قد يكون معدن السيلينيوم غير مشهور، إلا إنه من العناصر الغذائية الهامة جداً لصحتك. ربما لا يكون الجسم محتاجاً إلى كميات كبيرة من السيلينيوم، لكن الكمية الصغيرة التي يحتاجها هامة للغاية، وتلعب دوراً رئيسياً في عمليات الجسم الحيوية.
ما هو السيلينيوم؟
السيلينيوم معدن موجود في التربة، ويظهر السيلينيوم بشكل طبيعي في الماء وبعض الأطعمة.
يلعب دوراً رئيسياً في عملية الأيض، وقد جذب السيلينيوم الانتباه بسبب خصائصه المضادة للأكسدة.
يحمل ما تحمله المواد المضادة للأكسدة من فوائد مثل كونها تحمي الخلايا من التلف، والسيلينيوم هو المكون الأساسي للإنزيم المضاد للأكسدة.
عادةً ما يكون نقص السيلينيوم غير شائع بين الأشخاص الأصحاء، وترتبط المستويات المنخفضة من معدن السيلينيوم في الجسم ببعض الأمراض مثل: فيروس نقص المناعة البشرية، فالسيلينيوم ينبه تفاعل الأجسام المضادة تجاه عوامل العدوى.
كما تمت دراسة السيلينيوم لعلاج عشرات الحالات المرضية، والتي تتراوح بين الربو والتهاب المفاصل والقشرة والعقم.
إلا أن النتائج مازالت غير حاسمة للتأكيد التام على أهمية السيلينيوم في مواجهة هذه الأمراض.
الكمية التي يحتاجها الجسم من معدن السيلينيوم
يمكن الحصول على هذه الجرعة من من الأطعمة ومن أي مكملات غذائية تأخذها.
أما النسب الطبيعية التي يمكن أخذها يومياً من السيلينيوم والتي يمكن أن تجعل الجسم يحصل على ما يحتاجه من هذا المعدن فهي:
- الأطفال من سن عام وحتى ثلاثة أعوام يجب أن يحصلوا على جرعة يومية من السيلينيوم تُقدر بـ 20 ميكروغراماً.
- الأطفال من عمر أربعة أعوام وحتى ثمانية أعوام يجب أن يحصلوا على 30 ميكروغراماً
- الأطفال من عمر تسع سنوات وحتى 13 عاماً يجب أن يحصلوا على 40 ميكرو غراماً
- الأطفال والبالغون الأكبر من 14 عاماً يجب حصولهم على 55 ميكروغراماً يومياً
- النساء الحوامل عليهن الحصول على 60 ميكروغراماً يومياً من السيلينيوم
- أما المُرضعات فهن بحاجة إلى 70 ميكروغراماً يومياً.
فوائد السيلينيوم للجسم
رغم أنه يتضح مما سبق أن الجسم لا يحتاج إلا إلى كمية ضئيلة من السيلينيوم، إلا أن هذه الكمية هامة جداً، ولها العديد من الفوائد، منها:
1- مضاد قوي للأكسدة:
مضادات الأكسدة هي مركبات في الأطعمة تمنع تلف الخلايا الناجم عن الجذور الحرة.
و الجذور الحرة هي جزيئات غير مُستقرة تُنتج بشكل طبيعي كمنتج ثانوي من التفاعلات الكيميائية في خلايانا.
وتتشكل الجذور الحرة عندما يتحول الطعام الذي نتناوله إلى طاقة، وعندما نمارس الرياضة، وعندما نتعرض لأشياء مثل أشعة الشمس أو دخان السجائر أو الإشعاع أو التلوث أو السموم.
عادةً ما تأتي الإلكترونات المكونة للمادة في شكل أزواج فتكون جزيئات المادة مستقرة.
لكن هذا ما لا يحدث مع الجذور الحرة، التي تحتوي على عدد غير زوجي من الإلكترونات، مما يجعل مادتها غير مستقرة، ويجعلها تحاول سرقة الإلكترونات التي تحتاجها من جزيئات أخرى.
ولتحقيق هذا فإنها تُسبب ضرراً كبيراً للخلايا في الجسم، فتُسبب الضرر المؤكسد أو الأكسدة.
وقد تتسبب الأكسدة في بعض الأمراض المُزمنة مثل أمراض القلب والزهايمر والسرطان، وكذلك الشيخوخة المبكرة وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
تساعد مضادات الأكسدة مثل السيلينيوم على تقليل الضرر التأكسدي من خلال السيطرة على الجذور الحرة، فتعمل على تحييد الجذور الحرة الزائدة وحماية خلايا الجسم من التلف.
2- يُقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان
بالإضافة إلى تقليل الضرر التأكسدي على الجسم، فقد يساعد السيلينيوم أيضاً على تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
ويعود ذلك إلى قدرة السيلينيوم على تقليل تلف الحمض النووي والأكسدة، وتعزيز قدرة جهاز المناعة وتدمير الخلايا السرطانية.
وجدت مراجعة لنحو 69 دراسة شملت أكثر من 350 ألف شخص أن ارتفاع نسبة السيلينيوم في الدم استطاع الدفاع عن الجسم ضد بعض أنواع السرطان.
هذا التأثير الإيجابي كان مُرتبطاً فقط بالسيلينيوم الذي تم الحصول عليه من خلال الأطعمة الطبيعية وليس المكملات الغذائية.
3- يحمي من أمراض القلب
يساعد اتباع نظام غذائي غني بالسيلينيوم في الحفاظ على صحة القلب، فترتبط مستوياته المنخفضة بزيادة خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي.
قد يُقلل السيلينيوم أيضاً من علامات الالتهاب في الجسم، وهو أحد عوامل الخطر الرئيسية التي تُسبب أمراض القلب.
كما أن وظيفة السيلينيوم كمُضاد للأكسدة تساعده على الحماية من أمراض القلب أيضاً.
وقد تم ربط الضرر التأكسدي والالتهاب في الجسم بتصلب الشرايين، وهو المرض الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية ومرض الشريان التاجي.
4- يساعد في منع الأمراض العصبية والعقلية
مرض الزهايمر هو حالة مُدمرة تسبب فقدان الذاكرة وتؤثر سلباً على التفكير والسلوك.
كما أن عدد المصابين به يزداد بمرور الوقت، ويُعتقد أن الضرر التأكسدي هو السبب في ظهور وتطور الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون ومرض الزهايمر.
وأظهرت أيضاً بعض الدراسات أن الحصول على السيلينيوم من خلال الطعام الطبيعي والمكملات الغذائية قد يُحسن الذاكرة لدى مرضى الزهايمر.
كما وجدت دراسة أخرى أن المكملات بالإضافة إلى الطعام الطبيعي الغني بالسيلينيوم طورت الوظائف العقلية في المرضى الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل.
5- هام لصحة الغدة الدرقية
يحتوي نسيج الغدة الدرقية على كمية أكبر من السيلنيوم من أي عضو آخر في جسم الإنسان. فيساعد هذا المعدن على حماية الغدة الدرقية من الأضرار التأكسدية، ويلعب أيضاً دوراً أساسياً في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
وللغدة الدرقية أهمية بالغة للجسم لأنها تنظم عملية الأيض وتتحكم في النمو والتطور في الجسم.
وقد ارتبط نقص السيلينيوم ببعض اضطرابات الغدة الدرقية مثل التهاب الغدة الدرقية المناعية الذاتية وقصور الغدة الدرقية.
وقد وجدت مراجعة واحدة أن تناول مكملات السيلينيوم يومياً لمدة ثلاثة أشهر أدى إلى انخفاض الأجسام المضادة للغدة الدرقية.
6- يُقوي جهاز المناعة
يحافظ جهاز المناعة على صحة الجسم من خلال تحديد التهديدات المحتملة والتي تُشكل خطورة على الجسم ومحاربتها.
وتشمل هذه التهديدات البكتيريا والفيروسات والطفيليات، ويلعب السيلينيوم دوراً مهماً في صحة جهاز المناعة.
فبصفته من مضادات الأكسدة، يساعد على خفض الضرر التأكسدي في الجسم، مما يقلل من حدوث الالتهاب ويعزز المناعة.
وقد أثبتت الدراسات أن زيادة مستويات السيلينيوم في الدم ترتبط بتحسين الاستجابة المناعية، وثبت أيضاً أن المستويات المنخفضة منه تؤثر سلباً على الخلايا المناعية، وتؤدي إلى استجابة مناعية أبطأ.
وجدت الدراسات أيضاً أن نقص السيلينيوم يرتبط بزيادة احتمالية حدوث الوفاة وتطور المرض لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
وتساعد المكملات في تقوية جهاز المناعة لدى مرضى الإنفلونزا والسل والتهاب الكبد C.
الأطعمة التي يمكن الحصول منها على السيلينيوم بشكل طبيعي
هناك بعض الأطعمة التي يُمكنها أن تُزودك بمعدن السيلينيوم، ويتوقف مدى توافرها باختلاف ظروف التربة من مكان إلى أخر.
ومن المصادر الغذائية الغنية بالسيلينيوم: المكسرات مثل جوز الهند والجوز البرازيلي الذي يكون غنياً بالسيلينيوم إلى حد كبير، والعديد من الأسماك الطازجة والمملحة مثل سمك التونة وسمك القد وسمك الرنجة، كذلك فهو يتواجد في لحوم البقر والدواجن والبيض والبقوليات.
يمكن الحصول على السيلينيوم أيضاً من خلال الفطر والأرز الأسمر وبذور عباد الشمس.
مخاطر الحصول على جرعة زائدة من معدن السيلينيوم
عند تناول الجرعات العادية من السيلينيوم عادةً لا يكون هناك أي خطر أو آثار جانبية.
تنشأ الآثار الجانبية من تناول جرعات زائدة من المعدن، ومن السلبيات التي تُسببها الجرعة الزائدة من السيلينيوم:
– رائحة الفم الكريهة، الحمى، الغثيان، بالإضافة إلى مشاكل في الكبد والكلى والقلب وأمراض أخرى، وأحياناً الموت.
– قد يتفاعل السيلينيوم أيضاً مع بعض الأدوية والمكملات الغذائية الأخرى مُسبباً مشاكل صحية، مثل تفاعله مع بعض مضادات الحموضة، وأدوية العلاج الكيميائي، والأدوية المُخفضة للكوليسترول، وحبوب منع الحمل.
– قد يصاحب تناول مُكملات السيلينيوم خطر الإصابة بسرطان الجلد.
– التعرض لخطر سرطان البروستاتا، وهو سرطان يُصيب البروستاتا في الرجال، وهي غدة صغيرة على شكل الجوز في الرجال تنتج السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية وينقلها.
وقد أظهرت دراسة أجراها المعهد الوطني للسرطان أن الرجال الذين لديهم في أجسادهم بالفعل تركيزات عالية من السيلينيوم، تتضاعف لديهم خطر الإصابة بسرطان البروستاتا إذا أخذوا مكملات تحمل معدن السيلينيوم.
– مرض السكري، وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا 200 ميكروغرام من السيلينيوم يومياً كانوا أكثر عرضة بنسبة 50% من غيرهم للإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية.
وإن كان ليس مؤكداً بشكل تام ما إذا كان السيلينيوم يتسبب لكل الحالات بالإصابة بمرض السكري، فيمكنك مراجعة الأمر مع طبيبك.