ليست مبالغةً أن نقول إن زكريا أحمد موهبة عظيمة غيّرت وجه الموسيقى العربية في القرن الماضي؛ فهو شيخ الملحنين، وزعيم المنشدين، وأحد أعلام الفن العربي الذي لا يزال حاضراً بقوة، رغم أكثر من 60 عاماً على رحيله.
إلى جانب ألحانه الشرقية الأصيلة، يُعتبر زكريا أحمد من رواد فن الطقطوقة وأول من طوّره وارتقى به عالياً، وأبدع في هذه المساحة. فكانت موسيقاه مزيجاً من البساطة والخفة والسلاسة؛ كيف لا، وهو موسيقي من عيار الـ24 قيراطاً.
وما بين "يا صلاة الزين على عزيزة"، و"هوّ صحيح الهوى غلاب"، و"غنيلي شوي"، و"الورد جميل"؛ قدّم شيخ الملحنين أكثر من 1070 أغنية خلال مشواره الفني، كانت جسراً ممتداً بين القرنين الـ19 والـ20.
في هذا التقرير، سنتعرّف على فنانٍ استثنائي أُدرج اسمه في قائمة "السبعة الكبار" من عباقرة الموسيقى والغناء، الذي -رغم كل شيء- رحل محبطاً وفقيراً، عقب حياةٍ حافلة بالألم والأحداث القاسية، حتى بدت حياته أقرب إلى قصص الأفلام الخيالية.
من هو زكريا أحمد؟
وُلد زكريا أحمد في 6 يناير/كانون الثاني 1896، بجوار محافظة الفيوم، لأبٍ ينتمي إلى قبيلة مرزبان العربية، وأم تركية تدعى فاطمة، لم تلد طفلاً ذكراً إلا وتوفي خلال الأسبوع الأول من ولادته. لكنها لم تتوقف عن المحاولة، حتى جاء زكريا بعد موتٍ كثير!
كان والده أحمد حسن حافظاً للقرآن ويحب الاستماع إلى التواشيح، كما كانت والدته تجيد الغناء باللهجة التركية، وتملك صوتاً جميلاً؛ وهو ما أكسب زكريا أحمد حساً موسيقياً منذ الطفولة.
ولأنه كان يرغب في أن يتجه ابنه نحو المشيخة والعلوم الدينية، قرّر الوالد أن يلتحق ابنه بالأزهر، حيث تلقى علوم اللغة العربية إلى جانب العلوم الدينية، وأجاد تلاوة القرآن. بدأ في الكُتاب قارئاً ثم منشداً، وارتدى العمامة؛ من هنا اكتسب لقب "الشيخ" الذي سيلازمه طيلة حياته.
دراسته لتجويد القرآن أكسبته ملكة في التلوين المقامي، كما منحته القدرة على الارتجال الغنائي والإيقاعي، وهو ما وظّفه بذكاءٍ في موسيقاه وألحانه التي اشتهر بها طيلة مشواره الفني الطويل والغني.
من الصعب أن تعثر على طفلٍ صغير يغامر بكل شيء مقابل كرامته، ومن النادر أن تعثر على رجلٍ يضحي بالثروات مقابل كرامته أيضاً، لكن زكريا فعلها من المهد إلى اللحد. ظلّ يحافظ على كرامته بكل ما يملك، حتى لو كلفه هذا الطرد من كُتاب الشيخ نكلة.
فقد عضّ يد الشيخ منصور بعدما ضربه، وهو تقليد واظب على ممارسته طوال 7 سنوات لاحقة. لم يكن زكريا ليقبل أن يمسّه أحد، فيدافع عن نفسه، تارةً بالهروب، وتارةً برشق الدبابيس في عمامته، حتى إذا ضربه الشيخ على رأسه دُميت كفه.
ولهذا طُرد من الأزهر عندما كان بعمر 13 عاماً؛ وحين حاول والده أن ينقذ مستقبله، أدخله إلى مدرسة ماهر باشا في حي القلعة، لكنه طُرد في يومه الأول، لأنه لم يكف عن الغناء في الفسحة أو الفصل. ورغم تكرار طرده وضربه، فإنه لم يتوقف قط!
لكن الأمور ذهبت لِما هو أبعد من ذلك. ففي رسالته للماجستير، التي نشرها لاحقاً في كتاب "السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة"، يذكر الباحث والمؤرخ والموسيقي اللبناني فيكتور سحاب أن حياة زكريا أحمد تحولت إلى التشرد عقب طرده من الأزهر.
فخلع الجبة والقفطان وصار يهيم بعيداً، مخاصماً والده خصاماً شديداً، حتى إنه كان يبيت كل ليلة في مكانٍ مختلف؛ كي لا يعثر عليه. "وحين قابله والده صدفةً في الشارع وراح يقبّله ويحتضنه، اعتقد زكريا أنه يخدعه، فانطلق يجري لكنه تعرّض للدهس، فاضطر للبقاء في بيت والده رغماً عنه".
المسرح الغنائي.. أولى خطواته في عالم الفن
لم يصب زكريا أحمد بالداء الذي قتل أشقاءه، لكنه أصيب بداءٍ من نوع آخر، داء الموسيقى. فراح يجول خلف الموالد، ويتمايل مع الأذكار في السرادقات، يغيب حين يسمع قراءات كبار الشيوخ والمقرئين، ويشتري كتب الغناء ويغلفها بأغلفة كتب جادة حتى لا يراها والده.
تزامن ذلك مع عودته إلى المنزل؛ فانزعج الأب وصار يعنّفه بقوة، الأمر الذي دفع زكريا إلى مغادرة المنزل، خصوصاً أنه كان قد بدأ يعاني من قسوة زوجة الأب بعد وفاة والدته وزواج والده مجدداً.
سنوات طويلة من المحاولات انتهت بانتصار الابن، الذي حقق مراده أخيراً وصار مقرئاً، فلُقب بالشيخ زكريا أحمد حسب رغبة والده، الذي عهد به إلى الشيخ درويش الحريري، كي يعلّمه ويحفظه القرآن الكريم، طوال 10 سنوات.
ولحسن حظه فقد كان الشيخ الحريري معلماً لكل ملحني مصر، من عبد الوهاب وصولاً إلى الشيخ زكريا الذي أعجبته الصحبة، حتى قرر أن يتزوج من بيت الشيخ الحريري إمعاناً في القرب والتقرب.
تتلمذ لاحقاً على يد الشيخ علي محمود الذي علّمه الأذان، والتجويد، والسيرة، والتواشيح. وقد تميز زكريا حتى صار يلحن لبطانة الشيخ علي محمود بنفسه، ومن هنا انطلق إلى آفاق أوسع، فراح يطوف الأرياف، يُسمع الناس ويستمع إليهم.
ذاع صيته، ليس فقط في القاهرة والأقاليم، إنما وصل إلى الأستانة أيضاً. فاستدعاه السلطان محمد رشاد لإحياء إحدى الحفلات العظيمة هناك، وأنعم عليه بالنياشين.
مغادرة زكريا أحمد منزل والده، وهو في بداية مرحلة الشباب، منحته فرصة أكبر ليعيش ويكتشف نفسه وملذاته. فوجد سعادته بين المسارح والحفلات وتعلّم الموسيقى، فكان الفن ملجأه خلال تلك المرحلة.
وقد ساعده كلّ من الشيخ علي محمود والشيخ الحريري، وهو في عمر 23 عاماً، في أن يتقدم لإحدى شركات الأسطوانات وقتها. وهكذا بدأت الحياة تضحك لزكريا أحمد الذي وصفه أستاذه الخلعي بــ"الملقاط"، لأنه يسمع اللحن فيحفظه فوراً.
كان زكريا أحمد متأثراً بشكلٍ كبير بسيد درويش، الذي التقاه في بدايته، وأحبّ المسرح الغنائي من خلاله. عام 1916، سافر خصوصاً للقاء عملاق الموسيقى، قبل أن يعود ويلتقيه عشرات المرات من بعدها.
بدأ الشيخ زكريا التلحين سنة 1919، وهو في سن الـ23. وفي سنة 1924، كان زكريا أحمد قد بدأ التلحين للمسرح الغنائي، وقدّم في تلك الفترة ألحاناً لمعظم الفِرَق الشهيرة في عالم المسرح، مثل: فرقة علي الكسَّار، وفرقة نجيب الريحاني، وزكي عكاشة، ومنيرة المهدية.
وقد بلغ عدد المسرحيات التي لحّن فيها 65 مسرحية، قدّم فيها أكثر من 500 لحن. وقد تميزت الأدوار والحوارات التي قدّمها في المسرح بانتقاد الوضع الاجتماعي والسياسي للمجتمع المصري، خاصةً بعد ثورة 1919.
وفي تلك الفترة، كانت أم كلثوم قد انتقلت مع أسرتها من قريتها "طَمَاي الزهايرة" إلى القاهرة، بعدما حققت نجاحاً وشهرةً، من خلال عملها مع والدها في الموالد.
علاقته مع أم كلثوم.. بين الاكتشاف والخلاف القضائي
تقابل الشيخ زكريا مع أم كلثوم عام 1920، حين دُعي إلى إحياء ليالي رمضان عند علي أبو العينين، أحد تجار مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية؛ فكان له دور في اكتشافها وتقديمها إلى العالم.
فبعد نحو أسبوع، قيل له إن هناك مفاجأة بانتظاره عبارة عن صوتٍ نسائي جميل اكتشفوه في بلدة مجاورة. وبالفعل، حضرت فتاة في الـ15 من عمرها، تلبس العقال العربي، وتمشي متعثرة في خطواتها. ويتقدمها شقيقها خالد، الذي يقود حركتها.
في حوارٍ نادر مع مجلة "الكواكب" عام 1949، يتحدث زكريا أحمد عن كواليس أول لقاءٍ له بأم كلثوم، قبل أن تصبح نجمة غنائية شهيرة. ويقول: "لا أدري ما السرّ الذي جذبني نحو هذه الفتاة، وجعلني أؤمن بأنها صاحبة صوتٍ عجيب. وبالفعل أصبحتُ مفتوناً بها، وأحببتها حب الفنان للحنٍ خالد تمنى العثور عليه دهراً طويلاً".
تشجَّع زكريا أحمد وطلب منها أن تزوره طيلة شهر رمضان، واستجابت لرغبته. كانت شغوفة بالاستماع إلى القصائد والأغنيات التي كان يحاول أن يحفظها لها.
توثقت علاقة زكريا أحمد وأم كلثوم وشقيقها، دعته إلى زيارة منزلها في طَمَاي الزهايرة وعرفته بوالدها الشيخ إبراهيم. وعن هذه الفترة، يقول زكريا: "كنت أمصّ القصب مع أم كلثوم، ونلعب الورق على الطبلية. كانت فتاة حرة غير مقيّدة بالمسؤولية، ولا تحب سوى الموسيقى والمرح".
في تسجيلٍ صوتي له، يحكي زكريا بمنتهى الأريحية عن اللقاء الأول مع أم كلثوم، وكيف شجعها على الغناء وتوقع لها مستقبلاً عظيماً، ورفع أجرها في إحدى الحفلات من 8 إلى 10 جنيهات تقديراً لها.
امتدت علاقة زكريا أحمد وأم كلثوم إلى ما يقارب الـ30 عاماً، وكان له الفضل في إقناع والدها وشقيقها بضرورة النزوح إلى القاهرة، من أجل تقديم حفلات غنائية.
التعاون الأول بينهما كان العام 1931، في أغنية "اللي حبّك يا هناه" من كلمات أحمد رامي، والتعاون الأخير حصل عام 1960، من خلال أغنية "هوّ صحيح الهوى غلاب"، من كلمات بيرم التونسي.
وما بين المحطتين، سجل طويل من الأغنيات التي تركت بصمتها في تاريخ الأغنية العربية وحققت نجاحات استثنائية، وقد بلغ عددها 60 أغنية، أبرزها: "غنيلي شوي"، و"أنا في انتظارك"، و"عن العشاق سألوني"، و"الورد جميل"، و"حبيبي يسعد أوقاته".
لكن تلك العلاقة انقلبت فيما بعد إلى خلافٍ شديد بين الطرفين، بعدما لم يحصل زكريا أحمد على حقوقه المادية عن الألحان التي قدّمها إلى أم كلثوم. وفوجئت الست بأستاذها يقيم دعوى قضائية ضدها، يطالبها هي والإذاعة المصرية بمبلغ 43 ألفاً و444 جنيهاً.
انطلق الطرفان في عداءٍ تاريخي استمر لأكثر من 12 عاماً، انتهى أمام قاضٍ، تعهدت أمامه أم كلثوم بمنح الرجل حقوقه. لكنه لم يهنأ بأي منها، حيث توفي سريعاً بعدما تكلل الصلح بلحن بديع أخير ختم به زكريا أحمد مسيرته مع أم كلثوم، هو لحن أغنية "هوّ صحيح الهوا غلاب".
في كتابه "حانة الست"، الرواية التي تمزج بين التوثيق والتخيّل السردي، يكتب محمد بركة عن الخلاف التاريخي بين أم كلثوم وزكريا أحمد. فيتخيل المشهد بينهما في قاعة المحكمة أمام القاضي، الذي يقول لها: "لا أستطيع أن أنظر في دعوى قضائية ضد من أعشق صوتها".
وتابع يكتب: "نحّى الرجل أوراق القضية جانباً وقال: يخسر الفن كثيراً بهذه الخصومة، ولا بد لكما من الصلح.. لم يكن أمامي سوى القبول. أخرجتُ قناع البراءة من حقيبة يدي وارتديته على الفور: يسرّني أن أفعل أي شيء لأزيل سوء التفاهم ويصبح الأمر مجرد سحابة صيف".
ويتابع مضيفاً ما جاء على لسان الشيخ زكريا أحمد: "يا حضرة القاضي، لا المال يدوم ولا الشتائم تلتصق، وطوال عمري أرى أن أم كلثوم سيدة مطربات الشرق".
كان خبر التصالح المانشيت الرئيسي في الصحف باليوم التالي، وقد أهداها زكريا أحمد من بعده لحن "هو صحيح الهوى غلاب"، قبل أقل من شهرين على وفاته، وقبل أن يكمل الأغنيتين الباقيتين اللتين وعدها بهما.
قصة أب ورجل لديه "كرامة"
كان الشيخ زكريا أحمد شديد التعلق بعائلته وحريصاً جداً على حياته الأسرية؛ وفي كتابه "مذكرات زكريا أحمد"، يعيد الكاتب الصحفي صبري أبو المجد أسباب هذا التعلّق إلى حرمانه من الحنان الأبوي في طفولته.
كان عطوفاً ومتعلقاً جداً بزوجته هانم، وهي أخت زوجة أستاذه الشيخ درويش الحريري، وقد أحبّها كثيراً وأخلص في حبّها وغمر عائلته الصغيرة بالحب والحنان. فكانت صورهم المتناثرة هنا وهناك خير دليلٍ على حياة الودّ التي كان يعيشها مع أسرته.
لكن الموت الذي طارد والدته قبل ولادته وقتل 21 أخاً له، أصاب الشيخ زكريا أحمد في عائلته الصغيرة. فقد فُجع الرجل بانتحار ابنه يعقوب، الذي هاله أن يرى والده -رغم كل الإبداع والموهبة والنجاح- لا يملك شيئاً يُذكر.
ففي حوارٍ مع جريدة الأهرام، يتحدث أحمد عن هذه الفاجعة، قائلاً: "أنا اتربيت بالكرباج، واعتقدت أن كل أولادي لازم يتربوا بالكرباج، لكن ده غلط. غيّرت طريقتي في التربية، سيب ابنك للزمن يربّيه".
وتابع في هذا الإطار يقول: "سيدنا علي قال: لا تكرهوا أولادكم على أخلاقكم، فإنهم مخلوقون لزمنٍ غير زمنكم.. وهذه الكلمة تساوي عندي مليون جنيه. ابني يعقوب انتحر، وكتب قبل وفاته لوكيل النيابة: انتحرت لأن أبي مظلوم في الحياة".
لم يتخلَّ زكريا يوماً عن كرامته، ولم يفصلها قط عن عمله في الموسيقى والغناء، حتى بعدما اشتهر وذاع صيته. يروي الصحفي صبري أبو المجد كيف كان زكريا أحمد يرفض ألوف الجنيهات، وهو لا يملك حتى الملاليم.
فيعتذر عن الغناء في حفلات البكوات والباشوات والكبار مهما دفعوا له، طالما لم يشعر بالتقدير الكافي، السبب نفسه الذي جعله يقيم دعوى قضائية ضدّ أم كلثوم؛ والسبب نفسه الذي جعله يحضر حفل ختان طفلٍ صغير في حارة نائية، فقط لأن الحاضرين يقدّرونه.
ولهذه الأسباب لم يجد اسماً لابنته أنسب من "كرامة"، التي ورثت عنه حبّ الموسيقى، رغم أنها لم تتمتع بشهرةٍ واسعة مثل والدها، ولم يعرف كثيرون أن كرامة زكريا أحمد تمتعت بصوتٍ جميل. وهذا تسجيل نادر لها:
توفي الشيخ زكريا أحمد بذبحةٍ صدرية وهو في منزله بالطابق الخامس، في فبراير/شباط 1961. مات وهو لا يملك شيئاً تقريباً، رغم كلّ العزّ والمجد اللذين عرفهما في حياته. فكان إذا ما أراد أن يشاهد التلفزيون، يزور أحد أصدقائه. وإذا أراد قضاء مشوار، أرسل ابنه حسان نيابةً عنه.
في مقالٍ بعنوان "تواصلاً مع زكريا أحمد"، كتب الموسيقي العراقي وعازف العود نصير شمة كيف أنه، حين أراد أن يزرع في مسامع طلابه -من جنسيات مختلفة غير عربية- معنى ربع الصوت والمقامات العربية، لم يجد أنسب من قدرة الشيخ زكريا أحمد.
وكتب نصير شمة قائلاً: "بدأت بمقام الصبا ليحفظ الطلبة منه (هو صحيح الهوى غلاب)، وأخذت مقام السيكاه لنعزف منه (الورد جميل)، ثم أخذنا من مقام الزنجران (يا حلاوة الدنيا). كأنني فتحت لهم خزائن الشرق المطرزة بربع التون الذي ميّز موسيقانا ورسم هويتنا".
وهذا هو باختصار ما يميّز زكريا أحمد: تنوّع أعماله وغزارتها، مع الحفاظ على النوعية، من دون أن يخسر ذرةً واحدة من النجاح والانتشار والشهرة. فكان موسيقياً أساسياً في الفن المصري الأصيل الذي أسّسه مع كبارٍ مثله، وبنوا له عمارة حقيقية وأنجزوا مشروعاً غير مسبوق للفن العربي.