسر استخدامه الخارجي في علاج حالات الالتهابات الجلدية.
- وجدت الأبحاث أن مستخلصات البابونج تحمل تأثيرات مضادة للخلايا السرطانية في أبحاث خطوط الخلايا (بالإنجليزية: Cell lines)، بينما وُجد أنها لا تسبب موتاً للخلايا الطبيعية.
- يمكن أن يسهم البابونج في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية؛ وذلك بسبب محتواه من مركبات الفلافونويد.
البابونج والدراسات الطبية
- وجدت دراسة علمية أن البابونج يُخفض من أعراض ضغط الدم ومن مستوى ضغط الدم الانقباضي، ما يرفع من معدل إدرار البول، ولكن يحتاج هذا التأثير إلى المزيد من البحوث العلمية.
- يمكن أن يكون للبابونج دور في محاربة مرض هشاشة العظام والإصابة بالكسور، حيث وُجد أنه قد يُحفز من تمايز الخلايا العظمية ويسهم في مقاومة تأثيرات الإستروجين، ويحتاج هذا التأثير إلى المزيد من البحث العلمي.
- تقترح الدراسات أن البابونج يحارب مرض السكري ومضاعفاته عن طريق خفض سكر الدم المرتفع، وزيادة تخزين الجلايكوجين في الكبد، وتثبيط السوربيتول في خلايا الدم الحمراء، وقد وُجد أن هذا التأثير ليس له علاقة بإفراز الإنسولين، كما وُجد أنه يعمل على حماية خلايا البنكرياس، ويحتاج هذا التأثير إلى المزيد من البحث العلمي لتقييمه.
وهل هناك فوائد جمالية لمشروب البابونج؟
- يمكن تبريد أكياس شاي البابونج في الثلاجة واستخدامها للتخلص من الهالات السوداء، وانتفاخ العيون.
- يمكنه علاج تهيج البشرة، وشفاء الجروح الطفيفة، والندبات الناتجة عن حب الشباب، وحروق الشمس، والطفح الجلدي، والحكة، بالإضافة إلى أنه يعطي البشرة توهجاً صحياً، ويقويه ويغذيه عند دهنه على البشرة.
- تكافح خصائصه المضادة للأكسدة علامات الشيخوخة، وتبدي البشرة بمظهرٍ أكثر شباباًَ.
- يهدئ شاي البابونج تهيج فروة الرأس، ويغذي الشعر، ويقاوم تكون القشرة.
لكن هناك أعراض جانبية وموانع لاستعمال البابونج
يعد تناول البابونج الألماني آمناً عندما يتم استهلاكه بالكميات الموجودة في الحِمية بشكلٍ اعتيادي، كما أن استخدامه العلاجي لفترات زمنية قصيرة يُعتبر آمناً أيضاً في البالغين والأطفال.
ولكن لا توجد معلومات كافية عن أمان تناوله لفترات طويلة، ويمكن أن يسبب البابونج الحساسية في بعض الأشخاص، كما أنه ينتمي إلى نفس العائلة التي تضم عشبة الرجيد، وعشبة الأقحوان وعشبة الآذريون، وغيرها من الأعشاب، يمكن أن يُسبب البابونج حساسية في الأشخاص الذين يعانون من حساسيات لأي نوع من هذه الأعشاب.
أما بالنسبة لفترات الحمل والرضاعة
فلا توجد معلومات كافية عن مدى أمان استعمال البابونج فيها، ولذلك يجب تجنبه، كما يجب تجنبه أيضاً في الأمراض الحساسة للهرمونات مثل سرطان الثدي، والرحم، والمبايض، وداء بطانة الرحم المهاجرة، وأورام الرحم الليفية الحميدة، كما يُمكن أن يتفاعل البابونج مع أدوية التخدير، ولذلك يجب التوقف عن تناوله قبل أسبوعين على الأقل من العمليات الجراحية.