صحيح أنَّ المهبل يظل معك منذ بداية حياتك، لكن إلى أي مدى تعرفينه حقاً؟ وسواءٌ كنتِ تخجلين من أن تسألي أو لا تعرفين أين تبحثين عن المعلومات، فالاحتمال الأكبر أنَّ هناك الكثير من التساؤلات التي دارت في ذهنك حول هذا الجزء من جسدك.
بدايةً مما عليك توقعه بعد ولادة الطفل حتَّى الوظائف الجنسية العادية، اقرئي إذاً ما يلي لتتعرّفي إلى حقائق مذهلة عن الجهاز التناسلي للأنثى، التي قد لا تكونين على دراية بها.
1- نوعية الطعام تؤثر على المهبل.. تناولي الزبادي والتوت
يمكن أن يؤدي انخفاض درجة حموضة المهبل إلى الإصابة بالتهابات، وانبعاث رائحة كريهة، من بين أضرارٍ أخرى. وتتراوح درجة حموضة المهبل المتوازنة ما بين 3.8 إلى 4.5 درجة.
من بين الطرق التي يمكنك من خلالها الحفاظ على توازن درجة حموضة المهبل ضمن المعدَّل الصحي هي تناول الأطعمة التي تؤثر إيجابياً مباشرة على صحة المهبل؛ مثل: الزبادي، والبروبيوتيك (البكتيريا النافعة والخمائر) والتوت البري.
في دراسة نُشِرَت في دورية The Archives of Gynecology and Obstetrics الألمانية، أُعطيت نساء مصاباتٌ بعدوى فطرية العسل والزبادي، ووُجِد أنَّ هذا المزيج له تأثير مشابه للأدوية المضادة للفطريات في علاج العدوى الفطرية.
التوت البري مفيد أيضاً لصحتك، وتحديداً في علاج التهاب المسالك البولية. إذ كشفت دراسة نشرتها دورية The American Journal of Clinical Nutrition، أنَّ تناول 240 مللي من شراب التوت البري يومياً لمدة أسبوع يخفض مخاطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند النساء اللاتي لديهن سجل حديث من الإصابة به.
أخيراً، يمكن أن يساعدك تناول البروبيوتيك، أو البكتيريا الحيّة والخمائر التي تحافظ على جسدك صحياً، على بقاء درجة حموضة المهبل متوازنة لمنع الالتهابات، وذلك وفقاً لمنصة Healthline الأمريكية.
من الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك أيضاً: الزبادي، ولبن الكفير (الفطر الهندي)، والكيمتشي (طبق كوري يُصنَع بتخمير الخضراوات في بكتيريا حمض اللاكتيك).
2. استخدام الواقيات الجنسية يحمي من الالتهابات المنقولة جنسياً
هذه رسالة تذكير بسيطة للحفاظ على الممارسات الجنسية آمنة، حتى وإن كنتِ تشعرين بالارتياح الكافي لممارسة الجنس دون واقي مع شريكك.
فوفقاً لموقع Everyday Health الأمريكي، الالتهابات المنقولة جنسياً؛ مثل: الزهري، وفيروس نقص المناعة البشرية، والهربس التناسلي، والسيلان، والثآليل التناسلية، والمُتدثرة، تنتقل عبر الاتصال الجسدي مع السوائل الجسدية لشخصٍ مصاب، بينما يمنع استخدام الواقيات الجنسية انتقال العدوى إلى شريكك.
3. المهبل ينظف نفسه ذاتياً
تجنبي استخدام الصابون والمنظفات القوية؛ إذ أنَّ مهبلك ينظف نفسه ذاتياً!
تقول ليزا ستيرن، وهي ممرضة مُمَارِسة متقدمة مُسجَلة، ونائبة رئيس الخدمات الطبية في مؤسسة Planned Parenthood غير الربحية في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية: "يوجد في المهبل بطانة من غدد متنوعة تفرز السوائل اللازمة لتليين المنطقة المهبلية وتنظيفها".
تكمل بأنّ الغالبية العظمى من الالتهابات المهبلية التي تصادفها في مكتبها تكون مُسبَّبَة ذاتياً -بصفة عامة من سيدات يعتقدن أنه من الجيد غسل المهبل بالماء والصابون، أو أسوأ من ذلك، باستخدام الدوش.
توضح ستيرن أنّه يمكن أن تتسبّب منتجات الاستحمام، وتحديداً التي تحتوي على عطور وأصباغ كيميائية، في تهيُّج منطقة المهبل والتخلُّص من المليّنات النافعة والفلورا المهبلية (البكتيريا والخمائر) التي توجد بصورة طبيعية وعادية في هذه المنطقة.
حين تُزَال هذه المكونات النافعة، تتكاثر البكتيريا اللاهوائية والخمائر؛ ما يمكن أن يتسبب بظهور أعراض مثل: خروج إفرازات، وانبعاث رائحة كريهة، والشعور بالحكة.
3 أسباب لشعورك بالحزن بعد ممارسة العلاقة الحميمية.. كيفية التعامل مع الأمر
4. حجم المهبل يزداد مع الإثارة الجنسية
تقول ليزا رانكين، طبيبة الأمراض النسائية الحاصلة على الدكتوراه في الطب: "يتراوح طول المهبل ما بين 7 إلى 10 سنتيمترات تقريباً (3-4 بوصات)".
هل يبدو هذا صغيراً إلى حدٍ ما، أو ربما لا يناسب زوجك أو شريكك الذي يتمتَّع بذكورةٍ كبيرة؟ لستِ مضطرة للقلق بهذا الشأن؛ فالطبيعة تفسح مجالاً.
توضح رانكين، وهي مؤلفة كتاب "?What's Up Down There"، أنّه يمكن أن يتمدد طول المهبل إلى الضعف عند الاستثارة الجنسية".
ومع ذلك، تشير رانكين إلى أنَّ هناك العديد من النساء اللاتي يشعرن بالألم خلال العملية الجنسية حين يكون حجم العضو الذكري كبيراً جداً.
توصي الطبيبة في هذه الحالة باستخدام وفرة من المُزلِقات الجنسية والتمهُّل عند ممارسة الجماع. وتضيف: "شجِّعي شريكك على الاستمتاع بالمداعبة. فكلما شعرتِ بالاستثارة، يقل الألم المصاحب للجماع".
5. تماماً مثل وجهك.. يشيخ المهبل مع التقدم في السن!
هذه إحدى حقائق الحياة: قد يتغيَّر شكل جهازك التناسليّ مع التقدُّم في العمر. فمع انخفاض مستويات الإستروجين، يمكن أن يصبح الشفران أقل امتلاءً، وتنكمش الوسادات الدهنية فيهما.
كما ويمكن أن يؤدي نقص الكولاجين إلى مزيدٍ من الارتخاء. إضافة إلى أنه يمكن أن يصبح لون جلد الفرج داكناً أو فاتحاً، ويمكن أن ينكمش البظر.
الأمر طبيعي في كلتا الحالتين. هل يبدو هذا مخيفاً؟ لا على العكس. إذ توضح الطبيبة رانكين أنّ هذه التغيُّرات، التي ترتبط غالباً بتراجع معدل إفراز هرمون الإستروجين، لا تؤثر في مدى المتعة التي يمكن أن تجلبها لك أعضاؤك الأنثوية.
6. لا يمكن أن "يضيع" شيء ما، مثل سداد قطنية، داخل مهبلك
سمع الجميع عن خرافة أنَّ الأشياء يمكنها المرور إلى داخل مهبلك بلا رجعة. تقول ستيرن: إنَّ "المهبل يصل في نهايته من الداخل إلى عنق الرحم، بالإضافة إلى الأنسجة الخاصة بالمهبل".
أو بعبارةٍ أخرى، لا يرتبط مهبلك بمنطقة أخرى من جسدك، لذا لا تقلقي بشأن أي شيء قد يمر عبر المهبل وإمكانية ضياعه في جسدك.
تضيف ستيرن، أنّه مع ذلك قد تدخل السدادة القطنية بعمق في بعض الأحيان إلى داخل المهبل إذا، على سبيل المثال، لم تُزَل عن غير قصد خلال عملية الجماع. وإذا حدث ذلك، يمكن إزالتها بسهولة باستخدام منظار ومِلقَطُ طبي.
7. بعض النساء يقذفن عند الوصول إلى النشوة الجنسية
تخبرنا الدكتورة رانكين بأنّ هذا يحدث بالتأكيد، لكنّه ليس أمراً شائعاً. إذ يبدو أنَّها مهارة مكتسبة وتحدث في أغلب الأحيان مع تقدُّم المرأة في العمر ومعرفتها الجيدة بطريقة عمل جسدها.
لكن، كيف يحدث هذا الأمر؟ ثمّة غدد حول الإحليل –وهو الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة البولية إلى خارج الجسم- تفرز على الأرجح سائلاً مهبلياً، لاسيما عندما تُثار منطقة في الجدار الأمامي للمهبل "البقعة جي".
تصف الدكتورة بيفرلي ويبل، وهي باحثة في الطب الجنسي وأستاذة في كلية التمريض بجامعة روتجرز الأمريكية، هذه المنطقة بأنَّها "البروستاتا الأنثوية"، وهي مجموعة من الغدد والأوعية الدموية والأعصاب والأنسجة الإسفنجية، التي يبدو أنَّها عند بعض النساء تقذف سائلاً مهبلياً عندما تُثار جنسياً.
8. قد يتغيّر المهبل كثيراً بعد الولادة
تكمل الدكتورة رانكين تزويدنا بالمعلومات، فلا يبدو المهبل بعد الولادة مختلفاً كثيراً بقدر ما يختلف شعور المرأة به.
وباعتبارها طبيبة نساء، فغالباً ما تستطيع معرفة ما إذا كانت المرأة قد أنجبت طفلها طبيعياً عن طريق فتحة المهبل أم لا، "أستطيع معرفة ذلك من الشكل الداخلي للرحم عن طريق استخدام المنظار المهبلي، وتزداد الحاجة إلى اللجوء إلى هذه الوسيلة في حالة المرأة التي أنجبت مرتين أكثر من المرأة التي لم تنجب من قبل".
لكن من الخارج، لا يمكن معرفة ذلك ما لم تكن المرأة قد تعرَّضت لجرح الولادة الطبيعية، وهو قطع جراحي صغير في المنطقة العضلية الموجودة بين المهبل وفتحة الشرج قد يتطلّب اللجوء إليه أحياناً أثناء عملية الولادة الطبيعية لتسهيل خروج الجنين.
كما قد يكون لديها في هذه الحالة ندبةٌ بسيطة في موضع العملية. لكن إذا كنتِ تشعرين بعدم الراحة بسبب تمدُّد مهبلك وتغيُّر شكله بعد الولادة، توصي رانكين بشيء واحد وهو: ممارسة تمارين كيجل.
تمارين كيجل هي مجموعة من التمارين التنشيطية البسيطة لشد وتقوية عضلات المهبل والحوض يمكنك القيام بها في أي مكان وفي أي وقت عن طريق شد عضلات قاع الحوض، المستخدمه لبدء وإيقاف تدفُّق البول، والاستمرار بجعلها منقبضة لمدة 3 ثوان، ثم الاسترخاء 3 ثوان وتكرار ذلك يومياً لبضع مرات في مجموعات، كل واحدة منها عبارة عن 10 تكرارات أو أكثر -إذا كان بإمكانكِ فعل ذلك، فإنَّ هذه التمارين يمكنها مساعدتك حقاً.
9. تستطيعين الحفاظ على مرونة المهبل
تقول الدكتورة رانكين "على الرغم من حقيقة أنَّ المهبل يبقى أكثر صحة عندما يُستخدم جنسياً بقدرٍ من الانتظام، لكن ممارسة الجنس ليست السبيل الوحيد للحفاظ على صحة الأنسجة المهبلية الحسَّاسة".
الأمر هنا أشبه كما لو أنَّ مهبلكِ لديه ذاكرة. فإذا حافظت على تذكيره بأنَّ له غرضاً آخر يتجاوز غرض الإنجاب، من المحتمل أنَّ يرتقي إلى المستوى المطلوب.
وعلى سبيل المثال، إذا تعرَّض مهبلك للإهمال لفترة طويلة (بدون ممارسة العلاقة الزوجية وبدون تمارين كيجل، إلخ)، قد تصبح جدرانه هشة.
من الطبيعي عندما تصلين إلى سن اليأس (مرحلة انقطاع الطمث)، قد يتهدَّل المهبل ويضمر بعض الشيء. ومع ذلك، لا يكمُن الحل الوحيد في ممارسة الجنس، إذ تستطيع الطبيبة أن تقترح عليكِ تمارين مُحدّدة ووسائل تساعد في الحفاظ على مرونة المهبل وشكله في أفضل حال.
10. الإفرازات المهبلية تختلف من امرأة لأخرى
تُلاحظ الدكتورة رانكين أنَّ متوسط كمية الإفرازات المهبلية التي تفرزها امرأة في سن الإنجاب خلال فترة 8 ساعات تزن 1.55 غرام (يعادل الغرام الواحد حوالي ربع ملعقة شاي).
وفي حين تكون كمية الإفرازات الناتجة عن بعض النساء أقل كثيراً، تفرز نساء أخريات كمية أكثر بكثير –وهذه التباينات أمرٌ طبيعي تماماً.
تقول رانكين: "بالطبع، تختلف كل امرأة عن غيرها في هذا الشأن. إذ تنتج المرأة أكبر قدر من الإفرازات المهبلية (1.96 غرام) عند اقتراب أيام التبويض. وتعاني بعض النساء من انقلاب إلى الخارج في الخلايا الغدية الرخوة المبطنة لقناة عنق الرحم من الداخل (ectropion).
إذا كان عنق الرحم لديكِ يتّسم بهذه السمة العادية، قد ينتج المزيد من الإفرازات المخاطية، التي بدورها تزيد من كمية الإفرازات المهبلية لديكِ، والتي تتفاوت كميتها بالقلة أو الكثرة أيضاً من امرأة لأخرى.
يعد هذا أمراً طبيعياً في كلتا الحالتين، في حالة عدم وجود إصابة بأي عدوى. وتشير الدكتورة رانكين إلى أنَّ لون الإفرازات المهبلية يختلف أيضاً من امرأة لأخرى، مؤكدة أنَّ تصبُّغ إفرازاتك المهبلية بلون معين لا يعني أنكِ مصابة بعدوى ما.
كما قالت إنَّ "لون الإفرازات المهبلية الطبيعية يميل قليلاً إلى اللون الأبيض، لكن قد يبدو لونها مائلاً إلى الإصفرار عندما تجف". لكن إذا كان لون إفرازاتك المهبلية يميل إلى اللون الأخضر أو تعانين من حكة أو شعور بالحرقان أو إفرازات ذات رائحة كريهة أو تعتقدين أنكِ تواجهين خطر الإصابة بأحد الأمراض المنقولة عن طريق الجنس، سارعي بزيارة الطبيبة النسائية لفحص مهبلك حتى تكوني في أمان.