سمعنا جميعاً عبارة: "الطعام دواء"، وفي هذه الحالة التي نحن بصددها، قد يكون كذلك بالفعل.
توصلت دراسةٌ جديدة نُشِرَت في مطلع إبريل\نيسان 2019 في دورية Experimental Biology العلمية إلى أن مركب الكابسيسين الموجود في الفلفل الحار يستطيع إبطاء سرعة انتشار سرطان الرئة. وهذا أمر مهم؛ لأن سرطان الرئة هو السبب الأول للوفاة بالسرطان في الرجال والنساء، بحسب موقع MindBodyGreen.
العنصر الأساسي.. مادة الكابسيسين
اختبر الباحثون خلايا سرطان الرئة غير الصغيرة، ولاحظوا أن الكابسيسين قد أوقف الخلايا من التحرك نحو أنسجة أخرى، وهو ما يعد المؤشر الأول لانتشار السرطان.
ويعد هذا الأمر بالتحديد مهماً؛ لأن السبب الرئيسي لصعوبة علاج سرطان الرئة هي صعوبة رصده خلال مراحله المبكرة، وبمجرد ظهور أعراضه، يكون في الغالب قد انتشر بالفعل إلى أجزاء أخرى من الجسم. إذ يمكنه الانتشار في مناطق أخرى من الجسم، من بينها: المخ، والعظام، والغدد الكظرية في عملية تدعى بالانبثاث.
وقد وجدت الدراسة أيضاً أن هذا المركب يقلل من عدد خلايا السرطان المنبثَّة في رئة الفئران المصابة بسرطان رئة منتشر بالفعل، مقارنةً بتلك التي لم تتناول أي كابسيسين.
يقول منفِّذ التجربة التي أُجريت في معمل الدكتورة بيالي داسغوبتا بكلية جوان س. إدواردز للطب بجامعة مارشال، والمرشح لنيل درجة الدكتوراه جامي فرايدمان، في بيانه:
"تشير الدراسة إلى أن مركب الكابسيسين الطبيعي المستخلص من الفلفل قد يشكل علاجاً جديداً لمحاربة الانبثاث في مرضى سرطان الرئة".
وعلى الرغم من الحاجة لمزيد من البحث لتحديد فاعلية وجدوى استخدام الكابسيسين في الإطار السريري، تشير الدراسة لإمكانية استخدامه مع علاجات السرطان الأخرى كالعلاج الكيماوي خلال رحلة علاج سرطان الرئة.
هل هناك أطعمة أخرى؟
بينما لم تُجرَ دراسات بالمنهج ذاته على انتشار خلايا السرطان، إلا أن هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي كانت قد تضمنتها دراسات أخرى على الوقاية من سرطان الرئة، وأثبتت هذه الدراسات الفائدة الجمّة لتلك الأطعمة بحسب موقع verywellhealth الأمريكي منها:
الأجاص "الكُمثرى" والشاي الأخضر وسمك السلمون والجنزبيل وبهار الكاري وعشبة القبّار والتوت البري والجزر وعصير العنب وصلصة الطماطم والمحار والجرجير وبذور الكتان.
وتعمل هذه الأطعمة على تنشيط الأيض الخلوي "تحويل الغذاء إلى طاقة"، وتنشيط دورات الخلايا، وتقليل الالتهاب inflammation، كما تعمل على تقوية ومعالجة الأوعية الدموية والخلايا المهددة بالإصابة.
من المثير معرفة أن هذه الخاصية الموجودة في طعام شائع قد تفيد في إنقاذ حياة بعض البشر، ولا يمكننا الانتظار حتى نعرف المزيد.