يوتيوب يحارب مقاطع ضد التطعيم ضمن سياسة جديدة شهدت تُشَدِّد مواقع التواصل الاجتماعي من إجراءاتها ضد المحتوى المُعادي للتلقيح الطبي، وذلك بعد تفشي مرض الحصبة في أمريكا وكندا نتيجة امتناع الأهل عن تطعيم أولادهم.
وفقاً لتقريرٍ صادرٍ من موقع BuzzFeed يوم الجمعة 22 فبراير/شباط الماضي، تنصُّ سياسةٌ جديدةٌ من يوتيوب على أن القنوات المروِّجة للمحتوى المُعادي للتلقيح الطبي أو "لا للتطعيم"، لم يعد مسموحاً لها بنشر الإعلانات على منصة يوتيوب لمشاركة مقاطع الفيديو.
وأفاد يوتيوب أنه يعتبر المحتوى المُعادي للتلقيح الطبي "خطيراً أو مؤذياً"، ولذلك فإن سياسته لا تسمح بتدعيمه مالياً، أي أنه سيمنع مقطع الفيديو من توليد أية أرباحٍ لصانعه عن طريق الإعلانات.
اقرأ أيضاً
يوتيوب يحارب مواقع ضد التطعيم
وصرح ممثلٌ عن يوتيوب لموقع Business Insider قائلاً: "لدينا سياساتٌ صارمةٌ تتحكم في ماهية مقاطع الفيديو التي نسمح بظهور الإعلانات عليها، وتمثِّل المقاطع المروِّجة لمحتوىً معادٍ للتلقيح الطبي انتهاكاً لتلك السياسات. نحن نطبق هذه السياسات بقوةٍ، وإذا وجدنا مقطع فيديو ينتهكها، نتخذ إجراءاتٍ فوريةً ونحذف الإعلانات".
هذا وأوضح يوتيوب لموقع ScienceAlert بأن حظر الإعلانات على المقاطع المُعادية للتلقيح الطبي ليست بسياسةٍ جديدةٍ على الشركة.
إلا أن بضع قنواتٍ على الأقل استطاعت الاستفادة مالياً من مقاطعها، في انتهاكٍ لهذه السياسة، وفقاً لموقع BuzzFeed.
في الأخبار: يوتيوب تكبح جماح (قاطعوا اللقاحات)
https://t.co/buUTH5KVXF— لا للتطعيم (@novaxorg) February 23, 2019
اقرأ أيضاً
حتى الشركات طلبت منع نشر إعلاناتها على هذه المقاطع
إذ تمكنت عدة قنواتٍ مروِّجةٍ للمحتوى المُعادي للتلقيح الطبي -منها VAXXED TV، وLarryCook333، وiHealthTub- من نشر إعلاناتٍ، من دون علم المُعلِنين أنفسهم.
فضلاً عن ذلك، ذكرت تقارير أن عدة شركاتٍ طلبت من يوتيوب إيقاف وضع إعلاناتها على مقاطع الفيديو، بينما سحبت إحدى الشركات -شركة فيتاميناتٍ مخفَّضة السعر باسم Vitacost- إعلاناتها بصورةٍ كاملةٍ من على يوتيوب، وفقاً للتقرير.
ومنذ ذلك الحين، منع يوتيوب القنوات الثلاث جميعها من نشر الإعلانات، بعد أن لفت BuzzFeed انتباه الشركة إلى هذه المسألة.
انتشار مرض الحصبة يثير خوف الهيئات الصحية
يُذكَر أن أنصار معاداة التلقيح الطبي أفرطوا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك ويوتيوب.
في حين حظر موقع Pinterest البحث عن المحتوى المُعادي للتلقيح الطبي من على خدمته في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع.
ويأتي كل هذا في ضوء ارتفاع معدلات تفشي مرض الحصبة هذا العام.
فمنذ يناير/كانون الثاني، أُصِيب أكثر من 120 حالةٍ بمرض الحصبة، بحسب المركز الأمريكي لمكافحة الأرض والوقاية منها (CDC). أي أكثر من الحالات المصابة في عام 2016 بأكمله، إذ كان عدد الحالات 86 حالةً فحسب.
والأهل المقتنعون بـ لا للتطعيم يفضلون أن تأخذ الطبيعة مجراها
ويفترض مؤيدو مكافحة التطعيم أن اللقاحات غير آمنة للأطفال، وبأنها قد تكون سبباً لانتشار مرض التوحد.
ويشير استطلاع جديد لوكالة Angus Reid للإحصاء إلى أن 70% من الكنديين يدعمون اللقاحات الإلزامية، لكن ما يقرب من ثلث الكنديين يعتقدون أن العلم بشأن اللقاحات غير واضح.
من جانبه بعث النائب الممثل عن ولاية كاليفورنيا في الكونغرس آدم شيف الأسبوع الماضي خطاباً إلى الرئيس التنفيذي لجوجل ساندر بيتشاي والرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ مُعرِباً فيه عن تخوفه من المعلومات المنشورة على موقِعَي كلتا الشركتين.
وقال في رسالته: إن هذه المواقع "تَنهَى الآباء عن تلقيح أبنائهم، مما أسهم في تراجع معدلات التلقيح الطبي، الأمر الذي من شأنه إحداث نكسةٍ في التقدُّم الذي تحقَّق في مواجهة الأمراض الممكن الوقاية منها بالتلقيح".
ووفقاً لأرقام منظمة الصحة العالمية مات ما يقرب من 110،000 شخص من الحصبة في عام 2017، معظمهم من الأطفال دون الخامسة من العمر، وكان من الممكن منع معظم هذه الوفيات عن طريق التطعيم.