لا ترغب في الذهاب اليوم إلى العمل؟ العلم يفسر لك الأسباب

هل تحب العمل بشكل عام، لكنك تشعر بأنك لا ترغب في الذهاب اليوم؟ يُعرف هذا بظاهرة "الاستياء من الوجود في مكان العمل".

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/04/26 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/25 الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش
لا ترغب في الذهاب اليوم؟ العلم يفسر لك الأسباب

هل تحب العمل بشكل عام، لكنك تشعر بأنك لا ترغب في الذهاب اليوم؟ يُعرف هذا بظاهرة "الاستياء من الوجود في مكان العمل".

ففي دراسة حديثة أجرتها شركة "فيتاليتي" للتأمين الصحي ببريطانيا، قال أكثر من 40% من الموظفين إنَّ عملهم يتأثر بمشاكلهم الصحية، وهو رقم ارتفع بمقدار الثلث، خلال السنوات الخمس الماضية.

وتوصلت الدراسة إلى أن الناس يُنحّون جانباً مشكلات الصحة النفسية والبدنية، من أجل الذهاب إلى العمل.

ما هي ظاهرة "الاستياء من الوجود في مكان العمل"؟

وفي تقريره السنوي الأخير عن "الصحة والرفاهية بأماكن العمل"، رصد معهد تشارترد لشؤون الموظفين والتنمية (CIPD) في بريطانيا أدلة على وجود توجهات غير صحية بأماكن العمل.

وقال المعهد إن 83% ممن شملتهم الدراسة لاحظوا ظاهرة "الاستياء من الوجود في مكان العمل" بمؤسساتهم، وإن 25% منهم قالوا إن المشكلة تفاقمت منذ العام السابق.

ما عوارض الظاهرة؟

تقول هيئة الإذاعة البريطانية BBC إن سارة ميتشل-هيوم لم تكن تعرف شيئاً عن الصحة النفسية، عندما أُصيبت بنوبة هلع وهي في مكتبها.

كانت سارة قد أمضت عامين في مهنتها، بقسم التوظيف في شركة للهندسة -وهي الوظيفة التي أحبَّتها للغاية- حين أصبحت فجأة على غير ما يرام. لقد تم تشخيص إصابة سارة بالاكتئاب.

وتتذكر سارة ما حدث، قائلة: "شعرت بضغط عليَّ للعودة إلى العمل، رغم أنني كنت قد أبلغت أني مريضة".

وأضافت: "لقد كنت حاضرة جسدياً، لكن عقلياً لم أكن أفعل أي شيء. كنت شاردة تماماً، لم يكن هناك شيء يدور في رأسي. أعتقد أني لم أكن أفعل أي شيء كل يوم سوى محو الرسائل من صندوق البريد الإلكتروني. لقد جعلني هذا أكثر مرضاً، لذا كان يجب أن أكون في المنزل لأتعافى".

وكانت سارة تبلغ من العمر 24 عاماً عندما بدأت حياتها المهنية، وحينها شعرت كأن حياتها قد انتهت.

إذا أُصبت بكسر في الساق، فمن الواضح أنك ستكون بحاجة إلى إجازة. لكن من الأصعب اكتشاف أنك تعاني مرضاً نفسياً، أو تعاني ضغط العمل.

لكن الدراسة، التي أجرتها شركة "فيتاليتي"، أظهرت أن هذه الأمور هي أكبر العوامل وراء مشكلة ذهاب الناس إلى العمل وهم غير لائقين بما يكفي لأداء وظائفهم.

والاستياء أصبح أمراً شائعاً..

وتُجري "فيتاليتي" دراسة سنوية بعنوان "مكان العمل الأفضل صحياً"، تشمل 167 منظمة و32 ألف موظف. والهدف هو فهم ومعالجة تدنّي الصحة والرفاهية.

والاستياء من الوجود في مكان العمل أصبح أمراً شائعاً، واضحاً ومطرداً. فهذه الدراسة ليست سوى واحدة من عدة دراسات توصلت إلى النتيجة نفسها.

ومن الواضح أن المرء إذا لم يكن في أفضل حالاته، فإنه سيكون موظفاً أقل إنتاجية.

فحين فقد ديل غارباكي زوجته في عام 2014، هوت حالته إلى أسوأ ما يمكن. لقد كان هو من يرعاها، في حين يحاول الحفاظ على وظيفة بدوام كامل بقسم الدعم الفني في شركة للاتصالات.

ويعترف ديل الآن: "لقد انخفضت إنتاجيتي، إلى ما أسميه الحدود الدنيا".

"لقد تلقيت عديداً من التحذيرات. وبعد أن تواصلت أخيراً مع الشركة، وأجريت محادثة خاصة مع مديري، حول ما كنت أشعر به، وما كنت أعانيه في المنزل، وفقدان زوجتي، قال: حسناً، لماذا لم تخبرني من قبل؟ سنحتاج تقديم بعض المساعدة لك".

وبينما شعرت سارة بأنها لم تتلقَّ أي دعم من شركتها، وتركت وظيفتها في نهاية المطاف، بدأ غارباكي برنامجاً للياقة البدنية، برعاية شركته، لمساعدته على إعادة الأمور إلى طبيعتها.

بدأ الرجل يركض قبل الذهاب إلى العمل بمتنزه، بالإضافة إلى التدرب في صالة الألعاب الرياضية الخاصة بالشركة.

ويقول: "أنا بالتأكيد أفضل بكثير من ذي قبل. عموماً أشعر بتحسُّن في نفسي. لديَّ مشاعر أكثر إيجابية وثقة، وأتطلع حقاً إلى كل يوم".

لقد حصل الآن على حافزه المالي كاملاً، لأول مرة على الإطلاق.

الإنتاجية هي المحرك الرئيسي

وتقول كيسا ترويل، رئيسة قسم المسؤولية الاجتماعية بشركة غارباكي، إن المبادرات المعنية برفاهية الموظفين "جيدة من حيث المنطق التجاري".

وتضيف ترويل: "من المهم أن تكون لدينا قوة عاملة سعيدة تتمتع بصحة جيدة ومتفاعلة، خاصة أننا نعمل في مجال البيع بالتجزئة".

وتتابع قائلةً: "التكنولوجيا تجعل من السهل على الناس الاختباء وراء مكاتبهم، أو أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو هواتفهم. إنها تسهل الحضور إلى العمل، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل سنوات قليلة. ولذلك علينا معالجة هذا الأمر".

الإنتاجية هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي طويل الأجل، ومستويات المعيشة.

سارة ميتشل-هيوم تقوم حالياً بأعمال حرة وتطوعية، بالإضافة إلى انشغالها بالأمومة. إنها سعيدة، لكنها تتمنى لو أن صاحب العمل قد تعامل مع الأمور بطريقة مختلفة.

وتقول: "كان الأمر صعباً للغاية. كان من الممكن لقليل من الشفقة والتعاطف والمرونة إحداث اختلاف هائل".

وتختم بقولها: "مكان العمل يمكن أن يكون مكاناً قاسياً، لكن هناك كثير مما يجب عمله لرعاية الموظفين".

تحميل المزيد