من الطبيعي جداً أن تتمحور معظم النشاطات الترفيهية في المالديف حول الماء والمحيط فمن السباحة إلى التجول بالقارب يتعرف الزائر على بيئة طبيعية بحرية ما زالت محافظة على سحرها كبيئة برية خارج نطاق سيطرة وتأثير البشر، وإذا كنتم من متابعين هذه المدونة ستعلمون أن رياضتي المائية المفضلة هي الغطس تحت الماء والمالديف من أجمل مواقع العالم للغطس، ولا يوجد أفضل من رياضة الغطس تحت الماء للتعرف على التنوع البيئي البحري الكامن في مياه المالديف.
صراحة كنت أتمنى رؤية كائن عظيم من أجمال مخلوقات البحر وهو القرش الحوت "Whale Shark"، وهي أسماك قرش كبيرة الحجم يصل طول بعضها إلى عشرة أمتار أو أكثر وهي غير مؤذية تماماً، فهي تعيش على امتصاص العوالق من الماء، ولكن للأسف كنت في المالديف في غير موسم وصولها، لكن البحر هناك يزخر بأشكال مختلفة وكميات كبيرة من مجموعات الأسماك، ولا ترى هذه الكميات عندنا في العقبة، من أسماك قوس قزح الملونة إلى أسماك قرش الحيد المرجاني، بيئة طبيعية متكاملة، عليك رؤيتها شخصياً من خلال السباحة فوقها "snorkeling" أو الغطس مباشرة.
في معظم فنادق المالديف، ستجد مركزاً للنشاطات المائية، الذي يشمل الغطس تحت الماء، والجميل في الموضوع أنه لا يجب عليك أن تكون غطاساً محترفاً، فهناك ما يعرف بتجربة الغطس أو غطسة ابتدائية لمن لم يجرب سابقاً، يقوم المدرب بتعليمك المهارات الأساسية في بركة السباحة أو الشاطئ؛ لتذهب بعدها في رحلة فريدة تتعرف من خلالها على المخلوقات البحرية في بيئتها الطبيعية، ولأنك وخلال الغطس تأخذ جرعة مضاعفة من الأكسجين ستخرج سعيداً بكل الأحوال؛ لذا أنصحكم بشدة عند زيارتكم للمالديف أن تجربوا رياضة الغطس تحت الماء.
أخيراً معظم مواقع الغطس المشهورة في المالديف تصلها من خلال رحلة في القارب السريع، وقد تكون رحلة القارب صعبة قليلاً لمن يعاني من دوار البحر؛ لذا إذا كنتم من هذه الفئة فلا تنسوا إحضار بعض من أدوية الدوار التي تخفف من تأثير اهتزازات القارب لضمان الاستمتاع بالرحلة.
ولا ننسَ أن نحافظ على تلك البيئة من خلال عدم اللمس أو رمي المخلفات، التي تؤثر على حياة تلك المخلوقات الساحرة لتبقى لمن يأتي بعدنا وللأجيال القادمة أيضاً، فلنكن من المسافرين الأذكياء الذين يستمتعون بالطبيعة بأقل تأثير ممكن على تلك البيئة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.