لماذا يعد جدري الماء من الأمراض التي تقلق الأهل على أطفالهم عند الإصابة به؟ في تقريرنا هذا، سنشرح ما هو جدري الماء وما هي أسبابه وأعراضه وكيف يمكن العلاج منه والحد من انتشار العدوى.
ما هو جدري الماء؟
يعد جدري الماء من أمراض الطفولة الأكثر شيوعاً في العالم، وخاصّة بين الأطفال تحت سن الثانية عشرة، ولكن قلت نسبته بشكل كبير، وذلك بفضل المطاعيم.
هو مرض ناجم عن الفيروس الحماق النطاقي (VZV)، وهو معدٍ للغاية، حيث إنّ الأطفال المصابين يظهر عليهم طفح جلدي وحكة في جميع أنحاء الجسم وأعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، ولكن قد تكون أعراضه أخطر في المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.
فيجب أن يبقى الطفل المصاب في المنزل لأخذ الرّاحة الكافية حتى يزول الطفح الجلدي، وأفضل طريقة لمنع الإصابة به هو المطعوم.
وماذا عن أعراض جدري الماء ومراحله؟
تبدأ أعراض مرض الجدري بعد 10 إلى 21 يوماً من التعرّض للفيروس، وتستمر عادة حوالي 5 إلى 7 أيام.
وأعراضه الكلاسيكيّة هي طفح جلدي وحكة يتحول إلى تقرّحات، مملوءة بسائل إلى أن تتحول في نهاية المطاف إلى جلبة.
ويظهر الطفح الجلدي أولاً على الوجه والصدر والظهر ثم ينتشر إلى باقي الجسم، بما في ذلك داخل الفم والجفون، والمناطق الحساسة.
عادة ما تستغرق جميع البثور حوالي أسبوع واحد لتبدأ بالتقشر والتحول لجلبة.
أمّا الأعراض النمطية الأخرى الّتي قد تبدأ في الظهور قبل يوم أو يومين من الطفح الجلدي، هي: الحمّى، والتعب والإرهاق، وفقدان الشهيّة، وآلام في الرأس، وآلام في العضلات.
وعادةً ما يغيب الأطفال من 5 إلى 6 أيام عن المدرسة بسبب الجدري.
بعض الأشخاص في بعض الأحيان الّذين تلقوا مطعوم الجدري في السابق قد يصابون بالمرض ولكن الأعراض عادة ما تكون أكثر اعتدالاً وأقل خطورةً مع وجود بقع حمراء أو بثور قليلة وخفيفة وبدون حمّى.
وفي بعض الحالات النادرة قد تظهر عليهم أعراض المرض كاملة مثلهم مثل الأشخاص الذين لم يتلقوا المطعوم.
متى عليك استشارة الطبيب؟
يجب على المريض الذهاب للمشفى في حال تطور أي من هذه الأعراض بشكل غير طبيعي، مثل:
- الجلد المحيط بالبثور يصبح أحمر.
- آلام في الصدر أو صعوبة في التنفس.
- علامات الجفاف، مثل النعاس وبرودة اليدين والقدمين، وجفاف الفم وتقشر الشفاه.
- وصول الطفح للعينين.
عوامل الخطر
هناك بعض العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بجدري الماء، وهي:
- لم تصب من قبل بجدري الماء
- العمل مع الأطفال سواء في المدارس أو المستشفيات
- عدم الحصول على اللقاح اللازم.
علاج الإصابة بجدري الماء
لا يوجد علاج لمرض جدري الماء، ولكن يزول من تلقاء نفسه بدون أية علاجات، ولكن قد تستخدم بعض العلاجات لتخفيف الأعراض وتقليل من فرصة انتشار المرض.
وأهم هذه العلاجات هي:
1- للسيطرة على الحكة، يمكن اتخاذ بعض الخطوات مثل أخذ حمام مع دقيق الشوفان، ووضع كمادات ماء بارد، وأخذ مُضادّات الهستامين.
2- لارتفاع الحرارة دور مهم في التخلص من الأمراض، ولكن قد تكون الحرارة مصدر إزعاج للمريض، فمن الممكن أخذ خافضات الحرارة بجرعات مناسبة للمريض.
ولكن يجب الانتباه إلى عدم إعطاء المرضى دون العشرين عاماً الأسبرين خوفاً من تطوّر متلازمة راي لديهم.
3- مُخفّفات الآلام لتقليل آلام الرأس والعضلات، وأفضلها هي عائلة الباراسيتامول. المحافظة على شرب الكثير من السوائل لمنع حدوث الجفاف.
4- إذا تعرّض المريض لجدري الماء وتلقى اللقاح خلال 3 أيام، من الممكن أن لا يصيبه المرض أو تصيبه أعراض خفيفة.
5- الإميونوغلوبينات المناعية (IG) تساعد جهاز المناعة في تدمير البكتيريا والفيروسات الضارّة في الجسم بما في ذلك فيروس الحماق النطاقي.
لذلك النساء الحوامل والمواليد الجدد الّذين هم في خطر كبير للإصابة بهذا المرض، أو الأشخاص الذين لديهم بعض المشاكل في الجهاز المناعي يمكنهم تناول هذه الأدوية (IG) المضادة لجدري الماء بعد وقت قصير من التعرّض للفيروس، للمساعدة في منع العدوى والتخفيف من أعراض هذا المرض.
6- الأدوية المضادة للفيروسات، مثل الأسيكلوفير، تستخدم عادةً لعلاج البالغين والأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة، وتستخدم بعد أن تبدأ أعراض جدري الماء بالظهور.
أمّا الأطفال الأصحاء عادة لا يحتاجون لهذا الدواء، ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه الأدوية تقلل من فرص تعرّض المريض لمضاعفات الجدري.
من الممكن أيضاً أن يصف الأطباء بعض المضادات البكتيرية في حال تعرّض بثور جلد المريض للالتهاب.
وكيف يمكن الحد من انتشار العدوى؟
الطريقة الوحيدة الّتي يستطيع بها الإنسان أن يحصّن نفسه ضد هذا المرض هي بأخذ مطعوم الحماق في الوقت المناسب وهو في العمر ما بين 12 إلى 15 شهراً، ثم أخذ المطعوم الداعم، في العمر ما بين 4 إلى 6 سنوات.
- جدري الماء يمكن أن ينتقل من فرد لآخر، إذا كان هناك اتصال بملامسة أو استعمال لأغراض المصاب، فإذا أصيب فرد من العائلة فلا بد أن يصاب أكثر من شخص من هذه العائلة، وتكون شدة العدوى أقوى بكثير من الشخص المصاب.
- على كل شخص توخي الحذر من حدوث مضاعفات شديدة وانتشار كبير للبكتيريا والفيروس.
- ينصح الأطباء كل أم طفلها مصاب بعدم ذهابه إلى المدرسة أو الحضانة، وإذا كان الشخص بالغاً يجب ألا يذهب إلى العمل، وأن يأخذ قسطاً من الراحة في غرفة تكون بعيدة نوعاً ما عن أركان المنزل لمنع أي احتكاك مع الآخرين لغاية الشفاء من المرض وعودة الشخص المُصاب إلى حالته الصحيّة السّليمة والخالية من أي بكتيريا أو فيروس.
- يُنصح المريض بجدري الماء بعدم النّوم في السرير لفترات طويلة، ولكن عليه بالراحة قدر المستطاع والبعد عن التعب والقلق، وتناول العلاجات والأدوية اللازمة لمنع الحكة وارتفاع درجة الحرارة.
- لمنع العدوى وانتقال المرض من شخص لآخر يجب تخصيص أغراض خاصّة للمصاب من ملعقة، وكوب، وطبق للأكل، وعدم ملامسته، وغسل ملابسه وحدها طول فترة الإصابة وحضانة المرض لتلافي أي انتقال أو شك حتى لو كان بسيطاً في أن يصاب شخص آخر.