عند الحديث عن السفر بين البلدان، عادة ما يرد سؤال على أذهاننا: ما قوة جواز السفر أو الدول المسموح دخولها به؟ لكن هل يخطر ببالك أن هناك دولة جوازات لديها أندر جواز سفر في العالم؛ إذ لا تتجاوز المئات على مستوى العالم، وخاصة إذا كانت دولة أوروبية؟
اقرأ أيضاً
أندر جواز سفر في العالم
أُصدر أول جواز للسفر في دولة فرسان مالطا في القرن الرابع عشر، حينما سافر دبلوماسيوها إلى دول أخرى باعتبارهم سفراءً معترفاً بهم. بعد الحرب العالمية الثانية.
تمت معالجة هذه الوثائق بخصائص جوازات السفر الدبلوماسية المستخدمة عالمياً، وفي يومنا الحالي لا يوجد سوى قرابة 500 جواز فقط منها، مما يجعله أندر جواز سفر في العالم.
جواز السفر الأحمر الداكن، المخصص لأعضاء مجلس السيادة وقادة البعثات الدبلوماسية يتميز بشعار وأحرف ذهبية تحمل اسم المنظمة باللغة الفرنسية "Ordre Souverain Militaire de Malte".
تتنوع صلاحيات جوازات السفر، حيث تُمنح جوازات القيادات الكبرى فترة صلاحية تصل إلى 10 سنوات، بينما تكون الأخرى صالحة لمدة 4 سنوات للاستخدام الدبلوماسي.
يتكون الجواز من 44 صفحة، ويحمل علامة مائية بالصليب المالطي.
يؤكد رئيسها دانييل دي بيتري تيستافيراتا، أن توزيع جوازات السفر يتم خلال فترة ولايتهم.
وفقاً للمسؤولين، يعترف ثلثا أعضاء دول معاهدة شنغن بجواز السفر الدبلوماسي، مما يبرز العلاقات الدبلوماسية الفعّالة التي تحتلها "فرسان مالطا"، كما تصدر الدولة أيضاً لوحات لترخيص السيارات، وتمتلك عملتها وطوابعها، إلى جانب جوازات السفر الخاصة بها.
يتم إصدار جوازات السفر الدبلوماسية لمنظمة فرسان مالطا العسكرية المستقلة فقط لأعضاء المجلس السيادي "حكومة النظام"، بالإضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي التابع للنظام، ولا يُسمح لغيرهم باستخراجه.
اقرأ أيضاً
كيف يسافر مواطنوها عبر العالم؟
تضم فرسان مالطا أزيد من 13 ألف مواطن، كما توظف حوالي 80 ألف شخص من 120 دولة حول العالم، ليبدأ التساؤل حول كيف يسافر سكانها دون جواز سفر خاص بدولتهم.
بالنسبة للأشخاص الذين لا ينتمون إلى مجلس السيادة أو السلك الدبلوماسي التابع للنظام، يمكنهم استخراج جواز السفر الإيطالي، فرغم أنها تعتبر دولة ذات سيادة، فإنها ليست دولة ذات حدود جغرافية محددة، ما يسمح لسكانها بالحصول على جواز السفر الإيطالي بسبب وقوعها داخل إيطاليا.
تاريخ دولة فرسان مالطا
أصدر البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، سنة 2022 مرسوماً يقضي بحل قيادة "دولة فرسان مالطا"، الذي يعتبر تنظيماً دينياً سرياً قديماً، نشأ على أرض عربية منذ ألف عام، بهدف يُزعم أنه استند إلى القضاء على الإسلام.
"دولة فرسان مالطا"، التي تُعرف بتاريخها الطويل والدامي، والتي اشتهرت بمذابحها ضد المسلمين خلال الحروب الصليبية، تمتلك صفة دولة رغم عدم وجود أرض تابعة لها. قرار البابا يُلقي الضوء على هذا التنظيم الذي يتمتع بمكانة غربية في القانون الدولي، والذي ادعى البعض أنه يدير شؤون العالم.
يُعد "نظام السيادة العسكري لفرسان مستشفى القديس يوحنا الأورشليمي في رودس ومالطا"، كما يُعرف رسمياً، كياناً يتمتع بتاريخ يعود لنحو ألف عام، حيث تأسس في القدس لتقديم المساعدة الطبية للحجاج في الأرض المقدسة. فيما بعد، تحوّلت إلى مجموعة قتالية اشتهرت بعنفها، لتعود بعد ذلك للعمل الخيري.
تنمو علاقات "فرسان مالطا" كدولة مع العديد من الدول، وهي عضو مراقب في الأمم المتحدة، رغم عدم وجود أرض لها. يدير أعضاؤها مخيمات للاجئين، ومراكز لعلاج تعاطي المخدرات، وبرامج للإغاثة في حالات الكوارث على مستوى العالم.
على الرغم من التركيز الحالي على الأعمال الخيرية، فإن هناك اعتقادات تروّج لفكرة أن "فرسان مالطا" تشكل حكومة خفية تمتلك تأثيراً على مستوى العالم. ورُبِطَت بتقارير غربية موثوقة بشركات تجنيد المرتزقة الأمريكية، خاصة شركة "بلاك ووتر"، التي اتُّهِمَت بارتكاب فظائع خلال الاحتلال الأمريكي للعراق.