لم تستطع لوريتا جوني دخول صالة الألعاب الرياضية، كان الأمر محرجاً للغاية، إذ كانت بدينة لدرجة منعتها من الولوج عبر الباب، ولكنها كانت مصرَّة على الدخول، لأنها تؤمن بأن الصالات الرياضية للجميع حتى لو كانوا بدناء مثلها.
فقد علقت لوريتا جوني، البالغة من العمر 51 عاماً، في باب الدخول الدوَّار لإحدى صالات الألعاب الرياضية، واضطرت إلى أن تطلب من موظفة الاستقبال أن تفتح مدخل الصالة.
وتتذكر جوني، صاحبة الوزن الزائد، هذه الواقعة، قائلةً: "ظلَّت موظفة الاستقبال تقول: (أوه! أنا آسفة جداً). لا أدري أكانت محرجةً لي أم لنفسها".
تمثل لوريتا جوني نموذجاً للمشكلات التي تواجه علاقة البدناء بالصالات الرياضية، نعم تعد حالتها صارخة، لكنها لا تختلف كثيراً عن غيرها من البدناء، فالصالات الرياضية ليست المكان الأفضل لهم، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The guardian البريطانية.
نعم، الصالات الرياضية للجميع.. لكن كيف يمكن أن يستخدمها البدناء والمعوقون؟
روب غاراماني يستطيع على الأقل، دخول صالة الألعاب الرياضية عكس جوني، لكن استخدامها بالنسبة له مشكلة كبيرة.
فقد أُصيب الشاب، البالغ من العمر 27 عاماً، بكسرٍ في نخاعه الشوكي بحادث سيارة حين كان عمره 10 أشهر، وبدأ حينئذ في استخدام الكرسي المتحرك.
وقال روب متهكماً: "يُفتَرَض أن يكون الوصول إلى هذه الصالة سهلاً، لكن لا يمكنك بلوغ منطقة التمرن إلَّا إذا أنزلك أحدهم بالكرسي".
فرغم كل شيء، حين تعجز جسدياً عن دخول مكانٍ ما، فهذه رسالة واضحة بأنَّك لا تنتمي إليه.
حين تفكر في اللياقة البدنية، تتخيل هؤلاء الرجال والنساء ممشوقي القوام مفتولي العضلات.
أنت أيضاً تشارك في الجريمة الواسعة النطاق، وهي إقصاء الأشخاص الذي يفتقدون إلى ما يعتبر مظهراً مثالياً عن مجال الرياضة.
كأن الرياضة خُلقت فقط لأصحاب الأجسام الممشوقة.
إنها مشكلة كبيرة، لكن من حسن الحظ أن هناك حملة كبيرة لمواجهتها.
حملة تسعى إلى جعل الصالات الرياضية للجميع.
المفاجأة أن هذه المرأة البدينة والرجل المعاق مدربان رياضيان!
المفارقة أن روب ولوريتا ينتميان إلى صالة الألعاب الرياضية.
فكلاهما مدربٌ شخصي منخرط في عمل ريادي لإعادة تعريف المجال الذي أعطى الشباب والنحفاء والأصحاء جسدياً الأولوية في الصالات الرياضية.
وبالنسبة لمجالٍ تبلغ قيمته أموالاً طائلة، نحو 5 مليارات جنيه إسترليني (6.5 مليار دولار) بقليل، وفقاً لتقريرٍ نُشِر في العام الجاري (2018)– ما زال عالم اللياقة البدنية متأخراً بوضوح في تقبُّل المستهلكين الذين لا يناسبون قالبه.
لكنَّه صار يتطور أخيراً –ولو بوتيرةٍ بطيئة– بفضل الأبطال الرياضيين الاستثنائيين الذين يثبتون أنَّ التمارين وكذلك الصالات الرياضية للجميع.
حتى إنه أصبح هناك نجوم بدناء على شبكات التواصل ينشرون تجاربهم الفريدة
هذه هي الرسالة التي ينشرها هؤلاء الرياضيون الرياديون على منصات التواصل الاجتماعي، والتي جعلت مستخدمي الصالات الرياضية غير المطابقين للمعايير العامة مقبولين تدريجياً في الصالات الرياضية.
إذ يملك نجوم اللياقة البدنية من ذوي الأوزان الزائدة، مثل MyNameIsJessamyn، وNolatrees، آلاف المتابعين على إنستغرام.
فضلاً عن أنَّ حملة This Girl Can، التي نظمتها مؤسسة Sport England في عام 2015، شهدت نجاحاً ساحقاً.
وتمت الإشادة بهذه الحملة على نطاق واسع، حين صوَّرت مجموعة متنوعة من النساء يلهثن ويتعرقن في أثناء التمرين، لكسر الحرج الذي تشعر به نساء كثيرات في الصالة الرياضية.
وكثير من النساء يعزفن عن السباحة بسبب وجود الرجال
كان نجاح This Girl Can مدوياً، إذ قدرت دراسة أنَّ هناك 2.8 مليون امرأة بريطانية صرن أنشط في السنة التي أعقبت انطلاق الحملة.
وتقول هيلين فريكير، من مؤسسة Mintel لأبحاث السوق: "يدرك العاملون في قطاع اللياقة البدنية أنهم بحاجةٍ إلى أن يكونوا أكثر احتضاناً، وأن يبدأوا في تفهُّم المعوقات التي تمنع الناس من التمرين".
وذكرت هيلين أن ربع البريطانيات كُنَّ سيمارسن السباحة بقدرٍ أكبر في مراكز الترفيه لو كانت هناك حصص مخصصة للنساء فقط، في حين يفضل 10% من البالغين خيار ارتداء ملابس أقل كشفاً عن معالم الجسم في أثناء التمرن.
والحملة تشمل السيدات اللاتي ترتدين البوركيني
ويفترض أن البحث في الحملة يجري وراء معظم الأسباب الشائعة التي تمنع الرجال والنساء من ممارسة الرياضة، سواء الأسباب المتعلقة بالثقة بالجسد، أو الدوافع الدينية.
وصحيحٌ أنَّ بعض الصالات الرياضية في المملكة المتحدة تُقدِّم الآن حصصاً مخصصة للنساء فقط بالفعل، وتسمح لممارِسات السباحات بارتداء ملابس سباحة محتشمة مثل البوركيني.
لكننا بحاجة إلى المزيد من العمل، حسب الصحيفة البريطانية.
فقد اكتشف تقرير أصدرته الحكومة البريطانية في الشهر الماضي (سبتمبر/أيلول 2018)، أنَّ 3.5 مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة معرضون لتدهور حالتهم الصحية بسبب قلة الحركة.
وأنَّ احتمالية الخمول بين ذوي الإعاقة تبلغ ضعف احتماليته بين الأشخاص الأصحاء.
وتقول هيلين: "يجب أن تفعل الصالات الرياضية المزيد لخلق أمكنة أشمل وخالية من انتقاد الآخرين".
لكن، لماذا تُعَد الصالات الرياضية أماكن مخيفة لبعض الناس؟
يبدو أن السبب الرئيسي هو أن ثقافة اللياقة البدنية مرادفة لخسارة الوزن منذ ستينيات القرن الماضي على الأقل.
فأن تكون لائقاً بدنياً يعني أن تكون ممشوق القوام.
ويُتداوَل هذا المنطق في أرجاء الصالات الرياضية، فيجعل أصحاب الوزن الزائد يظهرون تلقائياً، في محيط صالات الألعاب الرياضية، كأنَّهم ما زالوا أُناساً في طور التقدُّم نحو اللياقة البدنية، وليسوا أناساً يستمتعون بمجرد ممارسة الرياضة لذاتها.
وهذا الوضع مختلف عن الفلسفة الأساسية لصالات الألعاب الرياضية
لكنَّ الأمر لم يكن كذلك طيلة الوقت.
فالهدف من الصالات الرياضية كان مختلفاً عندما أنشئت.
فقد ابتكر الطبيب السويدي غوستاف زاندر ثقافة الصالات الرياضية الحديثة منذ 130 عاماً.
وجاء ذلك بعدما أدرك زاندر أنَّ التحوَّل الصناعي أدى إلى وجود طبقةٍ من العمَّال قليلي الحركة، طوَّر آلات تمارين رياضية مثَّلت الجيل الأول من أجهزة الصالات الرياضية التي نعرفها اليوم.
وكانت ممارسة التمارين الرياضية، أو العلاج الجسدي كما كان يسمى غالباً، طريقةً لتحسين الصحة العامة في العصور الفيكتورية (عصر الملك فيكتوريا ملكة بريطانيا).
لكن الأمور تغيرت بسبب هؤلاء العارضات الشهيرات
غير أن الأمور تغيرت بحدوث ثورةٍ هائلة في ثقافة الصالات الرياضية بالسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
إذ لم تعُد التمارين الرياضية تُرى في الأساس بصفتها وسيلةً لتحسين اللياقة البدنية، بل طريقة لخسارة الوزن.
وأصبحت صور العارضتين الممشوقتين ديبي دريك وجين فوندا مُعلَّقة في غرف المعيشة.
وكما كتب أحد الأطباء عام 1971، في مقال له بمجلة Vogue الأميركية تحت عنوان Fitness Forever أو "اللياقة إلى الأبد": "أن تكون بديناً أو غير ممشوق القوام، فهذا شيءٌ يلقى قبولاً ضعيفاً جداً، وارتباط اللياقة البدنية بالزهو أمرٌ منتشر تماماً.
أي شخص يقول إنه لا يرغب في أن يبدو ممشوقاً أو نحيفاً أو مثيراً فهو كاذب بالتأكيد".
وهكذا أصبحت الصالات الرياضية تقصي المختلفين
ونتيجة لهذا التغيير في الرسالة الثقافية، أصبحت الصالات الرياضية مكاناً إقصائياً طيلة معظم فترات نصف قرن.
وفي السنوات الأخيرة فقط، بدأت تظهر موجةٌ جديدة من روَّاد اللياقة البدنية الذين أظهروا أن الأشخاص البدناء بإمكانهم أن يكونوا لائقين بدنياً أيضاً.
وأن الصالات الرياضية للجميع أو ينبغي أن تكون كذلك.
تقول لويز جرين، مؤلفة كتاب Big Fit Girl: Embrace the Body You Have: "الطريقة العامة للتفكير في الصحة تتغير".
"نحن نعمل على ثقافة خسارة الوزن هذه منذ زمن طويل، هذه الصناعة التي تقدر بمليارات الدولارات هي المسؤولة عن الإخفاق الذي يشعر به الكثيرون".
وترى أن هناك مؤشراتٍ على أن صناعة الريجيم تلفظ أنفاسها الأخيرة. لكن الطريق ما زال طويلاً.
وتتابع جرين: "الشخص الذي يرتدي مقاساً كبيراً شبهُ غائب عن مجال الرؤية في صناعة اللياقة البدنية إلا إذا كان في صورة تظهر صورة شخص (قبل) الدخول في حِمية بإعلان لخسارة الوزن".
وحتى تشجيع البدناء يثير الغضب أحياناً
وتقول لوريتا، المدربة البدينة التي لم تستطع الدخول من باب الصالة: "ينظر الناس إليّ باعتباري مشروعاً لا بد أن يكتمل.
ويعتقدون أن بداخلي فتاة سوداء رشيقة القوام". تستقر النظرات على الأشخاص البدينين في الصالات الرياضية كما لو كانوا كائنات فضائية.
تتذكر جوني حادثة بعينها أشعرتها بعدم الارتياح، وتقول: "بعد نزولي من المشاية، جاء مدرب شخصي تجاهي ورفع إبهامه في إشارة إلى العمل الجيد وقال: (عمل رائع، كنت أراقبك)، وأنا أردته أن يغرب عن وجهي".
وهناك فئة يتم إقصاؤها أكثر من البدناء.. كبار السن مرعوبون
إذا كان البدناء ظاهرين أكثر من غيرهم في الصالات الرياضية، فكبار السن غائبون عن الأنظار تقريباً.
لكن شبكات التواصل الاجتماعي أتاحت لكلير لا تيريري، البالغة من العمر 57 عاماً، أن تُخضع صناعة اللياقة البدنية لشروطها الخاصة.
انضمت كلير، المفعمة بالحماسة منذ وقت طويل، إلى موقع إنستغرام، تشجيعاً لابنتها. وبعد بناء قاعدة من المتابعين يبلغ عددهم 13 ألف متابع، بدأت كلير تدير معسكرات لياقة بدنية لعملاء أكبر سناً في منزلها.
معظم عملائها "مرعوبون من الرياضة… ولا يدركون أنّ بإمكان المرء أن يكون في الخامسة والثمانين ويتمرن بكدٍّ دون أن يجرح نفسه أو يتأذى ويموت".
كما أن المحجبات شريكات في هذه المحنة، لكن بعضهن لم يستسلمن
وكما هو الحال مع كلير، اضطرت خديجة سفاري (36 عاماً)، إلى أن تصنع لنفسها مساحة في عالم اللياقة البدنية.
بعد أن اعتنقت خديجة الإسلام عام 2009، بذلت جهداً جهيداً للعثور على صالة رياضية مخصصة للنساء، كي لا تتنازل عن حبها الملاكمة التايلاندية، لذا أنشأت صالتها الخاصة.
وتدير خديجة الآن سلسلة من صالات رياضية للنساء المسلمات في جنوب شرقي إنكلترا، وتقول: "يتيح هذا لهن القدوم وخلع حجابهن في أثناء التدريب".
إذ إن هناك مشكلة كبيرة لدى النساء المسلمات
تفوق نسبة عدم النشاط لدى النساء المسلمات النسبة لدى قريناتهن من الديانات الأخرى، حسب الصحيفة البريطانية.
فقد كشف تقرير لمؤسسة Women's Sport and Fitness Foundation، أنّ 12.5% من الآسيويات –اللاتي أغلبهن مسلمات- فقط هن من يمارسن رياضة كفاية مقارنة بـ18.8% من النساء البيضاوات.
وتشمل العقبات التي تعترضهن في سبيل ممارسة الرياضة، عدم وجود مساحات مخصصة للنساء، حيث يمكنهن ممارسة الرياضة دون ارتداء الحجاب، وقلة النماذج الرياضية النسائية بين المسلمات.
وتقول خديجة: "العديد من النساء اللاتي يتمرنّ معي أخذن مادة التربية البدنية في المدرسة، لكنهنّ حين وصلن إلى سن المراهقة توقفن عن ممارسة اللياقة البدنية، لأنهنَّ لم يشعرن بالارتياح في التمرن مع الرجال".
ولقد تبين أن الملاكمة يمكن أن تجتمع مع الحجاب
وتعمل خديجة على إعادة دمج المسلمات في الرياضة بتدريبهن ليصبحن مدربات ملاكمة تايلاندية، وينشئن صالاتهن الخاصة.
وتتابع: "إذا اخترت لبس الحجاب، وكنت أريد خدمة تلبي احتياجاتي، فإنّ مسؤوليتي هي المبادرة لتحويل هذا إلى حقيقة على أرض الواقع".
وتضيف خديجة أن دروسها تؤدي دوراً اجتماعياً، إذ تأتي النساء المسلمات وغير المسلمات لحضور الحصص والتمرن معاً.
ولكن البعض يخشى أن تتسبب هذه الصالات في عزلة جديدة
وتقول: "الصالات الرياضية المخصصة للنساء محل انتقاد، لكونها مكاناً تعزل فيه النساء المسلمات أنفسهن".
لكن العكس هو الحقيقة، حسبما تقول، "فالأمر كله مرتبط بالاندماج مع المجتمع، ومع نساء يتعارفن فيما بينهن في بيئة محايدة".
لوريتا جوني تماماً مثل خديجة، لا تدرب فقط من يشبهونها.
وتحكي قائلةً: "كان لدي عميل يوم الأحد، وهو رجل ممشوق، سألته لماذا جاء إليّ، لأن عملائي عادة يكونون من ذوي الوزن الزائد، وقال: أحتاج مدرباً".
كانت جوني مأخوذة بقوله، وتابعت: "قلت في نفسي، جوني، هذا الرجل يريدك فقط لأنكِ مدربة جيدة. هذا هو الموقف الذي تنجح فيه فكرة احتواء الآخر".
والفتيات التائهات أيضاً في حاجة إلى هذه المبادرة
لكن اللياقة البدنية بوسعها تحقيق أكثر من إدماج المجتمعات المهمشة.
إنها يجب أن تجعل الصالات الرياضية للجميع حقاً.
تقول جاسمين ستانلي (المعروفة أيضاً باسم AKA MyNameIsJessamyn على موقع إنستغرام): "من المذهل أن تشهد كيف تساعد الأمور التي ظننت أنك لن تستطيع التعايش معها أشخاصاً آخرين".
تنشر جاسمين، معلمة اليوغا البدينة البالغة من العمر 31 عاماً، رسالة إلى 370 ألف متابع لها على إنستغرام عن حب الذات، والنظر الإيجابية إلى الجسد.
فهي تدندن في أحد مقاطع الفيديو، قائلةً: "أنت قوي. أنت مؤثر". أحياناً بعد انتهاء حصصها، تفضي إليها فتيات شابات بما تعنيه رسالتها لهنّ.
وتقول جاسمين: "هذا حقاً يمس شغاف قلبي، لأني كنت تائهة في هذا الوقت من حياتي. لم أكن سعيدة بوجودي في هذه الدنيا؛ وكانت حياتي مظلمة حقاً.
أما الآن تجيء فتيات في السن نفسها، لتسألني: كيف نجوتِ من هذا كله؟".
فاللياقة البدنية يمكن أن تنقذنا من الموت
"ما كان يمكن لأعيش لولا اللياقة البدنية"، هكذا يقول آدم فوستر، الجندي البريطاني السابق.
فبعد إصابته في انفجار عبوة ناسفة بأفغانستان عام 2009، أصيب بألم مزمن في الظهر والرقبة.
كان الألم محتملاً، لكن الصداع النصفي مدة 12 يوماً لم يكن كذلك.
لم يستطع الأطباء مساعدته، شخَّصوه بأمور مختلفة، مثل: اضطراب ما بعد الصدمة، أو متلازمة الألم الموضعي المعقد، أو يقولون إنّ الألم بسبب أنسجة الندوب.
حتى إنه أنفق يائساً 1000 جنيه إسترليني على دورات التحكم في الألم، لكنها كانت مخيبة للآمال.
اتجه آدم بعدها للياقة البدنية ليستطيع مواصلة حياته، وقال إنه لولاها "لكنت قتلت نفسي بلا شك".
يقول آدم فوستر، الذي يعمل مدرباً شخصياً الآن، إنّ أغلبية عملائه لديهم متلازمات ألم مزمن مثل الألم العضلي التليفي.
ويتابع: "حين يتألم جسدك مدة طويلة جداً، تصبح عرضة للألم والاكتئاب. وتمرينات اللياقة البدنية سمحت لي بالشعور مجدداً بأني إنسان".
يبدأ فوستر ببطء مع عملائه المصابين بالألم العضلي التليفي، ويفسر: "نقوم مثلاً بتمارين خفيفة حتى نعتاد عودة المفاصل لعملها، ثم نستخدم الأوزان للانثناء".
وامرأة مبتورة اليدين والقدمين تمارس الرياضة! "يجب أن نكون مبدعين"
روب هو المدرب الوحيد من ذوي الاحتياجات الخاصة في سلسلة صالات Pure Gym الوطنية بالمملكة المتحدة.
مؤخراً، كان لديه عميلة مبتورة اليدين والقدمين حتى الركبتين. ربما يجد مدربون آخرون صعوبة بالغة في تصميم نظام تدريب مناسب.
لكنَّ روب لم يكن منزعجاً.
صمم نظاماً تدريبياً مبنياً على التدريب على الأرض باستخدام عضلات الأرداف، وشرائط المقاومة في الجزء العلوي من جسدها.
ويقول: "أحياناً، وأنت مدرب شخصي، عليك أيضاً أن تكون مبدعاً".
إذا كان هناك شيء واحد يجمع هذه المجموعة من الرياضيين العظماء فهو أنهم جميعاً اضطروا إلى فتح مساحاتهم الخاصة في مجال بدا كأنّه يتجاهل احتياجاتهم.
ومن ثم، اقتربوا من تحقيق هدفهم: أن تكون الصالات الرياضية للجميع.
لكن الأمر قد يحتاج إلى أجيال
يسهل النظر إلى الجهود التي تجعل اللياقة البدنية أكثر شمولاً واعتقاد أنّنا نحقق هدفنا المنشود. لكن ستانلي تلفت أنظارنا إلى أنّ تغيير القلوب والعقول "يستغرق أجيالاً".
نحن فقط في بداية جعل عالَم اللياقة البدنية أكثر شمولاً، من سيتحمل الخطوات الصعبة بعد أن ننتهي نحن من التحمية؟ الأجيال الأصغر بالطبع، حسبما تقول.
وتضيف ستانلي: "الأطفال الآن أكثر وعياً مني بشأن حقيقة أنه ينبغي أن تكون الصالات الرياضية للجميع".
فبعد أن يأتي إليها الأطفال المليئون بالفضول والتفكير، لتلتقط لهم صورة بعد فعاليات اليوغا التي تقيمها، تسمح ستانلي لنفسها بلحظة من التفاؤل الطموح.
وتتابع: "أفكر: تُرى كيف ستصبح حياة هؤلاء الأطفال حين يكونون في عمري؟ إلى أي مدى سيصل تطورهم؟".