يعاني البعض من حساسية معينة تجاه بعض أنواع الطعام، وتكون المشكلة أكبر إذا كانوا مضطرين للسفر على متن طائرة تقدم لهم تلك الأنواع من الأطعمة التي يحملون لها كراهية كبيرة.
بالنسبة لصوفي ويلسون، فإنَّ استنشاق رائحة حبيبات الفول السوداني يمكن أن يتسبب في إصابتها بحساسيةٍ قاتلة كرد فعلٍ تحسّسي تجاه الفول السوداني؛ ولذلك عندما سافرت الفتاة التي تبلغ من العمر 26 عاماً إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على متن طائرة شركة لوفتهانزا الألمانية في أكتوبر/تشرين الأول 2015، ورغم أنَّها نبّهت طاقم الطائرة إلى حساسيتها مسبقاً، لم تعتقد أنَّ حياتها قد تتعرض للخطر.
وقالت صوفي: "أبلغتهم قبل سفري بشهر، وقالت شركة الطيران إنَّ طاقم الطائرة سيساعدني عندما أصعد إلى متنها. وبمجرد صعودي إلى الطائرة، سألتُ مضيفاً جوياً عن إمكانية إذاعة إعلانٍ بخصوص الأمر، وكانت إجابته: "لا يمكننا أن نطلب من 399 راكباً آخر ألا يأكلوا المكسرات بسببكِ".
وأضافت قائلةً: "بعد مرور 30 دقيقة، أعطاني قناعاً، وقال إنَّني إذا لم أرتديه فإنَّهم سيعودون بالطائرة إلى المطار. وقال إنَّ إدارة الشركة كانت مخطئة عندما قالت إنَّهم يمكنهم مساعدتي على متن الطائرة. شعرتُ حينها بالعجز التام"، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
وفي حين أنَّ تجربة صوفي نادرة الحدوث، يظل الطيران محفوفاً بالمخاطر بالنسبة للأشخاص المصابين بحساسيةٍ تجاه الطعام والحيوانات الأليفة. إذ يعاني حوالي مليوني شخص في المملكة المتحدة من حساسيةٍ طفيفة إلى حساسية خطيرة تجاه الطعام، ويعاني نحو 25 ألف شخص في إنكلترا من حساسية الفول السوداني.
ويُعَد تقنين سياسات شركات الطيران بشأن الحساسية أمراً مستحيلاً؛ نظراً لعدد محفزات الحساسية المحتملة التي يمكن أن تتواجد على متن الطائرة. ومن غير الواضح حالياً ما إذا كانت مسببات الحساسية، مثل شعر الكلاب وحبيبات الفول السوداني، التي تتم تصفيتها من خلال نظام الطائرة الهوائي، تكون موجودةً بما يكفي لتحفيز الحساسية على متن الطائرة. وبدأت هيئة الطيران المدني البريطانية في البحث للتأكد ما إذا كان ذلك يمثل خطراً على الركاب المصابين بالحساسية.
وقال ممثلٌ عن الهيئة: "نعتقد أنَّ نتائج البحث ستكون مفيدة لشركات الطيران للاسترشاد بها عند وضع السياسات بشأن حساسية الطعام. ويهدف أخصائيو طب الطيران لدينا إلى تحديد طبيعة الخطر، وما الإجراءات التي يمكن أن تُتخذ كنتيجةٍ لذلك. وسترحب صناعة الطيران بالإرشادات القائمة على الأدلة والبراهين، وذلك سيساعد على التأكد من استجابة شركات الطيران للأمر بطريقةٍ أكثر التزاماً".
وقال متحدثٌ باسم شركة لوفتهانزا: "طاقم الطائرة قام بما هو صائب ونصح صوفي بأنَّهم لا يمكنهم ضمان عدم تناول أي راكب للمكسرات على متن الطائرة؛ ولذلك عرضوا عليها إمكانية مغادرة الرحلة، وعرضوا عليها قناعاً لكنَّها رفضت ارتداءه".
وإليك نظرة سريعة على سياسة شركات الطيران بشأن الحساسية تجاه الطعام:
الخطوط الجوية القطرية
يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسيةٍ شديدة مِلء نموذج للمعلومات الطبية، وتقديم خطاب طبي خلال ما لا يقل عن 48 ساعة قبل السفر. ويُنصَح الركاب المصابين بالحساسية بإحضار طعامهم الخاص.
الخطوط الجوية البريطانية
لا تضمن الشركة رحلةً خالية من المكسرات. وتُقدَّم المكسرات على متن الطائرة، ولكن يمكن للشركة أن توقف بيعها وتذيع إعلاناً بذلك حسب الطلب.
طيران الإمارات
تُقدم شركة طيران الإمارات المكسرات في جميع رحلاتها ضمن مكونات الوجبة، أو بجانب المشروبات. ولا توجد إمكانية توفير وجبة خاصة، وتطلب الشركة من الركاب أن يحضروا طعامهم الخاص بصحبتهم في الرحلة.
شركة إيزي جيت البريطانية
يُباع الفول السوداني على متن الطائرة، لكن يمكن إيقاف بيعه إذا ما تم إبلاغ طاقم الطائرة مسبقاً. ويمكن إذاعة إعلان لمطالبة الركاب الآخرين بعدم تناول المكسرات، ولكن الشركة لا تضمن أنَّهم سيمتثلون للأمر.
لوفتهانزا
لا يُقدَّم الفول السوداني في رحلات الشركة بصفة عامة، ولكنَّها لا تضمن توفير بيئة خالية من مسببات الحساسية.
الخطوط الجوية الأميركية
لا يُقدَّم الفول السوداني على متن الرحلات، لكن تُقدَّم المكسرات الأخرى، ولا يمكن طلب منع هذه الخدمة. وربما يحضر الركاب الآخرين المكسرات معهم على متن الطائرة. ولا يوجد ضمان لتوفير رحلة خالية من المكسرات.
الخطوط الجوية الفرنسية
توفر الشركة وجباتٍ خالية من مسببات الحساسية في حالة الطلب، ولكن توافر هذه الوجبات يتوقف على وجهة الرحلة.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.