لا شك أن اسم شريهان مرتبط بفن الفوازير، إذ إنها تعتبر واحدة من بين أشهر نجمات جيلها، التي بصمت اسمها بأحرف من ذهب، في ذهن الجمهور العربي.
لكن بالرغم من نجاحاتها الكبيرة، إلا أن حياة شريهان كانت مليئة بالحزن والألم والحوادث الصعبة، هذه الأخيرة التي كانت سبباً في اعتزالها الفن، قبل عودتها خلال السنوات الأخيرة، لتجد أن نجمها لم ينطفئ، وأن الجمهور كان متعطشاً لعودتها من جديد.
شريهان.. صاحبة الموهبة الفنية منذ الصغر
ولدت الفنانة المصرية شريهان يوم 6 ديسمبر/كانون الأول سنة 1964، في مدينة القاهرة، وكانت بدايتها الفنية مبكرة، وهي تبلغ من العمر 4 سنوات، خلال المشاركة في بعض الإعلانات التلفزيونية.
فقد أحبت الفن منذ صغرها، بفضل شقيقها الأكبر عازف الجيتار عمر خورشيد، الذي ساهم في عشقها للرقص والغناء، ثم التمثيل، إذ كان السبب في لقائها بقامات فنية كبيرة، من بينهم أم كلثوم.
وعندما كانت تبلغ من العمر 12 سنة، خطت شريهان أولى خطواتها في عالم التمثيل، بعد أن تم اكتشافها من طرف الفنان عبد الحليم حافظ، الذي تعرفت عليه عن طريق شقيقها، لتشارك بعد ذلك في الفيلم السينمائي "قطة على نار"، إلى جانب فنانين كبار من بينهم فريد شوقي، وبوسي، ومريم فخر الدين.
كما أنها شاركت في مسرحية "سك على بناتك"، إلى جانب الممثل فؤاد المهندس، وبعد ذلك توالت الأدوار على النجمة الصغيرة، التي كلما كبرت في السن، كبر نجمها معها.
إذ توالت الأدوار عليها، وقدمت شريهان باقة من الأفلام الناجحة، من بينها "الخبز المر"، و"المتشردان"، و"العذراء والشعر الأبيض"، و"مين فينا الحرامي".
نجمة الفوازير الرمضانية
في الوقت الذي لمع فيه اسم شريهان في السينما المصرية، شرعت في المشاركة في المسلسلات التلفزيونية، ما جعل نجمها يسطع أكثر فأكثر.
إذ إنها شاركت في عدة مسلسلات ناجحة، نذكر منها "المرأة والقانون"، و"فضيحة العمر"، و"دعوني أعيش"، و"سر الغريبة".
وخلال هذه النجاحات، جاءتها فرصة تقديم الفوازير الرمضانية، إلى جانب الممثلة نيللي، وذلك ابتداء من سنة 1985، حيث مزجت بين الغناء، والاستعراض، والتمثيل، واستطاعت أن تصبح أيقونة في مصر، ونجمة بين جيل الشباب بامتياز.
ومن بين أشهر الفوازير التي قدمتها على الشاشة المصرية، "ألف ليلة وليلة، عروس البحور"، "ألف ليلة وليلة، وردشان وماندو"، و"فوازير حول العالم"، فيما كانت آخر نسخة تقدمها هي "حاجات ومحتاجات" سنة 1994.
بالرغم من نجاحها.. لم تكن حياة شريهان وردية
بالرغم من كل النجاحات التي رافقت حياتها كفنانة، لكن حياة شريهان لم تكن وردية، إذ إن أولى صدمات حياتها كانت اكتشاف أنها ابنة رجل القانون أحمد عبد الفتاح الشلقاني، وعمرها 11 سنة، والذي فقدته في نفس السنة التي تعرفت عليه فيها، لتدخل في مشاكل متعلقة بحقها في الميراث.
أما ثاني صدماتها، فكانت خلال بداية نجاحها فنياً، بعد مسرحية "سك على بناتك"، عندما توفي شقيقها من والدتها عمر خورشيد، سنة 1981، الذي كان يعتبر والداً لها أكثر من كونه أخاً، وعمرها لم يتجاوز 17 سنة فقط.
وبعد أن استعادت قوتها للعودة من جديد لعالم الفن، وتقديم الفوازير، عادت حوادث السير لكسر نجاحها، وهذه المرة، كانت هي الضحية، بعد أن تعرضت لحادث سنة 1989، هشم عظامها، وكاد أن يقودها إلى الشلل.
وقد استغرقت شريهان ثلاث سنوات لتعود إلى عافيتها من جديد، بعد أن تعرضت لكسور في الحوض، والعمود الفقري، جعلتها تتنقل بين المستشفيات لسنوات.
وبعد عودتها من جديد، وتقديمها مسلسلات وأفلاماً ناجحة، توقفت شريهان من جديد بعد إصابتها بورم على مستوى الوجه، الذي قادها للقيام بعملية جراحية دقيقة، مما جعلها تعلن اعتزالها الفن بشكل رسمي سنة 2002.
عودة جديدة بعدة غياب طويل
بالرغم من غيابها لسنوات طويلة، إلا أن اسم شريهان لم يمحَ من ذاكرة الجمهور العربي، الذي استقبل عودتها إلى الأضواء بكل صدر رحب.
فكانت أولى خطوات عودتها هي إنشاء حساب خاص بها على إنستغرام، تشارك فيه صورها الخاصة، التي توثق لحظات حياتها بعد سن الخمسين.
فيما كانت عودتها الفنية سنة 2021، عن طريق إعلان لشركة اتصالات مصرية، قدمت من خلاله قصتها في عالم الفن، خصوصاً الحادث الأليم الذي تعرضت له، وكل ذلك في إطار غنائي استعراضي، شبيه بالفوازير التي اشتهرت بها في سنوات شبابها.
وبعد نجاح الإعلان، عادت إلى خشبة المسرح، بالمسرحية الاستعراضية التي حملت اسم "كوكو شانيل"، التي عرضت عبر إحدى المنصات المشفرة وحققت نجاحاً كبيراً، ما جعلها تعبر عن فرحها وفخرها الكبيرين بهذا النجاح.