أثار "ترند الماء" الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وخُصوصاً عبر منصة "تيك توك"، موجة من الغضب نظراً لترويجه لإهدار مياه الشرب في وقت يواجه فيه أهالي غزة معاناةً كبيرةً للحصول على قطرة ماء بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 10 أشهر، حيثُ يتعمد جيش الاحتلال بشكل كبير انتهاج "سياسة التعطيش" وما لها من انعكاسات من مفاقمة الوضع الإنساني والصحي بالقطاع.
وقد انتقد نشطاء عرب وصحفيون ومدونون من غزة هذا الترند الذي يقوم على هدر المياه بهذا الشكل في وقت يحتاج فيه سكان غزة إلى كل قطرة ماء، وسط صعوبة توفيرها للأطفال أو إدخالها إلى القطاع.
ويُعاني سكان قطاع غزة من أزمات إنسانية متعددة، من بينها نقص حادّ في المياه نتيجة قطع إسرائيل إمدادات الماء والوقود واستهدافها لمرافق المياه والآبار في عدة محافظات، وذلك ضمن حملتها التدميرية التي بدأت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 2023.
"ترند الماء" في الوقت الذي يموت فيه الغزيون من العطش
ظهرت مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي العربية والغربية ظاهرة ترفيهية جديدة تُسمى "تحدي الماء"، يقوم خلالها المشاركون بثقب زجاجات المياه ورشها على رؤوسهم أثناء الرقص بحركات دائرية، مع إضافة موسيقى معينة لزيادة جاذبية المشهد وذلك بهدف تقديم محتوى ممتع ومثير للمشاهدين.
وسرعان ما أثار هذا التحدي موجةً من الغضب والسخط بين أهالي غزة والداعمين للقضية الفلسطينية، حيث اعتبر الكثيرون أن مشاركة بعض الناشطين والمشاهير العرب في تطبيق هذا التحدي على مواقع التواصل الاجتماعي أمر مستفز، خاصة في ظل معاناة أطفال غزة الذين يحلمون بالحصول على قطرة ماء تروي عطشهم نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 2023.
داعموا القضيّة الفلسطينية يُشاركون الترند بطريقتهم الخاصّة
بعد انتشار هذا التحدي، ونشر الصحفي عبد الله العطار مقطعاً يظهر طفلة غزية تشارك في تحدي الماء بطريقتها الخاصة، قائلةً : "في الوقت الذي ينشغل فيه البعض بالترندات، نحن نكافح للحصول على الماء ونسير مسافات طويلة من أجل الحصول عليه".
كما شارك المدون والممثل الكوميدي الأردني أيمن عبلي أيضاً في تحدي الماء، لكن بطريقته الخاصة، حيث وجه رسالة انتقاد إلى كل من شارك في التحدي، وقال مُعاتباً: "هذا هو وقتنا للعب وصناعة الترندات، بينما لا نستطيع توفير المياه لأهلنا في غزة، وكأن الأمر فوق طاقتنا".
أزمة عطش حادة في غزة
ويعاني المواطنون في قطاع غزة من صعوبة بالغة في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة للحصول على بضع ليترات منها.
فقد تسببت الهجمات الإسرائيلية منذ بداية الحرب في تدمير 60 من أصل 86 بئر مياه في المدينة، ما خلق أزمة عطش حادة.
ويقوم النازحون في مناطق مختلفة في القطاع بتقنين استخدامهم لمياه الشرب خشية انقطاعها وعدم القدرة على الحصول على كميات جديدة كما أوضح ذلك المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، في تصريح لوكالة الأناضول.
وفي مارس/ آذار الماضي، قال بيان مشترك صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وسلطة المياه الفلسطينية، إن إجمالي المياه المتوفرة آنذاك في قطاع غزة يقدر بحوالي 10-20 بالمئة من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، حيث تخضع تلك الكمية لتوفر الوقود.