بعض الحيل العلمية التي تجعلك تتعلم أي شيء بشكل سريع

كونك متعلماً سريعاً هذا في ذاته من شأنه أن يمنحك ميزة أكبر، يثبت العلم أن هناك طرقاً للتعلم والاحتفاظ بأي شيء تعلمته بشكل أسرع، ومن هذه الطرق

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/28 الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/27 الساعة 15:46 بتوقيت غرينتش
الحيل العلمية التي تجعلك تتعلم أي شيء بشكل سريع

سواء أكانت تقنية جديدة أم لغة أجنبية أم مهارة متقدمة، فإنك طوال حياتك المهنية أو التعليمية تحتاج إلى تعلم كثير من الأشياء الجديدة لتُطور من مهاراتك وقدراتك، قد ترى أن عليك تعلم الكثير من الأشياء، وقد تجد أن الوقت لا يسعفك في تعلم كل ما تريد، وأنك لن تتمكن من تحقيق أهدافك لأنك لا تملك من الوقت ما يجعلك تتعلم الأشياء الجديدة التي ترغب فيها والتي من شأنها أن تُطور مهاراتك وقدراتك.

قد يُحل الأمر السابق بالكامل إذا عرفت أن هناك بعض التقنيات التي تساعد على التعلم بشكل أسرع، مما يسمح لك بتعلم المزيد في وقت أقل، وكونك متعلماً سريعاً هذا في ذاته من شأنه أن يمنحك ميزة أكبر، يثبت العلم أن هناك طرقاً للتعلم والاحتفاظ بأي شيء تعلمته بشكل أسرع، ومن هذه الطرق

1- تعليم شخص آخر أو مجرد التظاهر بذلك

إذا كنت تتخيل أنك ستحتاج إلى تعليم شخص آخر المادة أو المهمة التي تحاول فهمها، فهذا يُمكنك من تسريع عملية التعلم وتذكر المزيد، وفقاً لدراسة أجريت في جامعة واشنطن في سانت لويس، فإن هذا التخيل يُغير من تفكيرك، ويجعلك تتمكن من الانخراط في مناهج أكثر فعالية للتعلم من أولئك الذين يتعلمون فقط لاجتياز اختبار.

يشير الباحثون المُشاركون في الدراسة إلى أنه عندما يستعد المعلمون للتدريس، فإنهم يميلون إلى البحث عن النقاط الرئيسية وتنظيم المعلومات في بنية متماسكة، وتشير نتائج الدراسة إلى أن الطلاب يلجأون أيضاً إلى هذه الأنواع من استراتيجيات التعلم الفعالة عندما يتوقعون أنهم سيقومون بالتدريس لشخص آخر.

2- تحديد فترات قصيرة من الوقت لعملية التعلم

يقترح الخبراء في مركز النجاح الأكاديمي بجامعة ولاية لويزيانا تخصيص ما يتراوح بين 30 إلى 50 دقيقة لتعلم مواد جديدة، فتحديد وقت أقل من 30 دقيقة لا يكفي لعملية التعلم، وتحديد وقت أكثر من 50 دقيقة فهذا يعني الحصول على الكثير من المعلومات يصعب على عقلك استيعابها في وقت واحد.

بمجرد الانتهاء من المدة المحددة يجب أخذ استراحة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق قبل البدء في جلسة أخرى، يشير الباحثون إلى أن دورات التعلم الموجزة والمتكررة أفضل بكثير من الدورات الطويلة، غير المتكررة.

3- تدوين الملاحظات باليد

خلال جلسات التعلم الجزئي هذه ينصح الباحثون بكتابة بعض الملاحظات باليد للمفاهيم الأكثر صعوبة التي تُعرض عليك للمرة الأولى وتحاول استيعابها.

بينما يكون تدوين الملاحظات على الكمبيوتر المحمول أسرع، فإن استخدام القلم والورقة سيساعدك على التعلم والفهم بشكل أفضل.

وجد الباحثون في جامعة برنستون وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أنه عندما يدون الطلاب ملاحظات باليد فإنهم يستمعون بشكل أكثر نشاطاً ويستطيعون تحديد المفاهيم المهمة، ومع ذلك يؤدي تدوين الملاحظات على جهاز كمبيوتر محمول إلى عدم التركيز بشكل كامل نظراً لوجود بعض المُلهيات مثل البريد الإلكتروني.

وقد وجد الباحثون أنه في ثلاث دراسات كان الطلاب الذين قاموا بتدوين ملاحظات على أجهزة الكمبيوتر المحمول أداؤهم أسوأ فيما يتعلق بالأسئلة المفاهيمية من الطلاب الذين كتبوا بأيديهم ملاحظات طويلة.

ويُرجع الباحثون هذا إلى أن مستخدمي أجهزة الكمبيوتر المحمول يقومون بنسخ المحاضرات حرفياً بدلاً من معالجة المعلومات وإعادة تشكيلها بكلماتهم الخاصة عكس من يقومون بالكتابة بأيديهم مما يضر بعملية التعلم.

4- التعلم بشكل مُتباعد

بينما يبدو الأمر غريباً بعض الشيء، لكن ثبت أنه يمكنك أن تتعلم بشكل أسرع عند ممارسة التعلم الموزع أو المتباعد.

يقول بنديكت كاري، مؤلف كتاب (كيف نتعلم الحقيقة المفاجئة حول متى وأين ولماذا يحدث ذلك)  لصحيفة نيويورك تايمز "التعلم مثل سقي العشب، يمكنك سقي العشب مرة واحدة في الأسبوع لمدة 90 دقيقة أو ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 30 دقيقة، لكن توزيع السقي عدة مرات خلال أسبوع على فترات متباعدة سوف يُبقي الخضرة في الحديقة مع مرور الوقت.

للاحتفاظ بالمواد، قال كاري إنه من الأفضل مراجعة المعلومات كل يومين بعد دراستها للمرة الأولى، فإحدى النظريات هي أن الدماغ يولي بالفعل اهتماماً أقل خلال فترات التعلم القصيرة، لذا فإن تكرار المعلومات على مدى فترة زمنية أطول، على سبيل المثال بعد بضعة أيام أو أسبوع، يرسل إشارة أقوى إلى المخ بأنه يحتاج إلى الاحتفاظ بهذه المعلومات.

5- خُذ فترات من القيلولة

يُعدّ التوقف لبعض الوقت والحصول على قسط من النوم، أمراً مهماً في عملية التعلم عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على ما تتعلمه، فالحصول على قسط من الراحة بين جلسات الدراسة يمكن أن يُعزز تذكرك بعد ستة أشهر، وفقاً للبحث الجديد المنشور في مجلة Psychological Science.

ففي تجربة عُقدت في فرنسا، تم تعليم المشاركين في دراسة الترجمة نحو 16 كلمة فرنسية خلال دورتين، مجموعة أخذت جلسة التعلم الأولى في الصباح والدورة الثانية في مساء اليوم نفسه، بينما المجموعة الثانية أخذت الجلسة الأولى في المساء، وناموا، ثم أكملوا الدورة الثانية في صباح اليوم التالي.

يذكر المشاركون الذين ناموا بين الجلسات حوالي 10 إلى 16 كلمة في المتوسط، بينما يتذكر أولئك الذين لم يناموا حوالي 7 كلمات فقط.

يقول عالم النفس ستيفاني مازا من جامعة ليون "تشير نتائجنا إلى أن تداخل النوم بين جلسات التمرين يؤدي إلى ميزة مضاعفة، مما يقلل من الوقت الذي يستغرقه إعادة التعلم ويضمن استبقاءً طويل الأمد للمعلومات".

أشارت الأبحاث السابقة إلى أن النوم بعد التعلم هو بالتأكيد استراتيجية جيدة، لكننا الآن نظهر أن النوم بين جلستين تعليميتين يحسن بشكل كبير من عملية التعلم وتذكر ما تم تعلمه.

6- استخدم ما تعلمته  

هذا الأمر يتعلق بالتكرار لإثارة كل ما تعلمته للتو في عقلك، كلما قمت بعمل شيء ما مرتبط بما تعلمته، أصبح الأمر أكثر سهولة وطبيعية.

العديد من الأشياء التي نتعلمها في الحياة هي أشياء يجب أن نستخدمها بشكل طبيعي في حياتنا اليومية، مثل دفع الفواتير الخاصة بك، لكن بعض المهارات ليست مفيدة عملياً بشكل واضح في حياتنا اليومية، مثل التفاوض، التسويق عبر البريد الإلكتروني، تحرير الصور، إلخ.

هذه المهارات تتطلب منك أن تخلق بنشاط فرصاً لممارستها، قد يُعدّ تعلم معظم المهارات أمراً سهلاً للغاية، وعادة لا يستغرق الأمر وقتاً أطول من برنامج تعليمي سريع على Youtube أو بحث Google، المشكلة الوحيدة هي أنك على الأرجح ستنسى ما تعلمته للتو إذا كنت لا تستخدمه بشكل متكرر بما فيه الكفاية.

التكرار والاستخدام يساعدان في نقل كل هذه المعرفة الجديدة إلى الذاكرة الطويلة الأجل، مما يسمح باستخدامها مستقبلاً دون عناء.

7- تعلم نفس الشيء بطرق مختلفة

كلما زادت الطرق التي تستخدمها لتتعلم، أصبح فهم ما تتعلمه أسهل، وبالتالي تتم عملية التعلم بشكل أسرع، على سبيل المثال إذا كنت تتعلم لغة جديدة، فيمكنك أن تتعلم من خلال الاستماع إلى الموسيقى، ومشاهدة التلفزيون، وقراءة الكتب، وتكوين الصداقات، كل هذه طرق مختلفة لتعلم واستخدام نفس المهارة.

يؤدي هذا إلى تسريع عملية التعلم بعشرة أضعاف مقارنة باستخدام طريقة واحدة فقط من التعلم، لأنك تجبر عقلك على التفاعل مع المعلومات أو المهارات الجديدة بعدة طرق مختلفة، إنها مثل التدريب في صالة الألعاب الرياضية، لا يمكنك ببساطة القيام بنفس التمرين للأبد، تحتاج دوماً إلى تغيير التمرين من وقت لآخر لتحقيق النتائج المرغوبة.

الأمر نفسه بالنسبة لعقلك، لا يمكنك أن تتعلم بنفس الطريقة إلى الأبد، تحتاج إلى تغيير هذه الطريقة من وقت لآخر.

8- مراجعة أخطائك

إنها حقيقة حياة يجب أن تتعلمها، أي أخطاء ارتكبتها في الماضي تعمل كمرجع دقيق لك لتحسين نفسك، ستساعدك مراجعة أخطائك حتى إذا قمت بهذا لفترة زمنية قصيرة، في فهم المواضع التي تخفق فيها مهاراتك وقدراتك.

بهذه الطريقة سوف تكتسب فهماً تاماً لكيفية تعاملك مع المشكلة من قبل، حيث ذهبت في الاتجاه الخطأ مما يجعلك تدرك المشكلة وتعرف كيفية التعامل معها بشكل أقوى.

9- ضع حدوداً زمنية

ليست المواعيد النهائية مخيفة فحسب، بل يمكنها دفع أي شخص إلى فعل أي شيء بشكل أسرع، وعندما يتعلق الأمر بالتعلم يكون إعطاء نفسك مهلاً زمنية دافعاً لتعلم أي شيء بشكل أسرع.

تحديد المواعيد النهائية لإتمام عملية التعلم يجعل العملية تبدو أقل استنزافاً ورتابةً ولكنها أكثر نشاطاً بفضل إفراز الأدرينالين، الذي يتسبب في إفرازه الحماس والرغبة في إتمام العملية في الوقت المحدد لها، مما يؤدي إلى زيادة التركيز والمزيد من التعلم.

تحميل المزيد