في تطور جديد بشأن قضية إطلاق النار العرضي، الذي وقع على موقع تصوير فيلم راست عام 2021، دانت محكمة أمريكية، يوم الأربعاء 6 مارس /آذار 2024، هانا غوتيريز ريد، المسؤولة عن الأسلحة بالموقع، بتهمة القتل غير العمد. الحادث الذي شهد مقتل المصورة هالينا هاتشينز (42 عاماً) وإصابة المخرج جويل سوزا، أثار تساؤلات حول معايير الأمان في صناعة السينما.
وفقاً للادعاء العام، تعرضت غوتيريز ريد لاتهامات بالإهمال المتكرر، وتواجه الآن عقوبة بالسجن تصل إلى 18 شهراً، على أن يصدر الحكم في الشهر المقبل.
الحادثة التي وقعت في 21 أكتوبر/تشرين الأول سنة 2021، داخل مزرعة في نيومكسيكو، كانت نتيجة استخدام الممثل أليك بالدوين سلاحاً تبين أنه يحتوي على ذخيرة حية. تناولت جلسات المحاكمة اللغز المحيط بكيفية وصول الذخيرة الحية إلى موقع التصوير، في تحدٍّ صارخ للوائح السلامة المعتمدة في الصناعة.
تشير الأدلة، بما في ذلك الصور التي عُرضت أمام هيئة المحلفين، إلى استخدام بالدوين للأسلحة بطريقة متهورة، مما ضاعف من المخاطر بسبب غياب تدخلات فعّالة من المسؤولة عن الأسلحة.
بالإضافة إلى ذلك أكدت المدعية العامة كاري موريسي على خطورة الإخفاقات المتتالية في مجال السلامة، والتي لم تؤدِّ فقط إلى فقدان حياة هالينا هاتشينز، بل كادت أيضاً تنهي حياة آخرين. هذه القضية تسلط الضوء مجدداً على الحاجة الماسة لتعزيز إجراءات الأمان والمراقبة على مواقع التصوير لضمان سلامة جميع المشاركين.
إهمال مسؤولة الأسلحة في موقع تصوير فيلم راست يُفاقم تداعيات المأساة
في قضية الحادث القاتل على موقع تصوير فيلم راست، ألقت الادعاء العام الضوء على ما وصفته بإهمال هانا غوتيريز ريد، المسؤولة عن الأسلحة، والذي ساهم في وقوع المأساة. في صباح يوم الحادث، كانت غوتيريز ريد غائبة خلال التحضيرات للمشهد، تاركةً الأسلحة، التي تُقدر يصل عددها إلى 20 سلاحاً دون أي إشراف.
موريسي، المدعية العامة، انتقدت ترك غوتيريز ريد السلاح في "الكنيسة" حيث وقعت الواقعة، مخالفةً بذلك المعايير الصارمة المتعلقة بمسؤولي الأسلحة في مواقع التصوير. وأضافت أن شهادات عدة من الحاضرين تفيد بأن غوتيريز ريد كانت تترك الأسلحة من دون مراقبة بشكل دائم. كما وجهت لها تهماً بجلب ذخيرة حية إلى الموقع، وفشلها في التحقق من سلامة الذخيرة قبل استخدامها، ما جعل كل استخدام للسلاح يشبه "لعبة الروليت الروسية".
النيابة كذلك وجّهت اتهامات لغوتيريز ريد بأنها أخفت كمية من الكوكايين تعاطتها خارج أوقات العمل بعد الحادث، لكن المحلفين وجدوها غير مذنبة في هذا الجانب.
جيسون بولز، أحد محامي غوتيريز ريد، دافع عن موكلته معتبراً إياها كبش فداء لفريق الإنتاج، الذي غض الطرف عن معايير السلامة لأسباب تتعلق بالتكاليف. وأكد أن موكلته لم يكن لديها أي وسيلة لمعرفة أن ذخيرة حية قد أُدخلت إلى الموقع، محملاً المسؤولية الكاملة لفريق الإنتاج.
المنتجون سارعوا إلى الإبلاغ عنها بعد الحادث، ما يعكس، وفقاً لبولز، رغبتهم في مواصلة العمل وإنهاء الفيلم لأهداف تجارية. النجم أليك بالدوين، المتهم بالقتل غير العمد، ينتظر محاكمته التي من المقرر أن تبدأ في يوليو.
على الرغم من استئناف التصوير في مارس 2023، بولاية مونتانا وتولي ماثيو هاتشينز، أرمل الضحية، مهام المنتج التنفيذي، لا تزال تداعيات الحادث تلقي بظلالها على الصناعة، مؤكدة على أهمية معايير السلامة في مواقع التصوير.