بعد مراسم التشييع التي جرت في كنيسة مار نقولا الأشرفية ببيروت، وصل سلطان الطرب جورج وسوف إلى مسقط رأسه في بلدة كفرون السورية؛ لدفن نجله وديع وسوف بمثواه الأخير، وسط حراسةٍ أمنية مشددة.
وقد استقبل جورج وسوف المعزين، في كفرون، الإثنين 9 يناير/كانون الثاني 2023، حيث حرصوا على مواساة سلطان الطرب ومؤازرته في هذه المحنة، داعين الله أن يصبّره في هذه الأوقات العصيبة.
وفي مقطعٍ مصوَّر نشره المذيع السوري ماجد العجلاني عبر صفحته على فيسبوك، ظهر الشيخ ياسر الصالح وهو يتلو سورة مريم من القرآن الكريم وإلى جانبه الوسوف الذي بدا مطروباً بأداء الشيخ وصوته.
وفي حديثٍ إلى العجلاني بعد تلاوة الآيات القرآنية، قال الشيخ الصالح إنها ليست المرة الأولى التي يطلب منه وسوف ذلك، فقد سبق أن طلب منه تلاوة سورة مريم في عزاء والدته من قبل.
وأكد الصالح: "أبو وديع مدرسة، طلب مني أن أقرأ سورة مريم، وهو يحفظ من كتاب الله، ويتلو كتاب الله. عندما قرأت له سورة مريم في إحدى الزيارات السابقة، كان يرددها معي حتى إنه كان يرشدني إلى بعض المقامات الموسيقية".
وإلى جانب الشيخ ياسر الصالح، ظهر في عزاء وديع وسوف قسيس يردد الترانيم ويوجه رسالةً إلى الوسوف. ويبدو أن جورج وسوف أراد أن يوجّه رسالةً واضحة عن الوحدة الوطنية وعدم التطرف الديني، وأن الله محبة ويجمع بين الأديان السماوية.
تجدر الإشارة إلى أن أول تعليقٍ علني من سلطان الطرب بعد وفاة نجله وديع وسوف جاء عبر مقطعٍ مصوَّر، نُشر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، ويتوجه من خلاله إلى محبيه في كفرون طالباً منهم عدم إطلاق الرصاص.
وقد قال الوسوف في الفيديو: "أنا في طريقي نحو كفرون وخلفي حبيبي ودّوعة في النعش، وطالع إدفنه بمثواه الأخير في ضيعته وضيعة بيّه وجدّه. لي رجاءٌ كبير جداً لديكم، ما بدي إسمع ولا طلقة رصاص، الله يخليلكم شبابكم وأولادكم".
وأكد أبو وديع أنه لا يتحمل أن يُصاب أحدهم بمكروه خلال رحلة ابنه إلى مثواه الأخير، لأن الجرح سيكون عميقاً حينئذٍ.
وفاة وديع وسوف
فارق وديع وسوف الحياة مساء السادس من يناير/كانون الثاني 2023، داخل مستشفى مار يوسف في بيروت، نتيجة مضاعفاتٍ بعد عملية تكميم المعدة الجراحية التي أجراها قبل نحو أسبوعٍ في العاصمة اللبنانية.
وكان موقع "الجديد" اللبناني أول من نقل الخبر عن لسان الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان، المقرّب من عائلة وسوف. ووفقاً لما ذكرته صحيفة "النهار" اللبنانية عن مصادر مقربة، فإن وديع وسوف تعرض لوعكة صحية مفاجئة في منزله وأغميَ عليه، الأمر الذي استدعى نقله إلى المستشفى.
فتبيّن وجود نزيفٍ قوي، ما استوجب إدخاله بشكلٍ عاجل إلى غرفة العناية المركّزة في مستشفى مار يوسف بمنطقة الدورة في بيروت، للمباشرة بالاجراءات الطبية اللازمة، لكنه فارق الحياة في ساعةٍ متأخرة.
وقد احتُفل بالصلاة على راحة وديع وسوف (39 عاماً) قبل ظهر الأحد 8 يناير/كانون الثاني في الأشرفية، ثم نُقل جثمانه إلى مسقط رأسه في كفرون، حيث يوارى الثرى في مدافن العائلة.
عددٌ كبير من نجوم الفن اللبناني والعربي توافد إلى مكان إقامة وسوف، ومن ثم كنيسة مار نقولا، لتأدية واجب التعزية. كما ظهر أبو وديع في مقطعٍ مصوّر مؤثر وهو يبكي خلال العزاء قبل دفن ابنه.
حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 7 يناير/كانون الثاني، مقطعاً يُظهر لحظة تأثرٍ بين سلطان الطرب وزوجته السابقة شاليمار خلال العزاء، حين قال لها الوسوف: "راح الغالي، راح. راح وديع يا أم وديع". فتردّ عليه شاليمار قائلة: "يا حبيب أم وديع".