تشير آراء علمية إلى أن إعطاء البعوض أدوية مضادة للملاريا يمكن أن يؤدي إلى منع انتشار المرض لدى البشر. وفقاً لهذه النظرية، سوف يضاف الدواء إلى شبكات البعوض، ومن ثَم عندما يصل البعوض إليها سوف تُقتل جميع طفيليات الملاريا التي يحملها.
تتسبب الملاريا في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص كل عام. وفضلاً عن تطوير أدوية لمنع الإصابة، يحاول الأشخاص وقف انتشار الملاريا عن طريق قتل البعوض بالمبيدات الحشرية.
وكانت هذه النظرية فعَّالة للغاية. غير أن الأعوام الماضية شهدت تزايد أعداد البعوض الذي صار قادراً على مقاومة المبيدات الحشرية.
تقول فلامينيا كاتيروتشيا، أستاذة علم المناعة والأمراض المعدية في جامعة هارفارد: "في إفريقيا، حيث تنتشر الملاريا، طورت كمية كبيرة من الأنواع التي تحمل الطفيليات مقاومة لديها". ونتيجة لذلك، توقف التقدم المشهود في منع انتشار الملاريا نقلا عن مجلة New Scientist البريطانية.
أرادت كاتيروتشيا وزملاؤها تحرِّي ما إذا كان هناك طريقة أخرى لإيقاف نقل طفيليات الملاريا. وتوصلوا إلى أن دواء مضاداً للملاريا أُعطي إلى مسافرين يزورون المناطق التي ينتشر فيها المرض، ويسمى ATQ، يكون فعالاً أيضاً مع البعوض.
وبعد الإبقاء على 100 بعوضة لست دقائق في حاوية ذات أسطح معالجة بمادة ATQ، أطعم الفريق هذا البعوض دماءً مصابة بالملاريا. وعندما شرَّحوا البعوض، لم يجدوا أي علامات على وجود الطفيليات.
وعلى النقيض من هذا، كان أكثر من 80% من البعوض الذي لم يحصل على مادة ATQ، يحمل طفيليات المرض. ولم يؤثر التعرض لمادة ATQ على معدلات بقاء البعوض على قيد الحياة.
تقول كاتيروتشيا: "نحن مندهشون لرؤية قدرة الدواء على إبعاد الطفيليات". واقترحت إمكانية إضافة الأدوية المضادة للملاريا إلى غطاء شبكات الناموس، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية.
غير أن مادة ATQ لم تكن أفضل الخيارات لتطبيقها في هذه التجربة؛ لأن هناك فرصة بسيطة لتمكن هذه الطفيليات من تطوير مقاومة تبطل مفعول المادة، مما قد يؤثر على نجاعة مادة ATQ عند علاج الملاريا لدى البشر. ويستهدف الفريق التوصل إلى أدوية أخرى تكون بنفس القدر من الفاعلية.