من الرياضة، إلى عروض الأزياء، وصولاً إلى التمثيل، هكذا تنقّل الممثل التركي إبراهيم تشيليكول بين مختلف المجالات، التي كان آخرها سبباً في شهرته الكبيرة.
فقد كان عالم التمثيل طريقاً من أجل إثبات اسمه لدى الجمهور، ليس فقط بين أبناء بلده، وإنما في الوطن العربي كذلك، بعد أن حصل على إشادة كبيرة بفضل شخصية "فرحات" في مسلسل "حب أبيض أسود"، إلى جانب الممثلة بيرجي أكلاي.
وبعيداً عن الفن، تعتبر حياة إبراهيم تشيليكول الشخصية المثيرة للاهتمام، سواء تعلق الأمر بعلاقاته العاطفية، أو بأعماله الخيرية، التي لا يتردد في المشاركة فيها، كلما سنحت له الفرصة.
من كرة السلة إلى التمثيل
وُلد إبراهيم تشيليكول في 14 فبراير/شباط 1982، في ولاية كوجالي التركية، الموجودة بالقرب من مدينة إسطنبول، والمطلة على بحر مرمرة، والده هو لاعب كرة القدم السابق سهيل تشيليكول، وهو من أصول عربية، فيما كانت عائلته قديماً تعيش في اليونان.
اهتم إبراهيم برياضة كرة السلة منذ الطفولة، وتمكن من الاحتراف بعد ذلك، واللعب في العديد من النوادي الشهيرة في تركيا، والمشاركة في عدة بطولات، لكنه قرر الاعتزال لتعرضه للإصابة عام 2008، وشرع في تلقي دروس في التمثيل.
وكانت بدايته بعد أن التقى المخرج عثمان سيناف، الذي منحه تجربته الأولى في التمثيل، من خلال مسلسل "Pars: Narkoterör"، ثم شارك في مجموعة مسلسلات أخرى بأدوار ثانوية، إلى أن تمكن من إثبات نفسه من خلال الفيلم السينمائي التاريخي "الفتح 1453″، الذي يحكي عن غزو السلطان محمد الثاني للقسطنطينية.
شهرة إبراهيم تشيليكول بـ"حب أبيض أسود"
حصل إبراهيم تشيليكول على دور البطولة في مسلسل "عفت" سنة 2011، وهي نفس السنة التي اشتغل فيها عارضاً للأزياء، رفقة العديد من الماركات الشهيرة على منصات العرض، واستمر في ذلك إلى 2013.
أطل إبراهيم من جديد على جمهوره بدور البطولة في مسلسل "الرحمة"، وتمكن من تحقيق نجاح كبير بهذا العمل، الذي استمر لموسمين، ليستمر بأعمال أخرى وهي "ردة فعل" و"الكفيف"، إضافة إلى فيلم "أنا فقط" السينمائي.
خلال كل هذه التجارب، كانت شهرة إبراهيم تشيليكول منحصرة في تركيا فقط، إلى عام 2017، عندما أطل بدور فرحات، في مسلسل "حب أبيض أسود"، إلى جانب الممثلة بيرجي أكلاي.
فقد تم عرض المسلسل مترجماً في الوطن العربي، كما تمت دبلجته للعديد من اللهجات، من بينها السورية، والمغربية.
ويتحدث المسلسل عن رجل عصابات يضطر للزواج من طبيبة عرفت حقيقته، وكانت تريد إفشاء سره، وذلك من أجل إشراكها في عالمه المظلم، وتتحول إلى فرد من عائلته التي تقوم بالعديد من الأعمال الخارجة عن القانون.
لكن كره البطلة لفرحات يتحول إلى قصة حب، فيها الكثير من المعاناة والصراع، لتنتهي بقدرتها على تغيير حياة فرحات، وعودته عن العالم المظلم الذي كان يعيش فيه.
بطل في مسلسلات ذات نسب مشاهدة عالية
أصبحت مسلسلات إبراهيم تشيليكول تحصل على نسب مشاهدات مرتفعة، وأصبح واحداً من بين الممثلين من الدرجة الأولى من الجيل الجديد، إذ قدم بعد ذلك مسلسل "الثنائي العظيم"، إلى جانب كرم بورسين.
وبعد ذلك أطل على الجمهور بشخصية "مهدي" في مسلسل "قدرك المنزل الذي وُلدت فيه"، المقتبَس من قصة حقيقية، إلى جانب ديميت اوزدمير، واستمر المسلسل لموسمين، وحصل على نجاح كبير، تُرجم في نسب المشاهدة المرتفعة.
أما آخر عمل له، وليس الأخير، كان عبر منصة "نتفليكس"، رفقة شريكته في مسلسل "حب أبيض أسود" بيرجي أكلاي، وحمل عنوان "الطموح الأعمى" عام 2022، وكان من بين أكثر المسلسلات مشاهدة في تركيا، وعدة دول عربية أخرى.
فيما كانت له تجربة سينمائية جديدة، في فيلم درامي تركي إيراني مشترك، حمل عنوان "حب مولانا مست".
زواج، طلاق وإشاعات.. حياة إبراهيم العاطفية
كان إبراهيم تشيليكول على علاقة مع الممثلة التركية دينيز شاكر منذ عام 2011، إلى 2013، لكن العلاقة انتهت لأسباب خاصة.
وبقيت حياته الخاصة بعيدة عن الأنظار إلى أن أعلن زواجه من فتاة بعيدة عن المجال الفني، تعمل في مجال الهندسة المعمارية، تُدعى ميهري موتلو عام 2017، وقد أنجب منها طفلهما الوحيد "علي" عام 2019.
وبعد عام واحد، أعلن الثنائي طلاقهما بالتراضي، وبالرغم من ذلك استمرا في العيش في نفس المنزل، لكي لا يعيش ابنهما بعيداً عن والديه.
ومع تقديم إبراهيم مسلسل "الطموح الأعمى"، إلى جانب بيرجي أكلاي، لاحقتهما الشائعات التي تقول إنهما دخلا في علاقة حب، خصوصاً أنهما شاركا العديد من الصور التي تجمعهما معاً، بعيداً عن مواقع التصوير، عبر السوشيال ميديا.
وحسب ما نشرته "ET بالعربي"، فإن إبراهيم تشيليكول نفى خبر ارتباطه بزميلته، وقال: "ألا يمكن لنا أن نكون مجرد أصدقاء فقط".
متطوع للمشاركة في الأعمال الخيرية
وفي سياق أخر، عُرف إبراهيم تشيليكول بمشاركته في الأعمال الخيرية، وكان أبرزها عندما تطوع إلى جانب رجال الإطفاء، من أجل إخماد الحرائق التي التهمت الغابات في مدينة مارماريس، بسبب الحرارة المفرطة، صيف 2021.
وقد أشاد الجمهور بعمل إبراهيم البطولي، خصوصاً أنه ظهر في عدة فيديوهات حاملاً خرطوم المياه وهو يقوم بإطفاء النيران، غير آبه بالحرارة المنبعثة من الحريق.
أما خلال الزلزال المدمر الذي ضرب كهرمان مرعش، وتأثرت به 10 ولايات تركية أخرى، فقد كان إبراهيم حاضراً من أجل مساعدة الضحايا، بعد أن انتقل بشكل شخصي إلى الأماكن المدمرة، من أجل تقديم المساعدات للمتضررين.
وقد قال إنه سبق أن فقد عدداً كبيراً من أصدقائه، وأفراداً من عائلته، خلال الزلزال الكبير الذي ضرب مدينة إسطنبول سنة 1999، لذلك فهو يعرف جيداً مدى الحزن الذي يعيشه الناجون من هذه الكارثة الطبيعية.