احتفى محرك البحث جوجل بالذكرى الثالثة والثمانين لميلاد الفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا، المصادف 6 ديسمبر/كانون الأول، بوضع صورته على الصفحة الرئيسية. عبد الحسين يعتبر واحداً من عمالقة الفن الخليجي، وكانت له أدوار مسرحية كثيرة، أسهم في تأليف بعضها وإخراج بعضها الآخر.
ويُعتبر عبد الرضا من مؤسسي الحركة الفنية في منطقة الخليج، ضمن فنانين من بينهم سعد الفرج وخالد النفيسي وغانم الصالح وعلي المفيدي وإبراهيم الصلال، وهذه أهم المحطات في حياته:
لم يكن الفن حاضراً في بداية عبد الحسين عبد الرضا
وُلد عبد الحسين عبد الرضا في دروازة عبد الرزاق في الكويت عام 1939، لأب كان يعمل بحاراً.
وهو السابع من بين إخوته الأربعة عشر. تلقَّى عبد الحسين عبد الرضا تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة، ولم يكن لديه أي طموح فني في تلك المرحلة من عمره، فحصل على وظيفة في وزارة الإعلام في قسم الطباعة.
ثم سافر في بعثة إلى مصر على نفقة الوزارة عام 1956 لتعلم فنون الطباعة، وفي عام 1961 سافر في بعثة إلى ألمانيا لاستكمال دراسته في نفس المجال. وتدرَّج في الوظائف الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام عام 1959.
وفي عام 1961 قدّم دوراً على المسرح باللغة الفصحى، في مسرحية صقر قريش، حيث كان بديلاً للممثل "عدنان حسين"، فأثبت نجاحه أمام المخرج زكي طليمات، واستمر يقدم بعض الأعمال المسرحية والفنية إلى أن تقاعد من عمله في وزارة الإعلام، في عام 1979، ليتفرغ كلياً للتمثيل.
"درب الزلق".. انطلاقة عبد الحسين عبد الرضا
لمع نجم الفنان عبد الحسين عبد الرضا بشكل كبير في مسلسل "درب الزلق" عام 1977، مع الممثل سعد الفرج، والذي تدور قصته حول الشقيقين "حسينوه"، الذي يلعب دوره عبد الحسين عبد الرضا، وشقيقه سعد، الذي يلعب دوره الفنان سعد الفرج، وتحولهما إلى أثرياء بين ليلة وضحاها؛ نتيجة شراء الحكومة منزلهما، فتبدأ مغامراتهما في المشاريع التجارية، ومحاولة تحقيق المزيد من الثراء.
يبدأ الشقيقان باستيراد أحذية، يكتشفان بعد وصولها أنها جميعها فردة يسار، ثم بعد ذلك يقوم "حسينوه" باستيراد لحم للكلاب، منطلقاً من فكرة أن الكويت الحديثة يقطنها الكثير من الأجانب، وهؤلاء يحبون تربية الكلاب، لكن الأجانب لم يكونوا على ما يبدو معنيين كثيراً بإطعام كلابهم، فتبور البضاعة.
وللخروج من مأزقه يضطر "حسينوه" لتسويق طعام الكلاب عن طريق الحيلة، على أنه صالح للاستخدام البشري، فيتم اكتشاف تلك الحيلة، ويتعرض للضرب والجلد من قبل الشرطة، وغيرها من مشاريع فاشلة، ضمن قالب كوميدي ساخر.
وقدَّم عبد الحسين عبد الرضا بعد ذلك عدداً كبيراً من المسلسلات التي تحوَّلت إلى أيقونات فنية في تاريخ الفن الكويتي، أبرزها "الأقدار" و"مذكرات بو عليوي" و"الحيّالة".
وتوالت من بعدها الأدوار الفنية في المسلسلات والمسرحيات، كان أشهرها مسرحية "باي باي لندن"، عن قصة رجل متزوج (عبد الحسين عبد الرضا) يسافر إلى لندن، فيستقبله ابن أخيه الذي يدرس في لندن، ويبذل جهده لينقذه من التعرض للنصب والاحتيال في لندن.
ولم تخلُ المسرحية من الرمزية والإسقاطات السياسية والاجتماعية، وانتقاد بعض الأوضاع العربية في حينها.
وحصل عبد الحسين عبد الرضا على أكثر من 25 جائزة وتكريم، بسبب أعماله التي راجت على مستوى الوطن العربي، وتقلّد منصب نقيب الفنانين والإعلاميين الكويتيين عام 2009م.
أزمات صحية متلاحقة في حياة عبد الحسين عبد الرضا
أصيب عبد الرضا بعدد من الأزمات الصحية، إذْ تعرّض لأزمة في القلب عام 2003، أثناء تصوير مسلسل "الحيالة"، نقل على إثرها إلى مدينة لندن للعلاج، قبل أن يصاب بجلطة في الدماغ عام 2005، كما قام بإجراء عمليتي قسطرة قلبيَّة عام 2015 في لندن.وفي 11 أغسطس/آب عام 2017، توفي الفنان عبد الحسين عبد الرضا، في أحد مستشفيات لندن، عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد إصابته بجلطة أثناء وجوده في العاصمة البريطانية.