يكون لدينا الكثير من العلامات التي تُنبئنا بأن أجسادنا بحاجة إلى مُمارسة التمرينات الرياضية، مثل زيادة الوزن والشعور بالخمول والتعب لدى بذل مجهود ولو بسيط.
لكن هل تعلم أن عقلك أيضاً بحاجة إلى مُمارسة التمرينات؟ هناك قول مأثور قديم يقول: "استخدمه أو افقده"، ويعتقد العديد من الباحثين أن هذا المبدأ ينطبق بدرجة كبيرة على صحة الدماغ.
كثيراً ما نعتقد أن لدينا مهارات عقلية مُحددة لا نتخطاها، وأن مستوى ذكائنا لا يتغير، لكن هذا غير صحيح، فبإمكاننا دوماً تقوية ذاكرتنا وتنمية ذكائنا، والتدريب العقلي هو وسيلتك لتقوية ذاكرتك وتنمية ذكائك.
تعاني من مشكلات النسيان أثناء الدراسة.. إليك خط مجاني يساعدك على التذكُّر
فقدرتنا على تطويع أدمغتنا تسمح لنا بالتكيّف والتغيير، حتى مع تقدمنا في السن، ووفقاً للخبراء في جامعة مونتريال، فإن كل جانب من جوانب حياتنا الحديثة من التكنولوجيا إلى عاداتنا الغذائية، يُدمر أدمغتنا ويقلص معدلات الذكاء لدينا.
التدريب العقلي يسمح لنا بإنشاء وتعزيز الشبكات العصبية، ما يُساعد على جعل دماغنا أقوى، فالعديد من الباحثين يوافقون على أن التدريبات العقلية الصعبة والجديدة تعمل على حماية وتقوية العقل، ويُمكن أن تكون هذه الفوائد بالغة الأهمية لتنمية الذكاء وتقوية الذاكرة كلما تقدمنا في العمر، لتلافي العيوب العقلية للشيخوخة.
كيف تُنمي ذكاءك وتقوّي ذاكرتك؟
هُناك بعض ألعاب تدريب العقل وتنشيط الذاكرة، فالذاكرة جزء مُهم من قياس معدل الذكاء، وهي شيء يُمكن تقويته وتنشيطه دوماً من خلال العمل المستمر على تدريب الدماغ.
عند الانتظام في مُمارسة طرق تنمية العقل هذه والألعاب العقلية ستشعر بتنمية ذكائك وأن لديك قوة ذهنية أكبر من تلك التي اعتدت عليها، ومنها:
1- اعتنِ بجسمك أولاً
إذا كنت ترغب في مُمارسة التدريب العقلي فعليك أولاً البدء في الاعتناء بجسمك، فقد أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين ينخرطون في سلوكيات صحيّة إيجابية، مثل التغذية السليمة ومُمارسة التمرينات الرياضية، والحصول على قدر كافٍ ومُريح من النوم، يكونون أقل عرضة للأمراض الذهنية التي تحدث في الشيخوخة.
تُشير الدراسات إلى أنّ التمرين يُمكن أن يجعلنا أكثر ذكاءً، ويحمي دماغنا من الانكماش مع التقدُّم في العمر.
كشفت البحوث أيضاً أن مُمارسة الرياضة يُمكن أن تُزيد من تكوين الخلايا العصبية أو تشكيل خلايا دماغية جديدة، فإذا أردت تقوية عقلك وذاكرتك وتنمية ذكائك عليك الاهتمام بصحتك البدنية أولاً، وإدخال الخضراوات والفاكهة الطازجة إلى نظامك الغذائي، والتخلي عن العادات السلبية مثل الإفراط في الكحول والتبغ والكافيين والأطعمة السريعة.
2- تحدّ عقلك
يُمكنك أن تُمارس بعض التحديات مع عقلك، فمثلاً إذا كنت تعرف أنّك تحفظ عن ظهر قلب شوارع مدينتك وطُرقها، فحاول أن ترسمها على ورقةٍ بيضاء.
يجب أن يتضمَّن رسمك الشوارع الرئيسية والشوارع الجانبية والمعالم المشهورة من محلات أو أماكن خدمية، بمُجرد الانتهاء من ذلك قارن بين رسمك والخريطة الحقيقية لمدينتك، وستندهش من بعض الأشياء التي فاتتك.
جرِّب نفس النشاط السابق مع أماكن أقلّ تواجداً في ذاكرتك، هذا النشاط من الألعاب العقلية الهامة والذي يُساعد على تنشيط مجموعة مُتنوعة من مناطق الدماغ، وهو من ألعاب الذاكرة أيضاً، التي تُساعد على تقوية الذاكرة وتنشيطها، قد يبدو نشاطاً صعباً ومُعقداً، لكن مثل هذه الألعاب العقلية الصعبة هو ما يُحقق أكبر فائدة لدماغك.
من طرق تحدي عقلك أيضاً حلّ الكلمات المُتقاطعة وألعاب السودوكو، كذلك فإن ألعاب الطاولة والكوتشينة والشطرنج تقوي عقلك وتجعلك أيضاً تتواصل اجتماعياً مع أحبابك.
3- تعلّم شيئاً جديداً
يعتقد الباحثون أن الألعاب العقلية وألعاب الذاكرة الأكثر فاعلية هي تلك التي تتسم بالتحدي وبعض التعقيد، وتعلم شيء جديد هو طريقة لإبقاء عقلك مُتقداً ولديه تحديات جديدة باستمرار، في إحدى الدراسات قام الباحثون بتحديد مجموعة من كبار السن لتعلم مهارة جديدة بدءاً من التصوير الرقمي وحتى حياكة الملابس.
وحددوا مجموعة أخرى لمُمارسة أنشطة مُمتعة لكنها لا تُمثل تحديّاً عقلياً مثل مُشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى الراديو، وقد وجد الباحثون أن المشاركين الذين تعلموا مهارة جديدة هم فقط الذين أحرزوا تحسناً في اختبارات الذاكرة، واكتشفوا أن تنشيط الذاكرة هذا لازال موجوداً عند اختبار ذاكرتهم مرة أخرى بعد عام.
يُمكنك تعلم لغة جديدة، أو تعلم العزف على آلة موسيقية، أو تعلم لغة جديدة، هذه الأشياء لن تقوي عقلك فحسب ولكنها ستوسع مهاراتك أيضاً وتجعلك أكثر إنجازاً.
4- استخدم يدك التي لم تعتد عليها وجدد روتينك
إذا كانت يدك المُسيطرة التي تستخدمها في تناول الطعام والكتابة هي اليد اليمنى، فحاول استخدام اليُسرى، فهذه إحدى الألعاب العقلية التي تقوِّي العقل، سيكون الأمر صعباً جداً لأنه عكس النشاط الذي اعتاد عقلك عليه، لكن هذا هو المطلوب بالضبط لتنشيط الدماغ وتقوية العقل.
إدخال التجديد على روتينك المُعتاد يقوي عقلك أيضاً، يُمكنك أن تتسوق من متجر للبقالة غير مألوف لك، أو تتخذ طريقاً غير مُعتاد للمدرسة أو للعمل، فتغيير عاداتك الحياتية اليومية يُنشط دماغك ويجعل حياتك مُـجددة.
5- مُمارسة التأمل لتقوية الذاكرة وتنمية الذكاء
من الأشياء التي تقوي الذاكرة وتُنمي الذكاء مُمارسة التأمل، فبعد يومٍ طويل ومُرهق من العمل قد تواجه تحديّات في الذاكرة، وتشعر بأنك لا تستطيع تذكر بعض الأشياء، يُمكن إلقاء اللوم في هذا على هرمون الكورتيزول، فهو الذي يُقلل من قدرتك على تخزين المعلومات بشكل فعّال واسترجاعها بسرعة وبدقة.
فراز كميات كبيرة من الكورتيزول بسبب كثرة الإجهاد، يتسبب على المدى الطويل في تأثيرات تراكمية سيئة.
الحل يكمن في مُمارسة التأمُّل، فقد اكتشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا ارتباطاً قوياً بين التأمل وانخفاض إفراز هرمون الكورتيزول.
هناك دراسة أخرى قام بها طبيب بجامعة روتجرز اكتشف خلالها أن المُتأملين يمكن أن يقللوا مستويات الكورتيزول بأكثر من النصف مما يُفرزه الجسم في الطبيعي.
وجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة هارفارد عام 2000 أن مُمارسي التأمل تمكنوا من زيادة الكتلة العصبية من مناطق الدماغ والمُرتبطة بالذاكرة الطويلة والقصيرة المدى، وتنمية الذكاء والتفكير العميق وزيادة التركيز، مع تهدئة النشاط الكهربائي في المناطق المُرتبطة بالقلق والاكتئاب والخوف والغضب.
6- تطبيقات تُساعدك على تنمية الذكاء وتنشيط الذاكرة
يوجد بعض التطبيقات على جهازك الأندرويد تُساعدك على مُمارسة الألعاب العقلية وتنمية ذكائك وتنشيط ذاكرتك، ومنها تطبيق Peak، وهو يحتوي على مجموعة من الألعاب المُصغرة الخاصة بتنمية الذكاء والذاكرة وزيادة التركيز.
تطبيق Elevate والذي يحتوي أيضاً على ألعاب عقلية خاصة باختبار مُستوى الذكاء الخاص بك وتنميته وزيادة التركيز، تطبيق Fit Brains Trainer الذي يحتوي على على 35 لعبة عقلية تختبر ذاكرتك ومستوى ذكائك ومهاراتك العقلية الأخرى.