عقب الأحداث الأخيرة في فلسطين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 11 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، تضامن العديد من المشاهير عبر العالم مع القضية الفلسطينية، سواء على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر حفلاتهم وأفلامهم.
من بين الممثلين الذين تضامنوا مع غزة الممثل الأمريكي مارك رافالو، الذي نشر تدوينة على منصة X حصدت أكثر من 15 مليون متابعة، بالإضافة إلى آلاف الإعجابات والتعليقات في أقل من 24 ساعة.
اقرأ أيضاً
مارك رافالو يتضامن مع غزة
نشر الممثل الأمريكي "مارك رافالو" مساء يوم الإثنين تدوينة على منصة X، يدعم فيها سكان مدينة غزة، وذلك بعد التصريح الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف به الفلسطينيين بـ"الأضرار الجانبية".
حسب موقع "huffpost" الأمريكي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن مقتل المدنيين الفلسطينيين بشكل جماعي هو مجرد "أضرار جانبية" في تدمير جيشه لغزة.
وحسب نفس المصدر ظهر الزعيم اليميني في عدة برامج إخبارية للتحدث عن الحصار الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة، والذي يستمر لأكثر من شهر، والذي حذر خبراء حقوق الإنسان من أنه يرقى إلى مستوى التطهير العرقي وجرائم الحرب.
على أثر ذلك، نشر الممثل تدوينة يقول فيها "لا آسف. إنهم ليسوا "أضراراً جانبية"، بل هم بشر وُلدوا هناك ويعيشون هناك ومعظم هؤلاء البشر عالقون هناك. تحلّ ببعض التعاطف، إنهم فلسطينيون وليسوا مباني أو طرقاً أو أشياء، إنهم بشر، وكذلك الرهائن الذين قد تدمر حياتهم أيضاً.
وهي ليست "أضراراً جانبية" أيضاً".
هذه التدوينة لاقت إعجاباً كبيراً من قبل متابعيه الذين كتبوا بعض التعليقات تتضامن مع غزة وتشيد بصراحة الممثل في دعم القضية الفلسطينية.
لم تكن هذه المرة الأولى التي ينشر فيها مارك رافالو تدوينات أو فيديوهات يدعم فيها الفلسطينيين، ففي 23 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم أفرد مارك عبر صفحته على منصة X، حيزاً لتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن الأوضاع في غزة، والتي حذّرت فيها من خطورة القصف العشوائي للاحتلال الإسرائيلي.
كما نشر بياناً لليونيسف، قال فيه إن "قتل الأطفال وتشويههم يعد انتهاكاً جسيماً، كما أن القتل العمد يعد انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي".
وفي سنة 2021 دعا الممثل والمخرج الأمريكي مارك رافالو إلى فرض عقوبات على إسرائيل، وذلك على خلفية التصعيد الإسرائيلي في حي الشيخ جراح بالقدس وقصف قطاع غزة الذي أوقع ضحايا مدنيين من بينهم أطفال.
اقرأ أيضاً
من هو مارك رافالو؟
وُلد الممثل الأمريكي مارك رافالو، في 22 نوفمبر 1967، وبدأ مسيرته الفنية في أوائل التسعينيات، حيث حقق إشادة كبيرة لأدائه المتألق في مسرحية "هذا شبابنا" سنة 1998 للكاتب كينيث لونرجان، والفيلم الدرامي الملهم "يمكنك الاعتماد عليّ" سنة 2000.
استمر رافالو في تقديم أدوار رئيسية في أفلام متنوعة، بدءاً من الكوميديا الرومانسية، ووصولاً إلى الأفلام الإثارة مثل "In the Cut" سنة 2003، تألق الممثل في عروض برودواي أيضاً، حيث نال ترشيحاً لجائزة توني لأدائه في إحياء "Awake and Sing" سنة 2006.
لكن الشهرة العالمية لمارك رافالو جاءت بشكل خاص من خلال تجسيده لدور Bruce Banner/Hulk في سلسلة الأبطال الخارقين سنة 2012.
كما اكتسب رافالو لقب ممثل استثنائي وذلك عند ترشيحه لجوائز الأوسكار، حيث نال ترشيحاً لأفضل ممثل مساعد عن أدواره في أفلام مثل "The Kids Are All Right" سنة 2010، لاقى أداؤه في الدراما التلفزيونية إعجاباً واسعاً، حيث فاز بجائزة نقابة ممثلي الشاشة، بينما حصد جائزة Primetime Emmy Award لأفضل ممثل رئيسي عن دوره المذهل كتوأم متطابق في المسلسل القصير "I Know This Much Is True".
بهذا الإطار، يظهر رافالو كشخصية متعددة المواهب، حققت تأثيراً في ميادين التمثيل المسرحي والسينمائي، وتركت بصمات بارزة في عالم الفن.
النشاط السياسي للممثل الأمريكي
خلال مقابلة مع مارك رافالو، أُجريت في مظاهرة ضد الحرب سنة 2007، حيث أعرب عن آرائه المتفقة مع حركة الحقيقة حول أحداث 11 سبتمبر، حيث قال: "أنا مشوش من الطريقة التي انهارت بها جميع المباني الثلاث. ردة فعلي الأولى كانت أن المباني لا تنهار بهذه الطريقة".
أما في عام 2008، أعرب عن قلقه من أن شركات الغاز كانت تستهدف أرض عائلته في نيويورك. وبعد إجراء تحقيقه الخاص، أصبح وجهاً مشهوراً ضد الهيدروليك فراكينغ.
رافالو يؤيد حق الاختيار فيما دعا إلى ثورة اقتصادية، معتبراً أن "الرأسمالية اليوم تفشلنا، تقتلنا، وتسرق من مستقبل أطفالنا".
في عام 2015، دعم حملة "التعليم ليس جريمة" إلى جانب فنانين ومفكرين آخرين للتنديد بإنكار الحكومة الإيرانية النظامي للتعليم الجامعي للبهائيين، كما دعم بيرني ساندرز في انتخابات 2016 وأخذ على عاتقه الترويج له في انتخابات 2020. أظهر رافالو تفضيله للرأي الديمقراطي ورفضه للحكم القائم.
كانت آخر تصريحاته في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2023،إذ انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوصفه وفيات المدنيين خلال الهجمات الإسرائيلية على غزة بأنها "أضرار جانبية".