الهند للوهلة الأولى

في هذه اللحظات تحديداً بدأت أحس أنني فعلاً في الهند، لكن لم يكتمل الإحساس تماماً إلا عندما وصلنا إلى المترو، ورأينا لأول مرّة بأعيننا كيف يتكوّم الهنود بعضهم فوق بعض في مساحات صغيرة جداً لدرجة أن باب المترو عندما يغلق في الكثير من الأحيان يكون أحد الوجوه ملتصقاً بالزجاج يبتسم للمارة وكأنه عمله حتى الوصول للمحطّة التالية!

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/10 الساعة 00:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/10 الساعة 00:24 بتوقيت غرينتش

كنت أنتظر تلك اللحظة التي سيفتح بها باب الطائرة لتدخل رائحة الهند التي طالما سمعت عنها وتصفعني بشدة، الرائحة الصافعة كما وصفها أحد الكوميديين، وصلنا إلى دلهي وفتح الباب، انتظرت لحظة، لحظتين، ملأت صدري بالهواء، لا توجد رائحة! يبدو أن الجميع كانوا يضخّمون الموضوع أكثر من اللازم، دخلنا المطار وكان كباقي مطارات العالم المتحضّر، لا فرق، لا رائحة، فقط اختلاف لون البشرة واللكنة المضحكة نوعاً ما، عدا ذلك لم أشعر بالاختلاف.

أنهيت معاملاتي في المطار وانطلقت لأخرج منه في أسرع وقت، وصلت إلى الباب ووضعت قدمي خارجاً وفي تلك اللحظة صفعتني، كأنني أكلت كفاً من كفوف الوالدة أيّام الصغر، الله يرحم، وأخيراً الرائحة التي أخبروني عنها تلتهمني، أو كما سمَّيتها "رائحة الحياة في الهند"، هذه كانت أولى لحظاتي في هذا البلد السعيد.


كل الهنود يحدّقون بك بلا توقّف من لحظة خروجك من المطار إلى لحظة رجوعك إليه، لا وجود لمفهوم المساحة الخاصة، سيارات التوك توك الصغيرة تتّسع أكثر لما تتّسع له سياراتنا ذات المساحة الفارهة، العديد والعديد من المواقف التي تختلف عن كل ما رأيناه في حياتنا التي لأول وهلة قد تبدو مواقف نصفها بالسلبية، لكن الواقع هنا مختلف جداً.

ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد