"ثرية" هي شخصية فنية جديدة تقدمها الفنانة ميمي جمال في مسلسلها الجديد "إيجار قديم" الذي يُعرض حالياً، ويشاركها بطولته مجموعة من الفنانين المصريين. وعلى الرغم من أن تلك الشخصية غير حقيقية، فإنها تتشابه جزئياً مع شخصيتها في العالم الحقيقي، ومع قصة عاشتها عندما قررت برغبتها ترك الفن لمدة 6 سنوات.
في هذا الحوار مع "عربي بوست" تتحدث الفنانة ميمي جمال عن شخصية الفنانة "ثرية" التي انحسرت عنها الأضواء لمدة سنوات بعدما كانت نجمة كبيرة، ومدى تشابه تلك المرحلة مع ما مرت به في تجربتها الشخصية منذ سنوات.
كما تتحدث عن تفاصيل المسلسل، وعن تجربتها مع تربية الكلاب ومسلسلها الجديد "الونش" وبعض الأمور الأخرى.
حدِّثينا عن شخصية "ثرية" التي تقدمينها في مسلسل "إيجار قديم"، ولماذا هي مضطربة في أغلب الأحيان؟
شخصية "ثرية" رائعة جداً، ولو عُرض هذا الدور على أي فنانة ستوافق عليه؛ لأنه دور مليء بالتمثيل والمشاعر. تلك الشخصية يخرج منها كل المشاعر المختلفة من ضحك وبكاء وفرح وحزن.
هي مصدومة بسبب أنها كانت نجمة كبيرة، ولكن انحسرت عنها الأضواء وجلست في منزلها 10 سنوات بدون عمل، كانت معتادة على أن تُعامل معاملة نجوم والجميع يقول لها يا هانم، وفجأة وجدت نفسها في هذا الوضع ولا يوجد عروض لها للتمثيل.
ثرية حدث لها نوع من التوحد، وأصبحت تعيش مع نفسها، ولا تريد من أحد الدخول في حياتها، حتى خرجت من تلك الحالة من خلال تعمقها في العلاقات مع جيرانها في العمارة التي تسكنها، لتعبر عن نفسها وعن وجودها، وتنخرط بشكل تام بينهم.
لكن ثرية ظلت تعاني؛ لأنها تحاول إظهار سعادتها على الرغم من أنها حزينة من الداخل، لذلك هي شخصيتان وليست شخصية واحدة.
بالطبع أنتِ فنانة، فكيف استفدتِ من ذلك في تقديم دور فنانة؟
أنا دائماً أقرأ السيناريو وأضع نفسي مكان الشخصية، وأسأل نفسي: ماذا لو وجدت نفسي في تلك المواقف وكيف سأتصرف؟ لذلك أشعر بالشخصية وأعيش بداخلها.
أنا أتعايش مع الشخصية، ولا أقتبس أشياء من الخارج لتساعدني في تقديمها. ففي حالة اعتمادي على خبرتي أو مساعدة أحد لي، فالشخصية لن تكون خارجة من داخلي ولن يشعر بها المشاهد؛ لذلك لا أحاول الاعتماد على خبرتي أو تشابه حياتي مع الشخصية.
اعتزلتِ التمثيل لمدة 6 سنوات، وفي المسلسل، لم تمثل "ثرية" لمدة 10 سنوات، فما مدى التشابه بين تلك اللحظات في حياتك وفي شخصية "ثرية"؟
اعتزلتُ التمثيل برغبتي والأمر لم يفرض عليَّ، لكن ثرية اعتزلت رغماً عنها لعدم وصول عروض إليها.
لا يوجد أي تشابه في الموقف بين حياتي الحقيقية وبين ما أقدمه في المسلسل، فالموقفان مختلفان.
بعد عودتكِ للتمثيل.. ما الذي وجدتِه مختلفاً؟
كل شيء اختلف، جلست 6 سنوات في المنزل وعدت لأجد "ميكانيزم" العمل اختلف كلياً، الكاميرات والإضاءة وطريقة العمل وكل شيء، حتى كنت أسأل المخرج أحياناً: هل الإضاءة مضبوطة؟ أنا لا أشاهدها، فيقول لي إن كل شيء مضبوط وعليَّ ألا أقلق، لأجد في النهاية أن هناك إضاءة موضوعة بشكل معين غير معتاد وفي أماكن لا أراها، بالإضافة إلى أن هناك روحاً جديدة في العمل، وجيلاً جديداً دخل إلى الفن. لكن الميزة التي أتميز بها أنني مثل الصلصال ويمكن للمخرج أن يشكلني كيفما يشاء، وأيضاً أنا أتعلم حتى اليوم من أي شيء جديد أراه ولا أخجل من سؤال أي شخص عن شيء لا أعلمه ولا أدعي أنني أعلم كل شيء.
في رأيكِ لماذا تجد تلك النوعية من الأعمال الاجتماعية إقبالاً كبيراً من الجمهور؟
الجمهور يحب تلك النوعية من الأعمال الاجتماعية؛ لأنه يجد نفسه بداخلها، ففي "إيجار قديم" تجد عمارة بها 16 شقة، وكل شقة منها بمشكلة مختلفة، وكل شخصية من الأب والأم والابن لهم مشاكلهم الخاصة، وهناك من يحب ومن يكره والبخيل والكريم وغيرها من الشخصيات.
كل من يشاهد العمل يجد نفسه في شخصية من تلك الشخصيات، وبذلك يدخل داخل الحكاية، لذلك تقبل الناس على تلك النوعية من الأعمال؛ لأنهم يشعرون أنهم يعيشون مع الأبطال بداخلها.
شاهدنا معكِ في المسلسل "بابسي" الكلب، فهل تحبين الكلاب في الحقيقة؟
نعم، ولكن في حالات.. أنا لا أحب الكلاب داخل الشقة، إنما لو كانت في حديقة فيلا فلا مانع من ذلك، فهم يعيشون فيها ويلعبون ويأكلون وربما يدخلون الفيلا قليلاً.
لكن أن يكون الشخص يعيش في شقة من 3 حجرات ويكون معه كلب يتجول في المنزل لا أحب هذا، وأنا عندما أذهب إلى ابنتي ألعب مع كلابها الثلاثة في حديقة فيلاتها، وأنا أحب اللعب معها، ولكني لا أربيها في منزلي.
يعرض لك قريباً أيضاً مسلسل "الونش"، فما تفاصيل دورك فيه؟
أقدم شخصية والدة محمد رجب في هذا المسلسل، وهي أم شديدة وأنشأت ابنها على أن يكون رجلاً وصاحب موقف، وليست الأم التي تدلل ابنها، وهو يحب والدته كثيراً ويأخذ رأيها في كل مشكلة يقع فيها ويثق فيها، ويلجأ لها دائماً في كل المواقف الصعبة، ويعاملها كصديقته ويحكي لها كل شيء ويلعب مع طاولة.
هناك حب شديد بينهما، وأتمنى أن يحب كل شاب أمه كما يحب محمد رجب والدته في المسلسل.
عملت مع محمد رجب من قبل، فهل هناك كيمياء خاصة بينكما؟
بالفعل قدمت معه من قبل فيلماً وظهرت في دور والدته. هو كإنسان رائع على المستوى الشخصي، وشخصيته رائعة ومحبوب من الجميع، وهذا الأمر ينعكس على العمل ويظهر داخل أحداثه.
أنا من النوع الذي يتآلف مع الناس سريعاً، وإذا كان هناك شخص قال شيئاً أغضبني أبتعد عنه ولا أحمل له أي ضغينة، فأنا من داخلي لدى حالة تصالح مع النفس.
ما رأيك في ظهور المسلسلات القصيرة؟
من حق المشاهد أن تُقدم له الكثير من الأعمال وهو يختار من بينها، فقد كنا نشاهد المسلسلات الطويلة ذات الـ30 حلقة، وبها الكثير من المط والتطويل وننتقدها، ولجأنا لمشاهدة الأعمال التركية للهروب من هذا الأمر.
لكن حالياً لديك مسلسلات قصيرة مكونة من 10 أو 15 حلقة، والعمل في تلك الحالة يكون مكثفاً والحدوتة مضغوطة أكثر ولا يوجد بها مط، وهذا يجعل لديك تنوع في الأعمال المعروضة تختار من بينها كيفما تشاء.
في النهاية، تجد أمامك باقة كبيرة من الأعمال وتعطي للمشاهد الفرصة أن يجد أعمالاً كثيرة مختلفة ومنوعة تجعله لا يحاول البحث عن أعمال في مكان آخر.