تحول مسلسل البراني الذي يبث على قناة الشروق الجزائرية في شهر رمضان إلى مادة دسمة لدى الرأي العام الجزائري، جراء المشاهد المثيرة للجدل التي بثت منذ انطلاق السلسلة، يوم الإثنين 11 مارس/آذار 2024.
وتضمن مسلسل البراني، الذي يخرجه يحيى مزاحم، مشاهد عديدة أثارت الرأي العام في الجزائر آخرها تمثل في الحديث عن عالم الاجتماع ابن خلدون بسخرية من قبل الممثلة عايدة عبابسة.
وقالت الممثلة في المشهد "الكوميدي" وهي ترد على الممثلة يامنة بمقولة لعالم الاجتماع ابن خلدون، "لو كان راجل ما يسميش روحو على باباه"، (لو كان رجلاً لما سمي باسم والده).
مسلسل البراني والمخدرات
رغم تحقيقه لملايين المشاهدات في حلقاته الأولى، فإن مسلسل البراني الذي يشارك ممثلين مثل مصطفى لعريبي، وخالد بن عيسى، ومينة لشطر، وعايدة عبابسة، صدم الجزائريين بمشاهد ولقطات جريئة غير معتادة في التلفزيون الجزائري.
وتطرق مسلسل البراني إلى رواية عائلية من خلال ثلاثة إخوة والعلاقة بينهم واهتماماتهم، وهو يدور في إطار درامي اجتماعي.
ويركز مسلسل البراني المثير للجدل على عالم المافيا، والثروة، والمخدرات، والسلاح، والعنف، والمطاردات البوليسية، والسرقة، وهو الشيء الذي أثار حفيظة الجزائريين، لا سيما رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب البعض منهم بإلغاء بث المسلسل.
ورأى نشطاء في "فيسبوك" أن الإنتاج التلفزيوني الخاص بشهر رمضان لخصه مسلسل البراني الذي لا يستحق المتابعة، نظراً لطريقة معالجة ظاهرة المخدرات، إضافة إلى مشاهد أخرى بعيدة كل البعد عن الواقع الجزائري.
مسلسل البراني يحول قناة الشروق للمساءلة
وجهت وزارة الاتصال الجزائرية، يوم الخميس 14 مارس/آذار، استدعاءً للمدير العام لقناة الشروق من أجل تقديم توضيحات بخصوص بعض اللقطات في مسلسل البراني.
وأوضحت الوزارة في بيان سابق أنه "تبعاً لتنصيب وزير الاتصال الدكتور محمد لعقاب، بتاريخ 20 فبراير/شباط 2024، للجنة يقظة لمتابعة البرامج الرمضانية عبر القنوات التلفزيونية خلال الشهر الفضيل، وتبعاً لتذكير السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري بضرورة احترام القنوات التلفزيونية لخصوصية وقدسية الشهر الفضيل، سجلت لجنة يقظة متابعة البرامج بعض الملاحظات بخصوص بعض اللقطات في مسلسل البراني".
وحسب معلومات استقاها "عربي بوست" من مصادر خاصة فإن توصيات لجنة اليقظة لمتابعة البرامج الرمضانية عبر القنوات التلفزيونية خلال شهر رمضان، ارتكزت على ضرورة عدم تقديم تفاصيل أكثر حول المخدرات مثل "الهيروين"، مع تسليط الضوء على الظاهرة التي تهدم المجتمع الجزائري المحافظ.
ودعت اللجنة إلى توجيه الجهود من أجل إنجاز مسلسلات لها علاقة بالتاريخ الجزائري، عوض التركيز فقط على ظاهرة المخدرات والخمر وظواهر أخرى لا تتماشى مع عادات وثقافة المشاهد الجزائري المغايرة تماماً للمشاهد الأجنبي، لا سيما في رمضان.
خلل في التعاطي الإعلامي مع ظاهرة المخدرات
في لقاء مع مديري القنوات التلفزيونية، يوم الأحد 17 مارس/آذار 2024، أشار وزير الاتصال الجزائري، محمد لعقاب، إلى أن لجنة اليقظة ومتابعة البرامج التلفزيونية خلال شهر رمضان، سجلت خلال الأسبوع الأول جملة من الملاحظات.
وذكر لعقاب أنه تم تسجيل تضمين بعض البرامج لبعض اللقطات الصامتة التي لا تضيف شيئاً للسيناريو، وهي مخالفة تماماً لخصوصية الشهر الفضيل ولعادات وتقاليد الجزائريين، مع التركيز اللافت على بعض القضايا الاجتماعية.
وأضاف المتحدث أن هناك غياباً للإبداع الفني وكيفية تقديم الموضوع للمتفرج وتصوير بعض اللقطات ضمن بعض المسلسلات وكأنها ترويج وتشجيع للسلوك المنحرف، مثل مواضيع المخدرات، والخمر، والخديعة وغيرها، ووجود خلل في التعاطي الإعلامي مع هذه القضايا وطريقة تناولها ومعالجتها.
وطالب المسؤول القنوات التلفزيونية بتحمل مسؤوليتها كاملة في نقل ما يبث عبر شاشاتها، وأن تراقب كل الأعمال الموجهة للمشاهد الجزائري قبل بثها مهما كانت طبيعتها.
يأتي ذلك بعد انتقاد عديد من الجزائريين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومنذ الأيام الأولى من شهر رمضان، بعض المسلسلات والبرامج، الأمر الذي وجب على المخرجين والمنتجين تداركه وأخذه بعين الاعتبار، يضيف لعقاب.
وزارة الاتصال تنبه المنتجين
وقبل 3 أيام أصدرت وزارة الاتصال الجزائرية تنبيها حاداً للمنتجين ووكالات الإنتاج السمعي البصري، الحاصلين على رُخص التصوير من مصالح الوزارة، بعد تسجيل عديد من الملاحظات من قبل لجنة اليقظة لمتابعة البرامج الرمضانية عبر القنوات التلفزيونية خلال شهر رمضان.
وذكرت الوزارة المنتجين ووكالات الإنتاج السمعي البصري الحاصلين على رُخص التصوير من مصالح الوزارة، بضرورة الالتزام بمحتوى رخصة التصوير الممنوحة، والتقيد بالتعهد الموقّع عليه بعد تسلم الرخصة.
وأبلغت مصالح الوزير محمد لعقاب بأنها لن تتوانى في اتخاذ الإجراءات اللازمة لسحب رُخص التصوير، أو إدراجهم ضمن المنتجين ووكالات الإنتاج الممنوعين من الحصول على رخص التصوير مستقبلاً.