نجح الممثل أحمد أمين خلال السنوات القليلة الماضية في أن يجد لنفسه موقعاً بين كبار نجوم الفن في مصر، من خلال أدوار متنوعة ومختلفة.
للموسم الرمضاني الثاني على التوالي استطاع أحمد أمين أن يثبت أقدامه في الماراثون الدرامي؛ إذ قدّم مسلسل "الصفارة"، الذي حقق نجاحاً كبيراً بعد عرضه في النصف الأول من رمضان.
أجرى "عربي بوست" مقابلة مع الفنان المصري، أحمد أمين، لمعرفة خططه المستقبلية، وكيفية العمل على مسلسل "الصفارة"، وموقفه من ضرورة أن يكون للأعمال الفنية رسالة اجتماعية أو فلسفية.
من الشيخ عرفات في "جزيرة غمام" إلى شفيق في "الصفارة".. لم تشعر بتخوف من أن الجمهور لا يعجبه هذا النوع من الصدمات؟
ربنا ما يجيب صدمات. بالطبع تكون هناك مسؤولية زيادة في الاختيار، ولكن أنا أراهن على ذكاء الجمهور، وتقديره للمجهود المبذول في العمل، سواء كوميدي أو تراجيدي أو غيره.
وبالطبع في النهاية هي أذواق قد تختلف، ولكني أحترمها جميعاً.
كيف يختار أحمد أمين أعماله؟
أتبع إحساسي تماماً في اختيار الأعمال، وأحاول ألا أخضع للحسابات، وأراها معطلة جداً.
أينما وجدت القصة والفكرة الجيدة وفريق العمل الجيد، أقرر تقديم العمل دون التفكير في تصنيفه، فلا يمكن أن أتوقع نفسي من الممكن أن أكون ممثلاً في عمل تاريخي، أو عمل أكشن، أنا منفتح على كل الأفكار.
من أين جاءت فكرة "الصفارة"؟ وهل هناك رسالة معينة كنت تريد توضيحها من خلال المسلسل؟
منذ فترة طويلة وأنا أتمنى أن أقدّم فكرة تأثير الفراشة بتناول كوميدي، ومن هنا جاءت فكرة المسلسل.
ملخص رسالة المسلسل تقريباً هو ما قيل على لسان شفيق، بطل القصة في الحلقة الأخيرة، مثل أنه تعلم من الصفارة أن أفضل رحلة سفر بالزمن ليست للماضي أو للمستقبل، ولكن الحاضر الذي بين يديه.
هل ترى أن الأعمال الكوميدية لا بد أن تتضمن رسالة جادة؟
لا، ليس بالضرورة أن يحمل العمل الفني رسالة محددة.
على سبيل المثال، فإن رسالة الصفارة مثلاً الضحك في حد ذاته، وهو ما يعتبره البعض رسالة، بجانب أن القصة الجيدة أيضاً رسالة.
ما رأيك في مسلسلات 10 – 15 حلقة؟ والمنصات التي توجهت مؤخراً إلى إنتاج أعمال طوال العام؟
تقديم المسلسل في 15 حلقة، رغم أنه لا يوفر المجهود كما يظن البعض، ولكنه في رأيي يوفر جودة وإتقاناً أكبر، خصوصاً في الكوميديا، بعيداً عن التطويل والمط الذي، في بعض الأحيان، يصيب الجمهور بالملل.
لذلك أحببت جداً فكرة الـ15 حلقة، والتي توفر تنوعاً وأفكاراً جيدة الصنع طوال العام، من خلال التلفزيون أو المنصات.
هل يفضل أحمد أمين تقديم شخصيات متعددة في أعماله؟
قدّمت بين كل أعمالي شخصيات متعددة في البلاتو والصفارة فقط، وهو وفق ما تستدعيه القصة، ولكنني لا أسعى لتعدد الشخصيات.
تتعاون مع فريق الكتابة منذ سنوات.. هل تحول الأمر إلى عادة؟
أكيد أشعر مع فريق الكتابة أني في بيتي ومطرحي؛ لأن "الكيميا" بين فريق العمل تجعل فهمنا لبعض أفضل.
بالإضافة إلى إدراكنا لنقاط قوتنا وضعفنا بشكل أفضل، تماماً مثل لاعب كرة القدم، يلعب بتناغم مع فرقته، ويفهم من حوله بدون كلام.
أحمد أمين يخشى البطولة المطلقة في السينما؟
لا أخشاها بالمعنى الحرفي، ولكنني لا أسعى للبطولة المطلقة كمبدأ.
أبحث عن عمل جيد، تتوفر فيه عناصر جيدة كالنص والمخرج، سواء كان بطولة أو بمشاركة عدد من الفنانين.
هل الساحة الفنية في مصر تواجه شحاً في الأعمال الكوميدية؟
الكوميديا بشكل عام تواجه أزمة عالمية، ولكنني أثق بأنه ببعض الاهتمام والإدارة الجيدة للمواهب التي نمتلكها، وهي جيدة جداً بالمناسبة، سيحدث تطور كبير في الصناعة.
سبق أن كشفتم عن وجود جزء ثانٍ من "الصفارة".. هل سيتم عرضه في الموسم الرمضاني فقط؟
حتى الآن لم يتم تحديد التفاصيل بشكل كامل وواضح، لكن بكل تأكيد سيتم الإعلان عن ذلك في وقته.
من ضمن الشخصيات التي قدمتها في مسلسل الصفارة.. أي الشخصيات احتاجت منك لجهد كبير؟
التجهيز لشخصية شفيق البدين كانت تستغرق وقتاً طويلاً جداً، ولكني استمتعت بتقديمه وبالتجربة ككل.
التنقل بين الشخصيات متعب، لكنه ممتع رغم صعوبته، أنا أستمتع بعملي وبكل الجهد الذي أبذله خلاله.
البعض وجّه انتقادات للمسلسل؛ لأنه تحوّل إلى أعمال شبيهة سابقة مثل بلاتوه؟
هو فعلاً فيه من طعم البلاتوه، وأنا أحببت أن طعم البلاتوه يظهر في عمل درامي، ولو لمرة واحدة. لذلك اشتغلت مع نفس فريق البلاتوه، سواء مخرج أو فريق كتابة، وكذلك قدّمت قصة بها شخصيات متعددة.
لكن لا أظن أن يتكرر نفس الطعم في عمل آخر، لديّ أنواع أخرى من الكوميديا أريد تقديمها، وعندي لها خطط بالفعل. الحقيقة كنت أرغب بشدة في تقديمها في عمل درامي، وأنا سعيد بتلك التجربة.
التعامل مع طه الدسوقي وحاتم صلاح ليست التجربة الأولى معك.. احكِ لنا عن كواليس التجربة.
الكواليس كانت ممتعة جداً.. طه وحاتم من أحبائي، بدايتهما كانت معي في برنامج أمين وشركاه.
الحقيقة أن الاثنين من المواهب الكبيرة، وما زال لديهما الكثير ليقدماه في الفن، وبالطبع كنت أستفيد من وجودهما في المسلسل، واستند إلى موهبتهما وحضورهما.
أنت تعمل حالياً على "كلام في سري" ليكون أول بطولة سينمائية لك.. متى سيكون متاحاً في دور السينما؟ وما تفاصيله؟
الحقيقة أنه تم عرضه عليّ فعلاً من أحد المنتجين، لكن لانشغالي في مسلسل "الصفارة"، أجَّلت التفكير أو اتخاذ القرار لحين الانتهاء من الانشغال بالمسلسل.
لم أقرر بعد المشاركة في العمل من عدمه، ولذلك لا توجد لدي أي تفاصيل تخص العمل.
في حياة أحمد أمين، لو تملك الصفارة، وتستطيع الرجوع بالزمن.. ماذا كنت ستحب أن تغير؟
تماماً كما فعل شفيق في الصفارة.