خلال الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ابتداءً من يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قام عدة مغنين من إسرائيل بتقديم مجموعة أغانٍ يتوعدون من خلال أهالي القطاع، وشخصيات قيادية في "حماس".
إلا أن سرقة ألحان أغانٍ عربية شهيرة من طرف المغنين المنتمين إلى دولة الاحتلال، واستعمالها في هذه الأغاني التي تحرِّض على قتل الفلسطينيين، قد انتشرت بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الشيء الذي خلق جدالاً كبيراً حول الموضوع، سواء من ناحية عدم احترام حقوق الملكية الفكرية، أو التحريض العلني على القتل والإشهار به بشكل صريح أمام العالم.
سرقة أغنية "أنا دمي فلسطيني" وتحريف كلماتها
في الوقت الذي عادت فيه أغنية "أنا دمي فلسطيني" للفنان محمد عساف، خريج برنامج "عرب أيدول"، إلى الواجهة، في ظل الأوضاع التي يعيشها أهل قطاع غزة بسبب الحرب، وتحولها إلى "تريند" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استغل بعض اليهود من حملة الجنسية الإسرائيلية هذا العمل من أجل تمرير رسائل خاصة بهم.
إذ قام عدة يهود إسرائليين، عبر منصة "تيك توك"، بسرقة لحن الأغنية، وتغيير اسمها، لتصبح "أنا دمي إسرائليي"، وتحويل كلماتها إلى أخرى تدعم روايتهم عن الحرب، وذلك باللغة العبرية.
لحن "يا بنت السلطان" في أغنية محرضة على القتل
بعد أيام من انتشار النسخة المسروقة من أغنية "أنا دمي فلسطيني"، ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي فنانة إسرائيلية تدعى "ريناتبار"، وهي تؤدي أغنية تتوعد فيها الجناح السياسي في حركة حماس يحيى السنوار، وكل أهالي قطاع غزة، وذلك في إحدى الحفلات بالأراضي المحتلة.
إلا أن الغريب في هذه الأغنية، زيادة على الكلمات المحرضة على القتل والإبادة لأهالي القطاع، كان اللحن المسروق مرة أخرى من أغنية عربية، وهي أغنية "يا بنت السلطان".
تقول كلمات الأغنية التي تؤديها هذه المغنية المنتمية إلى دولة الاحتلال: "يا يحيى السنوار يا ليت تموت غداً، أنت ونصر الله وجميع من في غزة".
وقد تحول الفيديو الذي تم فيه تأدية الأغنية بلحنها العربي المسروق، إلى مادة سخرية من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشاروا إلى أن المحتلين لا يستطيعون القيام بأي شيء بشكل شخصي، وذلك لأنهم قادرون على السرقة فقط لا غير.
سلسلة من سرقات الأغاني العربية
سرقة الألحان العربية، وتحويلها إلى أغانٍ عبرية ليست بالأمر الجديد على الفنانين اليهود المنتمين إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ومن أبرز الفنانين الذين تمت سرقة ألحان أغانيهم نجد كوكب الشرق أم كلثوم، التي تم تحويل عدد من أغانيها إلى أغانٍ عبرية، من بينها أغنية "سيرة الحب"، التي يتم استعمالها في الترانيم الدينية اليهودية في المعابد.
كما تم تحويل كلمات أغنية "سألوني الناس" للفنانة اللبنانية فيروز، إلى العربية كذلك، إضافة إلى أغنية "قولوا له" لعبد الحليم حافظ"، و أغنية "سلم علي" للمطرب السوري فهد بلان، وأغنية "يا عوازل فلفلوا" لفريد الأطرش.
وليست الأغاني القديمة فقط التي طالتها السرقة من طرف المحتل، وإنما كذلك أغانٍ حديثة، خصوصاً تلك التي تعتبر شهيرة في الوطن العربي، من بينها أغنية "عبالي حبيبي" للفنانة اللبنانية إليسا، وأغنية "مالي خلق" للعراقي كاظم الساهر، وأغنية "تملي معاك" لعمرو دياب، وغيرها الكثير.