يجمع حرم الكرملين مجموعة من القصور التاريخية الفاخرة، التي كانت مقراً لإقامة القياصرة الروس، ومن ثم لقادة الاتحاد السوفيتي، إلى أن تحولت إلى متاحف.
والكرملين بالروسية هو "الحصن المنيع"، ويقع في قلب العاصمة موسكو على تلة "بوروفيتسكي"، ويطل على نهر موسكفا من الجنوب وكاتدرائية القديس باسيل والميدان الأحمر من الشرق، وهو محاط بجدار ضخم طوله نحو ميلين ونصف وارتفاعه نحو 25 متراً.
بني الكرملين أواخر القرن الـ 15 بأمر من القيصر الروسي إيفان الثالث والذي حكم الإمبراطورية السوفيتية إذ يعيش منذ 500 عام، ولكن ما أهم معالمه؟
1- حرم الكرملين
يعتبر كرملين موسكو أشهر كرملين في روسيا بأكملها وتُظهر صور الكرملين مبنىً مسوراً بجدرانٍ حمراء كجدران القلاع تضم كاتدرائياتٍ، وقصوراً، ومبانٍ حكوميةً، وبعض آثار الماضي المهيبة المذهلة.
ولا يزال، كما كان لقرونٍ، مركز الحكومة في روسيا لكنه يُعد كذلك القلب التاريخي لموسكو، وأحد أهم وأكثر معالم المدينة زيارةً.
2- الأبراج وقصر الكرملين الكبير
كان قصر الكرملين الكبير، مقر الإقامة الرسمي لقياصرة موسكو وجاء القصر الذي بُني في أواسط القرن التاسع عشر ليحل محل قصرٍ كان مقاماً في نفس الموقع. وقد أتاح بناؤه ضم قصورٍ كانت موجودةً بالفعل، وهي: قصر الفاسيتس، وقصر تيريم، والقاعة القيصرية الذهبية. والآن يُستخدم لعقد المراسم والاستقبالات الدولية الهامة.
ويُطل أحدث مباني قصر الكرملين الكبير على نهر موسكو، وهو مكونٌ من ثلاثة طوابق، لكن الطابق الأخير بارتفاع طابقين.
ويتكون مدخل القصر من قاعة الاستقبال، بالإضافة إلى القاعات الشخصية للقياصرة السابقين، كنماذج للدراسة، وغرفة رسمٍ، وغرفة طعامٍ.
ومن بعيد تستطيع رؤية أبراج وجدران كرملين موسكو وهو الأبرز من بين أبراج الكرملين الـ 20
3- برج سباسكايا
بُني البرج عام 1491 على يد معماريٍ إيطاليٍ، وتُعد بوابته مدخل الكرملين الأساسي من ناحية الساحة الحمراء -وقد كانت من قبل تُستخدم في المراسم الرسمية.
وتختلف المصادر في التوقيت الذي ظهرت فيه ساعة الكرملين على برج سباسكايا لأول مرةٍ، وقد استُبدلت أكثر من مرةٍ على مر القرون. أما الساعة التي تراها على البرج اليوم فقد ثُبتت عليه في أواسط القرن التاسع عشر، فيما النجمة التي تعتلي برج سباسكايا فهي أحدث ما أُضيف إليه ووضعها السوفييت في القرن العشرين.
4- كاتدرائية الدورميتيون
تعد كاتدرائية الدورميتيون، والتي تُترجم أحياناً إلى كاتدرائية الافتراض، إحدى أكثر القطع المعمارية سحراً في ساحة الكاتدرائيات بالكرملين. بدأ العمل بها في وقتٍ متأخرٍ من القرن الخامس عشر، ومنذ ذلك الوقت وهي تعتبر الكنيسة الأهم في روسيا. شهدت الكاتدرائية تنصيب القياصرة والزيجات الملكية، ولطالما كانت قلب العاصمة موسكو.
الكاتدرائية من الداخل مزينةٌ باللوحات الجدارية البديعة، وبعض أغلى أيقونات روسيا التي صُنعت خصيصاً للكاتدرائية. وكانت تُعرض فيها أيقونة عذراء فلاديمير التي رُسمت في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر، وإن كانت الآن محفوظةً في معرض تريتيكوف.
يُعرض هنا كذلك عرش مونوماخوس، مفوض إيفان الرهيب في القرن السادس عشر.
5- كاتدرائية البشارة
كانت كاتدرائية البشارة تشهد قداسات العائلات الروسية الأورثوذوكسية المالكة. وقد كانت في الماضي متصلةً بالقاعة القيصرية الشخصية
أمر إيفان بإعادة بناء الكاتدرائية لتحل محل الكنيسة السابقة التي كانت تحتل نفس الموقع. وبعد زواجه من زوجته الرابعة ومنعه من حضور القداس وفقاً لقواعد الأرثوذوكسية الروسية، كان يقف في الشرفة التي أُعيد بناؤها هي الأخرى لاحقاً مع الكنيسة.
وتُزين أيقوناتٌ لبعض أبرز فناني روسيا مدخل الكنيسة من بينهم أندريه روبليوف، ثيوفانيس اليوناني، وبروخور غوروديتس.
6- كاتدرائية رئيس الملائكة
تعرض كاتدرائية الملاك الرئيس بعض عناصر العمارة الإيطالية، مثل الأشكال التي تُشبه الصدف المنقوشة ضمن الرواق أسفل سقف المبنى مباشرةً. أما الكنيسة من داخلها فهي معرضٌ كبيرٌ للتاريخ الروسي
وتكتظ بقبور الأمراء الروس المتوفين ومن بينهم ابن إيفان، الذي كان اسمه إيفان كذلك. ومن المشهور أن إيفان الأب قتل ابنه خلال مشادةٍ بينهما. وقد صُوّر مشهد صدمة إيفان جراء قتله ابنه في لوحةٍ مشهورة للفنان إيليا ريبين.
7- برج جرس إيفان العظيم
لـ600 عامٍ وقف برج جرس إيفان العظيم بعدما أمر القيصر الروسي بوريس غودونوف برفعه ليكون أطول مبنىً في موسكو. وحتى القرن التاسع عشر لم يُسمح لأي مبنىً في موسكو كلها أن يرتفع أعلى من برج جرس إيفان العظيم.
كان البرج يُستخدم كبرج ساعةٍ وبرج جرسٍ يتدلى من البرج واحدٌ وعشرون جرساً، وكان يحتاج لنحو أربعٍ وعشرين عاملاً على الأقل لقرع أجراسه.
كان برج إيفان العظيم أحد الأبنية التي استهدف نابليون هدمها، لكن محاولاته باءت بالفشل، ما جعله رمزاً للنجاة والتحدي بين الروسيين، وبالقرب منه يقع كلٌ من المدفع القيصري، والجرس القيصري.
8- الجرس القيصري
سُبك معدن هذا الجرس في منجمٍ أرضيٍ في أوائل القرن الثامن عشر، وغُمر بالماء حين كان العمال يحاولون إطفاء حريقٍ شب بجواره. تسبب ذلك في تصدعه ما جعله عديم الفائدة إذ أن الشظية التي انفصلت عن الجرس وحدها تزن أكثر من 11 طناً، ولا يزال الجرس يُعرض خارج برج إيفان العظيم.
9- كاتدرائية المخلص الأعلى وقصر تيريم
تُعتبر كاتدرائية المخلص الأعلى وقصر تيريم جزأين تابعين لمحل إقامة الرئيس الروسي؛ وعليه فإنهما غير مفتوحين لزيارة العامة. وكانا سابقاً يستخدمهما أفراد العائلة القيصرية – الملكة زوجة القيصر، وبناته الأميرات.
10- مبنى البرلمان
بني مبنى البرلمان في أواخر القرن الثامن عشر، وتنتمي عمارته لمدرسة الكلاسيكية الجديدة، وكان يُستخدم خلال القرن الماضي مقراً للحكومة، وهو الآن مقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد أُعيد التصميم الداخلي ليُلائم ذلك، أما التصميم الخارجي فقد أبقى على واجهته الأصلية.
11- المدفع القيصري
صُنع المدفع القيصري في آخر القرن السادس عشر، وهو في الواقع قطعة زينةٍ فخمة، غرضها إثارة الإعجاب. وقذائف المدفع المصاحبة له أكبر من أن تتسع لها سبطانة المدفع.
زُين بزخارف ونقوشٍ حولت تلك الآلة العسكرية إلى تحفةٍ فنيةٍ وقد شهدت السنوات الماضية الكثير من الصور للرئيسين الروسي والأمريكي يتصافحان أمام المدفع القيصري.
يذكر أيضاً أن المدفع يعمل بالفعل وأطلق النار على الأقل مرةً واحدةً، بقذائف تناسب سبطانته.
12- قصر الأوجه
كان القصر سابقاً يستخدم قاعةً لعقد المأدبات ولاستقبال القياصرة وأهم ضيوفهم، بنى القصر معماريون إيطاليون، وهو الآن متصلٌ بقصر الكرملين الكبير.
13- كنيسة الرسل الاثني عشر، وقصر البطريرك
تُعد كنيسة الرسل الاثني عشر، وقصر البطريرك بعض أحدث مباني ساحة الكاتدرائيات؛ إذ بنيا بعد القرن السابع عشر. وفيها كان البطريرك يلتقي بزائريه من كبار الشخصيات، ومعتزل البطريرك الخاص.