سنوات كثيرة مرت منذ بداية ظهوره على الساحة الفنية، قدم خلالها العديد من النجاحات التي أثبتت موهبته كممثل. فمنذ أن قدم هشام إسماعيل مع مجموعة من الممثلين الشباب مسرحية "قهوة سادة"، التي حققت نجاحاً كبيراً في مصر قبل ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وهو يشق طريقه في الفن محققاً نجاحات كبيرة.
وبالطبع، من منا يمكنه نسيان شخصية "فزاع" التي تعلق بها الجمهور بشدة في مسلسل "الكبير أوي"، بالمشاركة مع الفنان أحمد مكي.
الفنان هشام إسماعيل الذي يشارك في بطولة المسلسل الدرامي الإجتماعي "إيجار قديم" الذي يعرض على القنوات حالياً، تحدث مع "عربي بوست" عن المسلسل ودوره فيه، وعن رأيه في تصنيفه كممثل كوميدي، وكذلك مشاركته في مسلسل "الغرفة 207" وعلاقته بمحمد فراج.
وأخيراً حدثنا هشام إسماعيل عن تشجيعه الزمالك وعدم خوفه من خسارة جماهير الأهلى. كل ذلك في السطور التالية.
حدثنا عن شخصية المستشار "ربيع أبو الوفا" التي تقدمها في مسلسل "إيجار قديم"؟
ربيع أبو الوفا محامٍ لذيذ خفيف الظل، ومجتهد في عمله وليس مجرد محامٍ عادي. قام بتحويل الشقة السكنية التي يعيش فيها إلى مكتب.
هو يحاول دائماً كسب ود "رمزي" صاحب العمارة، الذي يقوم بدوره شريف منير، والذي عاد إلى العمارة مرة أخرى بعدما تمت إزالة الشقة التي يسكن فيها بالخارج، ويحاول أن يحتويه ويضمه لصفه حتى لا يقوم برفع دعوى قضائية ضده لطرده من الشقة مثلما فعل مع بعض السكان الآخرين، ومن هنا نشأت صداقتهما.
ألا تجد أن هناك تشابهاً بين شخصية "ربيع أبو الوفا" وشخصية "مصطفى بطاطا" في المسلسل الشهير "أرابيسك"، خاصة وأنهما محاميان خفيفا الظل؟
الأمر لا يتوقف على فكرة أن الشخصية هي شخصية محامٍ أو دكتور أو لاعب كرة أو مهندس أو أي مهنة، فلا يوجد هناك مهنة كوميدية وأخرى لا، ولكن المؤلف هو من يفرض على الممثل الطريقة التي سيقدم بها الشخصية. ذلك يتوقف على طريقة كتابته لها وهل هي شخصية كوميدية أم جادة، وهل بها كل الجوانب الإنسانية أم لا.
المؤلف عمرو الدالي قام بكتابة مسلسل رائع، وكل الشخصيات بها جوانب إنسانية مختلفة، وممكن أن تقدم كوميديا أو دراما أو مواقف إنسانية مختلفة.
أنا بشكل عام عندما أقوم بتقديم شخصية أبحث عن الجانب الكوميدي فيها، وإذا لم يكن بها ذلك أجلس مع المخرج والمؤلف وأسألهما عن الشكل الذي يريدان ظهور الشخصية به، وأقترح جوانب كوميدية للشخصية، وهما من يحددان هل هذا مناسب أم لا، وأعمل على هذا الأساس.
في رأيك ما سر تعلق الجمهور بالأعمال الدرامية الاجتماعية؟
كنت أراهن على تلك الفترة التي نعيشها حالياً منذ حوالي سبع أو ثماني سنوات، وكنت أنتظر سيطرة المسلسلات الاجتماعية.
نحن عشنا مرحلة صعبة في الفترة من 2011 وحتى 2013، كانت فترة سياسية وكل مسلسلاتها بها قتل ودم وعصابات وأكشن.
عندما استقرت أحوال البلد بعد ذلك وأصبح الناس يرون المستقبل بشكل أفضل وأصبح هناك هدوء نفسي بدأت الأعمال الفنية التي بها عنف تنحسر لتسيطر على الساحة الأعمال الدرامية التي بدأها مسلسل "أبو العروسة" الذي استعاد أمجاد تلك النوعية من المسلسلات، فأنا أحب تلك النوعية من الأعمال وأتمنى من الجمهور أيضاً أن يحبها.
ما السبب في سيطرة أعمال العنف والأكشن على الساحة في الفترات السابقة؟
ربما لأن السينمائيين يفضلون إبراز إمكانياتهم في الأكشن وفي بعض الأعمال التي يوجد بها رعب، فلجأوا إلى تلك النوعية من الأعمال، خاصة مع وجود المنصات التي تفضل تلك النوعية أيضاً.
بشكل عام، فإن المسلسل الإجتماعي المكون من 30 حلقة ويأتي في وقت المدارس يكون أفضل نوعية من المسلسلات، خاصة إذا كان مكتوباً بشكل جيد، فهو يحقق نجاحاً كبيراً. ومسلسل "إيجار قديم" توفرت له كل عوامل النجاح فخرج بشكل جيد.
تشارك أيضاً في بطولة إحدى قصص مسلسل "الغرفة 207″، فكيف كان التعاون مع محمد فراج الذي تربطك به علاقة صداقة قوية؟
الميزة الأهم في هذا المسلسل أنني أظهر مع محمد فراج الذي أعتبره بمثابة أخي و"عشرة عمري". نحن زملاء وأصدقاء منذ أيام مركز "الإبداع"، وظهرنا معاً في نفس الوقت منذ 15 عاماً، وهو مميز في انتقاء أعمال جيدة تشبهه تماماً، والشخصية المكتوبة تكون كأنها مفصلة عليه، وكنت سعيداً جداً بتلك التجربة وأن أشارك محمد فراج في هذا العمل.
كيف رأيت تلك المشاركة المختلفة، سواء من حيث دورك أو من حيث طبيعة المسلسل؟
سعيد جداً أنني أقدم عمل رعب مع طاقم كبير مثل محمد فراج والمخرج محمد بكير والسيناريست تامر إبراهيم، في عمل فني مأخوذ عن رواية للكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق.
شعرت في هذا المسلسل أن الجمهور يراني بعين أخرى، وأنني من الممكن أن أقدم أعمالاً مختلفة بعيداً عن تصنيفي كممثل كوميدي، لأني دائماً أرفض هذا التصنيف.
فالفنان لا يمكن أن يصنف ومن المفترض أن الممثل يقدم أي شخصية، فقد يتوقف الأمر على السن أو الشكل، ولكن طالما أن الشخصية لائقة على الممثل فمن المفترض أن يؤديها بشكل جيد.
هل ترى أن دورك في مسلسل "الغرفة 207" يخرجك من منطقة التصنيف كممثل كوميدي؟
ليس هذا الدور فقط، وذلك لأنني قدمت من قبل أدواراً تؤكد ذلك، ومن لا يلاحظ أنني أستطيع تقديم كل الأدوار فهو الذي لديه مشكلة.
أنا تجاوزت نقطة أني أقول إنني قدمت من قبل كذا وكذا، لأنني طوال الوقت أقدم أعمالاً وأدواراً مختلفة عن بعضها البعض، وأكبر دليل على ذلك كان في رمضان الماضي، فقد شاركت في بطولة مسلسل "أحلام سعيدة" و"الكبير" و"الاختيار"، وقدمت في المسلسلات الثلاثة شخصيات مختلفة، ومن شاهدها ولم يلاحظ أنني أقدم شخصيات مختلفة فهو لديه مشكلة ولا يستطيع التقييم.
ننتقل إلى الرياضة، أنت من المشجعين المتعصبين لنادي الزمالك، ألا تخشى أن تخسر شعبيتك وسط جمهور الأهلى، خاصة أنك كثيراً ما تكتب آراءك الكروية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا بالعكس، فأنا أكتب عندما أكون على حق، خاصة وأنا أكتب شيئاً لصالح نادي الزمالك، فهو يصل للجمهور سريعاً لأنه يكون من قلبي، وليس مجرد كلام متعصب أو لاستفزاز الطرف الآخر.
عندما يكون هناك حدث سيضر بالزمالك أو حدث يجعلني سعيداً بالزمالك، ما المانع أن أكتب رأيي، مثلي مثل كل المشجعين، فنحن كلنا مثل بعضنا، وليس مطلوباً مني أن أسكت لكي تكون أنت سعيداً أو العكس.
فإذا كنت أنت سعيداً، أنا أيضاً سعيد، وإذا كنت تحب النادي الذي تشجعه أنا أيضاً أحب النادي الذي أشجعه، وأنت تفرح لفريقك وأنا أفرح لفريقي، وطالما أن رسالتي مهذبة ولها أسلوب فني يصل للناس بشكل جيد فما المانع، فمن يعجبه كلامي أهلاً وسهلاً ومن لا يعجبه يمكنه أن يعتبر نفسه لم ير شيئاً.
كيف ترى فرص الزمالك هذا العام في المنافسة على البطولات؟
ما زال الأمر مبكراً جداً للحكم على الفريق، فنحن الحمد لله لدينا فريق قوي وأتمنى أن يوفقهم الله، ولكن الوقت مبكر جداً على التقييم.