استقبل شباب حديثو التخرج في جامعة القاهرة وجامعات أخرى تصريحات الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، التي ذكر فيها أن الطلاب الذين يدرسون بجامعة القاهرة يجدون فرص عمل رائعة؛ لأنهم تعلموا بشكل صحيح، بسيل من الانتقاد والسخرية.
في استطلاع أجرته "عربي بوست" مع مجموعة من الشباب خريجي الجامعات، وصف الشباب رئيس جامعة القاهرة بأنه منفصل تماماً عن الواقع، وأن حديثه يشمل فقط مجموعة صغيرة من الشباب خريجي الجامعة لا تتعدى العشرات، وهم من لديهم من النفوذ والثروة والعلاقات ما يمكنهم من الحصول على وظائف برواتب خيالية دون تعب أو حتى تحقيق النجاح بنسب تفوق كبيرة.
ودعا عدد من الشباب إلى قيام خريجي جامعة القاهرة، الذين مازالوا بلا عمل أو يعملون في مهن لا تتناسب مع مؤهلاتهم، أو يحصلون على رواتب متدنية، بوقفة أمام مقر رئيس الجامعة يطالبونه بتحقيق ما صرّح به.
ويعاني كثير من الشباب المصري، خاصة بين الحاصلين على مؤهلات عليا، من الإحباط بسبب ارتفاع نسبة البطالة بينهم وتدني مستوى الأجور وقلة عدد فرص العمل المطروحة في السوق؛ ما يدفع العديد منهم إلى القبول بوظائف أو أعمال أقل من المستوى التعليمي له، أو العمل في مهن بعيدة تماماً عن مجالات تخصصه، ومنهم من يبحث بكل طاقته عن فرص للعمل في الخارج.
باعة جائلون
أحمد حمام، الطالب في السنة الرابعة بكلية الإعلام، قال إن تصريحات نصّار يهدف منها للظهور بشكل معين مرتبط بوظيفته باعتباره رئيساً لجامعة القاهرة، مشيراً إلى أن معظم خريجي الجامعات تحوّلوا إلى باعة جائلين يحملون العطور والإكسسوارات و"يذهبون بها إلى البيوت لبيعها أو يبيعونها في وسائل المواصلات".
أما محمود يونس، خريج كلية التجارة جامعة القاهرة منذ سنوات، الذي مازال دون عمل ثابت، ولم يستطع أن يجد عملاً مناسباً يتماشى مع مؤهله، فانتقد بشدة تصريحات نصار، وقال: "أعمل بشكل متقطع في مهن لا صلة لها بمؤهلي، وأتنقل بين مصانع مختلفة كعامل حتى أضمن قوت يومي، ولم أجد منذ تخرجي فرصة عمل مناسبة أستطيع بها تأمين مستقبلي أو الإقبال على خطة الزواج".
ويونس ليس وحده في هذا الوضع الصعب، بل هو حال كثيرين من خريجي جامعة القاهرة الذين يبلغون في العام – بحسب إحصاءات موقع الجامعة – أكثر من 250 ألف خريج.
بطالة الجامعيين
وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قد نشر في آخر إحصاء له في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن معدل البطالة لفئة الشباب في ما بين 15 و29 سنة من الحاصلين على المؤهـلات الجامعية وما فوقها من إجمالي قوة العمل بلغ 44.7%، بينما بلغ معدل البطالة لفئة الشباب الحاصلين على المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة 31.8%.
وكرد عملي على تصريحات نصار اقترح عدد من شباب الجامعات أن يذهب الخريجون إلى مكتب نصار ليطالبونه بالوظائف، حيث قالت نورهان أحمد، الطالبة بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان: "رواتب خريجي الجامعة ليست هي الخيالية وإنما نصار هو الخيالي والبعيد عن الواقع، وأفضل رد على تصريحاته أن يقوم خريجو الجامعات أو على الأقل خريجو جامعة القاهرة بكلياتها المتعددة بوقفة احتجاجية أمام مكتبه للمطالبة بما أعلن عنه وتوفير فرص العمل الخيالية كما وعد في حديثه بالمعرض".
حديث نصار
وكان نصار قال خلال لقائه المفتوح بمعرض الكتاب السبت الماضي: "هناك طلاب حصلوا على دكتوراه وماجستير من خارج جامعة القاهرة ومازالوا يبحثون عن فرصة عمل بـ300 جنيه في الشهر، أما الطلاب الذين يدرسون بجامعة القاهرة فيجدون فرص عمل رائعة؛ لأنهم تعلموا بشكل صحيح"، مضيفاً: "الطلاب اللي بيتعلموا في جامعة القاهرة بيلاقوا شغل قبل ما بيتخرجوا وبمرتب خيالي".
اللافت رئيس الجامعة لم يذكر شيئاً في كلمته عن التقييم العالمي لجامعة القاهرة أو الجامعات المصرية التي لا توجد منها جامعة واحدة بين أفضل 500 جامعة بالعالم.