يصعب بلع السوائل والطعام، وترتفع الحرارة، ويعلو البكاء ألماً وتعباً. إنها عوارض التهاب اللوزتين التي تصيب الأطفال في كل مواسم السنة، وإن كانت أكثر انتشاراً في فصل الشتاء.
في فصل الصيف والخريف تكون الإصابة بالتهاب اللوزتين ناتجة عن عدوى فيروسية، وفي الشتاء أو أوائل الربيع تنتج عن عدوى بكتيرية.
فلا يلبث الالتهاب أن ينتهي حتى يبدأ في العودة من جديد، دون أن يعرف الآباء سبباً مفهوماً ومُباشراً.
الكثير من الأطفال يُعانون من التهاب اللوزتين المُتكرر، وهو التهاب مؤلم في الحلق.
وإذا تُرك دون علاج فيمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التنفس، وانقطاع التنفس أثناء النوم، وتجمع الصديد خلف اللوزة، وهو ما يُعرف بخراج اللوزتين.
أولاً: ما هو التهاب اللوزتين ؟
هو التهاب يُصيب اللوزتين، وهما جزءان ليِّنان بيضاويَّا الشكل من الأنسجة. يوجدان في نهاية الحلق، حيث توجد لوزة في كل جانب.
ومن أعراض التهاب اللوزتين تورّمهما والتهاب الحلق وصعوبة البلع، وألم العقد اللمفاوية في جانبي العنق.
Did you know throat conditions like #laryngitis and #tonsillitis are named after the location of the infection, not the cause? https://t.co/BDFT2RcyM1 pic.twitter.com/IFW9aOjTRc
— The Harley Street ENT Clinic (@harleystreetent) February 15, 2019
البكتيريا العقدية أهم أسباب الالتهاب
العلاج المُلائم لالتهاب اللوزتين يعتمد على السبب، لذلك من المهم الحصول على تشخيص فوري ودقيق لسبب الالتهاب، سواء أكان هذا السبب هو الإصابة بعدوى فيروسية إذا كان هناك فيروس مُنتشر، أو الإصابة بعدوى بكتيرية.
عادةً ما يزيل الجراحون اللوزتين، وهي عملية منتشرة لعلاج التهاب اللوزتين، عند تكرار حدوث الالتهاب البكتيري دون الاستجابة للعلاجات المُختلفة، أو عندما يتسبب هذا الالتهاب في حدوث مضاعفات خطيرة.
في كثير من الحالات يكون المُسبب لالتهاب اللوزتين هو البكتيريا العقدية من المجموعة "أ"، وهو النوع الأكثر شيوعاً للبكتيريا.
تؤثر على أكثر من 600 مليون شخص كل عام، ويميل هذا النوع من البكتيريا إلى التأثير على الحلق والجلد.
تحدث العدوى جرّاء التّماسّ مع مُخاط أو رذاذ الأشخاص المُصابين بالبكتيريا، أو من خلال الاتصال بالجروح أو القروح للأشخاص المُصابين بهذه البكتيريا.
إذا لم يُعالج هذا النوع من البكتيريا، أو كان العلاج بالمضاد الحيوي غير مُكتمل، يكون الطفل مُعرضاً بدرجة كبيرة للإصابة باضطرابات نادرة، مثل: الحمى الروماتيزمية وهي اضطراب التهابي يُصيب القلب والمفاصل والأنسجة الأخرى، كما يؤدي أيضاً إلى اضطراب التهابي يُصيب الكليتين.
أعراض الإصابة بالتهاب اللوزتين
تكثر الإصابة بالتهاب اللوزتين لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سن ما قبل المدرسة وحتى مُنتصف سن المُراهقة.
ومن بين أعراض هذه الإصابة: تورُّم واحمرار اللوزتين، ظهور بقع بيضاء أو صفراء على اللوزتين، التهاب الحلق، صعوبة وألم أثناء البلع، ارتفاع درجة الحرارة، تضخم وألم في الغدد اللمفاوية الموجودة في الرقبة، آلام في المعدة.
ويكون الصوت الصادر عن المريض مكتوماً أو مبحوحاً، مع رائحة نفس كريهة.
أما الأطفال الأصغر، الذين لا يستطيعون وصف ما يشعرون به، فتتضمن علامات التهاب اللوزتين سيلان اللعاب نتيجة الألم وصعوبة البلع، ورفض تناول الطعام.
App-driven postoperative care @UMHSENT for pediatric #tonsillectomy holds promise for improving post-op care. https://t.co/iNBXZIQRok pic.twitter.com/pf4texx1AS
— JAMA Otolaryngology – Head & Neck Surgery (@JAMAOto) February 14, 2019
المناعة الضعيفة وراء عودة البكتيريا والبحث جارٍ عن لقاح
في بحث جديد نُشر في فبراير/شباط 2019، في دورية Science Translational Medicine، فإن الوراثة وضعف استجابة الجهاز المناعي يُمكن أن تكون السبب وراء إصابة بعض الأطفال بنوبات مُتكررة من البكتيريا المؤدية لالتهاب اللوزتين.
وقد اهتم الباحثون بتحديد ما يُسبب العدوى على وجه الدقة من أجل تطوير لقاح لمواجهة هذه البكتيريا.
لاختبار الاستجابة المناعية الضعيفة لبعض الأطفال، درس الباحثون اللوزتين اللتين تم استئصالهما جراحياً من 65 طفلاً.
كان بينهم 26 طفلاً تمت إزالة اللوزتين لديهم بسبب تكرار الإصابة بنوبات التهاب اللوزتين، والأطفال الباقون أُزيلت لأسباب أخرى مثل توقف التنفس أثناء النوم.
وجد الباحثون أن الأطفال الذين تم استئصال اللوزتين لديهم بسبب العدوى المُتكررة، كانت لديهم مراكز جرثومية في اللوزتين أصغر من غيرهم من الأطفال.
تتمركز هذه المراكز داخل العقد اللمفاوية، وتُساعد في إنتاج الأجسام المُضادة التي تُقاوم العدوى.
تقوم الأجسام المُضادة بالتعرف على البكتيريا وتعطيلها، وعادةً ما تكون قادرة على استئصال العدوى البكتيرية قبل أن تتكرر أو تعود مرة بعد مرة.
فإذا كانت المراكز الجرثومية هذه أصغر من حجمها الطبيعي، فإنها لا تكون قادرة على تحقيق استجابة مناعية جيدة ومُرتفعة في مواجهة البكتيريا.
وجدت الدراسة أيضاً أن نسبة كبيرة من الأطفال المُصابين بالالتهاب المُتكرر للوزتين ينتمون إلى عائلات يكون بعض أفرادها مُصابين بالتهاب اللوزتين أيضاً، مما يُشير إلى وجود استعداد وراثي للاستجابة المناعية الضعيفة.
الوقوف بدقة على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة البكتيرية المُتكررة هو أحد المفاتيح الهامة لتطوير لقاح يواجه هذه البكتيريا، ويُشير الباحثون إلى أن الوصول إلى هذا اللقاح لا تقتصر فائدته فقط على مواجهة الالتهاب والتهاب اللوزتين، ولكنه سيُقلل أيضاً من الحاجة إلى العمليات الجراحية مثل استئصال اللوزتين.
وتُعتبر جراحة استئصال اللوزتين من الجراحات الشائعة جداً، التي يمر بها العديد من الأطفال، وتنطوي على أنهم يتغيبون نحو الأسبوع من مدارسهم، بالإضافة إلى خطر حدوث نزيف.
A study and physician experience indicates that removal of the tonsils can provide remission of #PANS and #PANDAS symptoms for some patients. There is no marker to determine which patient a #tonsillectomy will result in remission of… https://t.co/fW2P25ttTV
— PANSLife (@PANSlife) February 13, 2019
والهيئات الطبية تريد الحدَّ من جراحة استئصال اللوزتين
بعد النتائج التي توصلت إليها الدراسة، قامت الأكاديمية الأمريكية لطبِّ الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق بتحديث نصائحها التوجيهية للوقاية من التهابات الحلق، والحدِّ من جراحة استئصال اللوزتين.
وتُشير الأكاديمية إلى أن استئصال اللوزتين من أكثر العمليات الجراحية شيوعاً في الولايات المتحدة الأميركية، فيتم تنفيذ 289 ألف جراحة سنوياً للأطفال دون سن 15 عاماً.
وخلصت إلى وجوب أن يكون هُناك سببان رئيسيان وراء استئصال اللوزتين، وهما: انقطاع التنفس أثناء النوم، والإصابة المُتكررة بالتهاب اللوزتين.
مع التوجيهات المُحدثة يوصي الباحثون بإجراء جراحة استئصال اللوزتين إذا كان الطفل يُعاني من سبع إصابات على الأقل في عام واحد.