عندما نتحدث عن جوائز الأوسكار، يتبادر إلى أذهاننا عرضٌ للتميّز والإبداع في عالم الفن السابع. تتلألأ أضواء هوليوود كل عام لتستقبل الحدث السينمائي الأبرز، جوائز الأوسكار، الذي يكتسي هذا العام بلمسات سحرية جديدة ولوائح مبتكرة لا تعد ولا تحصى.
من خلال لوائح جوائز الأوسكار 2024، تظهر أن هناك تنافسية رائعة؛ حيث تتنوع الترشيحات بين الأفلام السينمائية التي أبهرت الجماهير والنقاد على حد سواء. تعكس هذه اللوائح التحولات الجذرية في عالم السينما، وتبرز الأعمال الفنية التي تخطت حدود التوقعات.
من خلال النظرة الثاقبة إلى لوائح الأوسكار لهذا العام، يظهر لنا السينمائيون الرائعون والأفلام الملهمة التي أدهشت الجماهير بتنوعها وقوة روحها الفنية.
تضم لائحة سنة 2024 فيلمين عربيين مختلفين؛ الأول من فلسطين والآخر مغربي.
الفيلم المغربي كذب أبيض وجوائز الأوسكار
تأهل فيلم "كذب أبيض" المغربي، الذي أخرجته أسماء المدير، إلى المرحلة الثانية من التصويت في سباق جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. الفيلم الذي فاز مؤخراً بالنجمة الذهبية في مهرجان مراكش الدولي للفيلم في دورته العشرين، حقق إنجازاً استثنائياً للسينما المغربية. سيتنافس الآن مع 14 فيلماً أجنبياً آخر في المرحلة الثانية من التصويت، بعد أن تأهل من بين 88 فيلماً مشاركاً.
الفيلم "كذب أبيض" نال جائزتي أفضل إخراج وجائزة العين الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وحصد الجائزة الكبرى في مهرجان سيدني. بين المتنافسين البارزين على جائزة أفضل فيلم أجنبي، يتنافس مع أفلام؛ مثل "منطقة الاهتمام" في المملكة المتحدة، و"مذاق الأشياء" في فرنسا، و"صالة المعلمين" في ألمانيا، و"جمعية الثلج" في إسبانيا.
تتنوع الأفلام المتنافسة ما بين القارات؛ حيث تضم أفلاماً أوروبية كـ "Fallen Leaves" من فنلندا، و"The Promised Land" من الدنمارك، و"Io Capitano" من إيطاليا، بالإضافة إلى "Godland" من أيسلندا. من جهة أخرى، يمثل فيلم "Perfect Days" اليابان، و"The Monk and the Gun" بوتان قارة آسيا، في حين يمثل المغرب وتونس القارة الأفريقية بفيلمي "كذب أبيض" و"بنات ألفة".
الفيلم الوثائقي الفلسطيني باي باي طبريا
يسلط الوثائقي "باي باي طبريا" الأضواء على حياة الممثلة الفلسطينية هيام عباس ونساء أخريات من عائلتها، بدايةً من جدة والدتها، وصولاً إلى والدتها وخالتها. يتناول الفيلم مختلف مراحل حياة النساء الفلسطينيات في ظل العدوان الإسرائيلي، مشدداً على التأثير الذي يتركه على أجيال وفئات عمرية متنوعة.
الفيلم يكشف عن آلام الماضي المستمرة في ذاكرة النساء الفلسطينيات، ويسلط الضوء على الاختيارات الصعبة التي يتوجب عليهن اتخاذها من أجل الحفاظ على حياتهن وحياة أفراد عائلاتهن في ظل التهجير القسري ومحاولات طمس الهوية الفلسطينية من قبل المنظمات الصهيونية، وهو ما يتعامل معه الفيلم بشكل شامل.
من خلال شخصيات الوثائقي، الحقيقية والمعبرة عنها بواسطة مخرجته لينا سويلم، يعكس الفيلم صوت جميع النساء الفلسطينيات، مستعرضاً قصص حياتهن عبر أجيال مختلفة. يركز الفيلم على عائلة هيام عباس التي تعرضت للهجرة من طبريا إلى دير حنا في الجليل الأدنى، ويسلط الضوء على التغيرات التي مرت بها الحياة عبر الأجيال.
بالإضافة إلى ذلك، يلقي الفيلم الضوء على معاناة جدة والدة المخرجة لينا سويلم، التي فقدت ابنتها خلال عمليات الترحيل القسري إلى مخيم اليرموك خارج الحدود مع سوريا. يظهر الفيلم أيضاً التحديات التي واجهتها جدتها التي كانت تربي 10 أبناء في غرفة واحدة داخل بيت صغير، وكيف واجهت صعوبات لتوفير لقمة العيش لأطفالها. ويتناول أيضاً قصة والدتها التي اضطرت للهجرة واختيار مسار مختلف لتحقيق أحلامها بعيداً عن وطنها، الذي حملت رسالته معها أينما ذهبت.
أفلام أجنبية مرشحة لجوائز الأوسكار 2024
حسب مجلة "forbes" صدرت، صباح اليوم الثلاثاء 23 يناير/كانون الثاني، قائمة الترشيحات الرسمية للدورة الـ96 من جوائز الأوسكار 2024، وشهدت تميز أفلام "Oppenheimer"، "Poor Things"، و"Killers of the Flower Moon" في التشكيلة.
- أفضل ممثل مساعد:
- ستيرلنج ك. براون "American Fiction".
- روبرت دي نيرو "Killers of the Flower Moon".
- روبرت داوني جونيور "Oppenheimer".
- ريان جوسلينغ "Barbie".
- مارك روفالو "Poor Things".
- تصميم الأزياء:
- "باربي".
- "قتلة زهرة القمر".
- "نابليون".
- "أوبنهايمر".
- "أشياء مسكينة".
- المكياج وتصفيف الشعر:
- "غولدا".
- "مايسترو".
- "أوبنهايمر".
- "المساكين".
- "مجتمع الثلج".
- فيلم قصير مباشر:
- "البعد".
- "لا يقهر".
- "فارس الحظ".
- "الأحمر والأبيض والأزرق".
- "القصة الرائعة لهنري شوجر".
توقعات النقاد لجوائز الأوسكار 2024
توقع العديد من نقاد السينما أن يكون فيلم "أوبنهايمر"، الذي أخرجه كريستوفر نولان، في صدارة الترشيحات لجوائز الأوسكار. كان فيلم "أوبنهايمر" الرابح الأكبر حتى الآن في موسم الجوائز هذا بعد أن جمع 952 مليون دولار في شباك التذاكر وساهم في ظاهرة "باربنهايمر".
بالإضافة إلى ذلك كان فيلم أوبنهايمر هو الفائز الأكبر في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب؛ حيث حصل على جوائز أفضل فيلم دراما فيلم درامي، وفوز نولان في الإخراج، وجوائز التمثيل لمورفي وداوني جونيور وأفضل موسيقى تصويرية، كما اكتسح جوائز اختيار النقاد بثمانية انتصارات رائدة، بما في ذلك أفضل فيلم.
ويرجح البعض أن يفوز نولان ونجوم الفيلم سيليان مورفي وروبرت داوني جونيور بجائزة الأوسكار للمرة الأولى.
وقد كان فيلم "باربي" الأعلى أرباحاً في العام الماضي بجمعه 1.4 مليار دولار في شباك التذاكر.
من المتوقع أن يتم ترشيح مجموعة قوية من الأفلام البارزة، مع إشارات واضحة إلى تميّز ممثلين مثل مارجوت روبي وريان جوسلينغ، على الرغم من توقعات ببعض الانتقادات لإخراج جريتا جيرويغ. وتتوقع الكوميديا الخيالية "أشياء مسكينة" للمخرج ليورغوس لانثيموس الحصول على ترشيح لأفضل ممثلة للنجمة إيما ستون، التي فازت بالفعل بجائزتي جولدن جلوب واختيار النقاد في هذا الموسم.